السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
زهرة صالح: السعودية خذلتنا
الساعة 20:33 (الرأي برس - عربي )

على الرغم من تعرّضها لمحاولة اغتيال، قبل ثلاث سنوات، أدّت إلى بتر ساقها، ما تزال القيادية في الحراك الجنوبي، زهرة صالح، حاضرة في المشهدين السياسي والإعلامي المتّصلين بالقضية الجنوبية. قضية عايشت صالح أبرز مفاصلها، محتكّة بفعّاليّاتها وديناميّاتها، حتّى غدت زهرة وجهاً بارزاً، اشتُهر أكثر ما اشتُهر قبل ستّ سنوات، عندما وقعت صاحبته في قبضة السلطات الأمنية في عدن، لتدّعي أثناء جلسات التحقيق معها، أن عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس حينها، يدعم الحراك. لا تنكر زهرة صالح، في حديثها إلى "العربي" أن دول التحالف، وعلى رأسها بالسعودية، "خذلت" الجنوب، معتبرة أن من سمّتهم "ديناصورات الجنوب" هم من يقفون حائلاً دون توحّد مكوّنات الحراك. على الرغم من ذلك، تبقى القيادية الجنوبية على أملها بأن الحراك لن يموت ولن ينتهي.


بعد مرور حوالي 3 سنوات على محاولة اغتيالك، ماذا تقولين عن ذلك الإستهداف؟ ومن تتّهمين بالوقوف خلفه؟
لست وحدي من تعرّض لعملية اغتيال. كلّ الشعب الجنوبي معرّض لكلّ هذه العمليّات، والتصفية الدموية، من قبل الإحتلال اليمني، طالما هو متمسّك بهدف تحرير واستقلال الجنوب. 


ألم تعق محاولة اغتيالك نشاطك وتحجزك عن القيام بما كنت تقومين به قبل ذلك؟
لا بالعكس، بل صرت أكثر نشاطاً، ولن تعيقني أبداً، الحمدالله ربّ العالمين، وقد زادتني قوّة. أقوى لأنّي مؤمنة بالله سبحانه وتعالى، وبهدف شعب الجنوب في التحرير والإستقلال. 


عاصرت الحراك الجنوبي منذ بداياته. ما هي، برأيك، أبرز المحطّات التي مثلت منعطفات خطيرة في مسيرة الحراك؟
كل محطّات الثورة الجنوبية، منذ انطلاق الحراك الجنوبي، تعرّضت لمنعطفات خطيرة، لكنّها ووجهت بصمود وتضحيات الشعب الجنوبي. 


تمّ اعتقالك من قبل السلطات اليمنية في 2009، يقال إنّك ادّعيت، حينها، أن نائب الرئيس اليمني (سابقاً)، عبد ربه منصور هادي هو من كان يدعم الحراك؟ هل هذا صحيح؟
نعم، اعتُقلت في 2009 مرّتين، ولم أدّعي حينها، بل عندما اعتقلت في نوفمبر 2010، قبل إقامة بطولة خليجي عشرين، في عدن. أثناء التحقيق، عندما كانوا يوجّهون لي أسئلة، عن من يدعمني بالمال من أجل أن أعطيه للشباب، حسب قائمة الإتّهامات الموجّهة لي، سرعان ما وضعت الإجابة، بأنّه عبدربه منصور هادي، وسالم صالح، وأحمد مساعد، من أجل لا "يفحسون"، بإعادة الأسئلة. عندما أجبت، صمتوا، ولم يتكرّر السؤال، أنا فقط حينها ادّعيت، ولم يدعم هادي الحراك الجنوبي، بالطبع.


لماذا، من وجهة نظرك، ما يزال الحراك الجنوبي عاجزاً عن تشكيل قيادة موحّدة، على الرغم من كثرة التجارب التي عايشها؟ ما الذي يقف حائلاً دون ذلك؟
للأسف، من يقف حائلاً وما زال يقف دون توحيد المكوّنات هم ديناصورات الجنوب، دون ذكر أسماء، فالشعب كلّه يعرفهم. 


كانت هناك نية لعقد مؤتمر جنوبي "جامع" بهدف توحيد رؤية الحراك وخطّته. لماذا لم يبصر هذا المؤتمر النور، حتّى الآن؟
نتمنّى أن يعقد مؤتمر جامع، أو لقاء جامع، يجمع كلّ الأطياف الجنوبية. ومن هنا، أدعو المرجعية الجنوبية، الشيخ صالح بن فريد العولقي، إلى أن يدعو مجدّداً إلى عقد المؤتمر الجامع، الذي دعا إليه سابقاً في 2014، لقد حان وقت عقد هذا المؤتمر.


يبدو من كلامك أنّك تراهنين على قدرة صالح العولقي على الجمع والإستقطاب. هل من قيادات جنوبية أخرى ما زلت مؤمنة بها وبفاعليّتها؟ ومن هي هذه القيادات؟ زهرة: الجنوب لم يضحّ برجاله من أجل عودة هذه العصابة
هي القيادة التي لم تهرب في المعارك، ولم تترك الشعب الجنوبي فريسة للإحتلال. القيادة التي لم تلزم البيوت، لتظهر، فقط، وقت الإنتصارات. 


ألا يرى الحراك الجنوبي نفسه في مأزق حقيقي بعدما جوبهت مطالبه بـ"الإستقلال" برفض واضح، حتّى من قبل دول التحالف؟ 
نحن لا نعوّل على المجتمع الدولي، نعوّل على شعبنا الجنوبي، هم أصحاب القرار، أمّا المجتمع الدولي معروف، لن يقف إلّا مع الظالم لأنّهم هم من يصنعونه. 


ماذا عن موقف السعودية تحديداً؟ هل توافقين وجهك النظر التي تقول إن موقف المملكة هو الأكثر تخاذلاً، سياسيّاً وعسكريّاً، تجاه الجنوب؟
السعودية والتحالف دعموا الجنوب والشمال، بل الشمال كان دعمهم له أكثر من الجنوب، إلّا أن الشماليّين تخاذلوا، والسبب أنّهم في الظاهر مع السعودية، وفي الباطن مع إيران. 


والجنوب؟
أمّا الجنوب، فهم دافعوا عن دينهم وأرضهم المسلوبة منذ 1994، لأن هدفهم تحرير بلادهم، والسعودية خذلت الجنوبيّين، لأنّها تبحث عن مصالحها، ونتمنّى من السعودية أن تقف مع الشعب الجنوبي. 


ما هو موقفكم من المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت؟ ألستم الخاسر الأكبر فيها كونكم الغائب الأكبر عنها؟
مشاورات الكويت لا تعنينا، والجنوب والحراك الجنوبي لن يمثّله أحد، هؤلاء يرقصون على دماء الشعب الجنوبي.


على ضوء ما تقدّم، كيف تنظرين إلى مستقبل الحراك؟
الحراك الجنوبي لن يموت ولن ينتهي، والثورة ستستمرّ بالخروج في المسيرات، حتّى استعادة دولة الجنوب. 


ما هو تقديرك للوضع الميداني، اليوم، خصوصاً بعدما سيطرت "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها على جبل جالس، وباتت أكثر قرباً من قاعدة العند الجوّية؟
لا خوف على جالس والمناطق الحدودية. على أبناء الجنوب أن يحموا عدن. وللعلم، يوجد داخل عدن أكثر من مليون شمالي، هؤلاء ممّن يدّعون أنّهم بيّاعين ومفرشين وأصحاب مطاعم، وأنّهم طالبين الله، هم أساساً استخبارات عسكرية مع المخلوع عفّاش. على المقاومة الجنوبية الحذر من هؤلاء، لأنّهم هم السبب في ما يجري في عدن.


ألا تعتقدين أن السلطات المحلّية في عدن لحج أثبتت فشلها طوال المدّة الماضية، في تلبية أبسط متطلّبات الحياة؟
السلطات المحلّية في عدن ولحج استلمت أطلال مدن، لا يوجد فيها بنية تحتية، وخرجت من حرب مدمّرة. وللأسف الشديد، بعد انتهاء الحرب، المقاومة الجنوبية لم تقم بواجب الحفاظ على المؤسّسات والأراضي، وجعلتها فريسة لضعفاء النفوس، الذين قاموا بسرقة ونهب المؤسّسات الحكومية، والمصالح العامّة. ولن ننسى تواجد عصابات النهب والفاسدين، الذين لا زالوا يفتعلون الأزمات من أجل إفشال قيادات السلطات في عدن ولحج... والحمد لله، الأمور تتحسّن من أجل مصلحة عدن، عاصمة الجنوب، شاء من شاء، وأبى من أبى.


أيّة رسالة توجّهينها إلى الجنوبيّين اليوم؟
علينا جميعاً أن نواجه عناصر عصابة الفاسدين، الذين ينهبون خيرات أبناء الجنوب، ونحاربهم بقوّة، لأن الجنوب لم يضحّ برجاله، من أجل عودة هذه العصابة المرتدة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص