- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
يعدّ الشيخ لحمر علي الأسود من أبرز القيادات القبلية في محافظة شبوة، ومن قادة الحراك الجنوبي فيها. يتحدّر من قبيلة العوالق المعروفة في المحافظة، وهو من مواليد منطقة رفض في مديرية الصعيد عام 1958م. تلقّى تعليمه الإبتدائي في مسقط رأسه، ثمّ انتقل إلى مدرسة الصعيد لاستكمال تعليمه.
تنقّل بين مناطق اليمن جنوباً وشمالاً، وعواصم عربية عدّة، في حركة ترحال ممتدّة، وكان للسجن السياسي من حياته نصيب. بالإضافة إلى بدايات ظهور الحراك الجنوبي الأولى، يتطرّق الشيخ لحمر، في حوار مع "العربي"، إلى الموقف من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وموقع شبوة السياسي، ووضع التركيبة القبلية فيها، راهناً.
بداية، وقبل الخوض في تفاصيل الأوضاع الميدانية والسياسية، حبّذا لو تحدّثونا عن أبرز المحطّات التي مررتم بها في حياتكم، حتّى يتعرّف الجمهور، أكثر، إلى الشيخ لحمر علي الأسود؟
في عام 1974م، إلتحقت بالسلك العسكري. وكان نصيبي، بعد التخرّج من مدرسة الإشارة، العمل في عمليّات الرئاسة في عهد الرئيس الراحل سالمين، غير أنّني غادرت أرض الجنوب، أواخر عام 1975م، إلى صنعاء لظروف خاصّة. واعتقلت في تعز فترة قصيرة، ثم غادرت إلى أبو ظبي، وعملت في شركة علاقات عامّة، ثم غادرت إلى سوريا، ثم عدت إلى أبوظبي مرّة أخرى. وفي أواخر عام 1976 عدت إلى عدن، غير أنّني اعتقلت من قبل الإستخبارات العسكرية، وحُكم عليّ بالسجن ثلاث سنوات، لكن تمّ إطلاق سراحي بعد تدخّل أحد أعضاء المكتب السياسي. وفي 22 من شهر يونيو عام 1978، غادرت إلى الشمال هارباً، ومن الشمال إلى السعودية عام 1979م، ثم سافرت سوريا. ثم العودة عام 1980 إلى عدن، بعد رحلة من التنقّل والمعارضة والمشاكسة للأنظمة، فتمّ تعييني مديراً لمكتب البلدية في مديرية حبّان بشبوة. وفي عام 1983م أصبحت مدير الجهاز المركزي للإحصاء، ثم انتقلت إلى الإدارة العامّة في العاصمة عتق، وتعايشنا مع كلّ الرفاق في أجواء من النظام والقانون.
وعندما اندلعت أحداث 13 ينايرعام 1986م، شاركنا فيها ونحن غير راضين، ثم غادرت إلى الشمال ضمن مجاميع كبيرة، ووزّعنا على ألوية عسكرية. وفي أواخر 1987م، قرّرنا، نحن أبناء الصعيد وحبّان، اللقاء بالرئيس علي ناصر محمّد في صنعاء، وطرحنا عليه قضية أسر الشهداء والمعتقلين والمفقودين في الجنوب، ولكن لم نصل إلى أيّ حل، فقمنا ورتّبنا وسيطاً مع النظام في عدن، واتّفقنا على لقاء في جيبوتي. (إنتدب) خمسة أشخاص منّا، وكنت أحدهم، ومن النظام ممثّل عن وزارة أمن الدولة في عدن وآخر عن المكتب السياسي، وبالفعل التقينا في جيبوتي، واتّفقنا على كلّ النقاط، باستثناء المفقودين.
وهكذا عادت مجاميع منّا إلى شبوة، حيث خرجنا بشكل مجاميع إلى مأرب، ثم تحرّكنا إلى صحراء العبر، ثمّ إلى عرما، وفي عتق استقبلنا المحافظ محمد علي القيرحي، الله يرحمه، وتمّ التحقيق مع الجميع، ثمّ انطلقنا إلى أهلنا. وبعد أسبوع، تمّ استدعاؤنا من قبل وزير أمن الدولة وجلسنا معه، وقدّم لنا الإعتذار حول المفقودين بأنّهم انتهوا بغير رضانا. وهكذا مرّت السنوات، ثم جاءت اتفاقية ما يسمّى بالوحدة، وكان لنا موقف ولكن لا حياة لمن تنادي. ثم أعلنت الحرب على الجنوب في صيف 1994م، ووقفنا مع أبناء الجنوب، ولكن تمّ فرض الأمر الواقع باحتلال الجنوب.
ما قصّة المذكّرة التي قدّمتها للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بشأن النوبة، وقضية الجنوب؟
بالفعل، قابلت علي عبد الله صالح، وقدّمت له مذكّرة سياسية تخصّ الجنوب في التسعينيّات، وكلّمته عن اعتقال ناصر النوبة، وردّ علي: "هذا ما حد معه إلّا أربعة نفر من لحج، وأربعة من المكلا، أهمّ شي ما حد معه من العوالق". فرددت عليه: "الثورات والحركات لا تخضع للقبيلة، بل تخضع للشعب والحركات التنظيمية، وأنت غلطان، هذا ليس الحلّ"، وطلبت من علي صالح إطلاق النوبة لمدّة شهر، لكنّه أبى وردّ قائلاً: "هذا مكسره في أذانه مسامير، ولن يخرج حتّى يترك هذا الهرج والمرج"، وانفضّ اللقاء وخرجنا، وأعلنت موقفي مع الحراك. الشيخ لحمر: الشرعية تعاني من هبوط سياسي حادّ على المستوى العام
كنتم من قادة الحراك في شبوة ومؤسّسيه، ماذا تقولون عن البدايات الأولى لمسيرة الحراك، وأين ترونه اليوم؟
مسيرة الحراك في شبوة بدأت على أرض شبوة، بعد ظهورها في العاصمة عدن في 2007، وبدأت بشكل جماعات من النشطاء والمثقّفين بشكل منظّم، رغم وجود قاعدة المحور العسكري، وغيرها من التجمّعات العسكرية في عتق. ولا ننسى أن الحاضنة الشعبية للحراك الجنوبي السلمي، في محافظة شبوة، هي مديرية ميفعة، وعلى رأسها مدينة عزّان. وكنّا نداهم العاصمة عتق بين الحين والآخر، وفي شهر نوفمبر 2009م، كسرنا حاجز الخوف وتمّ دخول الجماهير إلى عتق، وأقمنا المهرجان في حيّ النصب، وهاجمنا الأمن المركزي، واستشهد اثنان وأصيب آخرون من أبطال الحراك، بعد أن تمّ إطلاق النار علينا، وأعطبوا سيّارتي، بينما كنت في سيّارة أخرى.
وهكذا، انطلقت مسيرة الحراك، رغم الظروف القبلية الممثّلة بالثارات القبلية، التي نخرت النسيج الإجتماعي لأبناء شبوة، حيث تمّ الإعداد لهذه الثارات من قبل نظام الإحتلال في صنعاء، عبر العملاء المحلّيّين في المحافظة، الذين كانوا هم جسر العبور لخلخلة الكيان القبلي في المحافظة، مما أثّر سلباً على مسيرة الحراك الجنوبي في شبوة، ولكن رغم كلّ ذلك، استمرّ الحراك بكلّ قوة بالعاصمة عتق، وقد تمّ قمع المسيرات من قبل قوّات الأمن المركزي، وسقطت أعداد من الشهداء والجرحى، ولاحقاً، انتقلنا من مواقع الدفاع السلمي إلى موقع الهجوم السلمي، وأصبحنا مسيطرين على عاصمة المحافظة بنسبة 90%، وبعد الإجتياح الثاني للجنوب تحوّل الحراك إلى المقاومة الجنوبية، وفرض نفسه على الأرض، رغم تجاهل السلطة في المحافظة له.
كيف توصّفون العلاقة بينكم وبين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما هو أفق هذه العلاقة من وجهة نظركم؟
نتعامل مع الشرعية والتحالف العربي بإيجابية واحترام، مع أنّني أرى أن الشرعية الممثّلة بعبد ربه منصور هادي لا تختلف عن شرعية 94، بخصوص القضية الجنوبية، ومازالت الشرعية منشغلة بالقوى المتصارعة في صنعاء، ولا تنظر إلى قضية أبناء الجنوب، ولكن تعاملنا الشخصي والسياسي مع الشرعية سيظلّ إيجابيّاً، ولكن ليس إلى ما لا نهاية، ولكلّ حدث حديث.
تتحدّثون عن استمراركم في التعامل بإيجابية مع حكومة هادي، في وقت يزداد فيه إهمال هذه الحكومة لمحافظتكم. كيف ذلك؟
ليست شبوة لوحدها، بل الشرعية تعاني من هبوط سياسي حادّ على المستوى العام، ويعود السبب إلى أن الشرعية لم يتمّ تطهيرها من المندسّين والموالين للإنقلابيّين، الذين لا زالوا على رأس هرم الشرعية، وهم يعملون على إفشالها على المستوى الداخلي والخارجي. أهل شبوة جمعتهم الظروف السياسية وغيرها خلال السنوات العجاف التي مرّت بهم، وتكبّدوا خسائر بشرية ومالية وتعليمية من الثارات، ومن فقدان للتعليم، ومن إقصائهم من العمل في الشركات، ومن الوظيفة العامّة، وأصبحوا ينتظرون الإعانات من مكاتب البريد، لكن هذه المعاناة وحّدتهم حتّى أصبحوا رجلاً واحداً ضدّ نظام الإحتلال. ثم أتت عاصفة الحزم، وجاءتنا قيادات للمحافظة من الخارج، وعند وصول تلك القيادات انفردت بقراراتها بعيداً عن القيادات الميدانية، التي قدّمت أغلى ما لديها من شباب ومن مقدّرات، ما تسبّب بشرخ في النسيج الإجتماعي لأبناء شبوة. ومن هنا، أدعو كلّ الشرفاء من أبناء شبوة إلى الصبر والتحمّل والعمل أوّلاً على ضبط الأمن، وبعد الأمن كل شي بيصلح، كما أدعو الشرعية إلى أن تخرج عن صمتها بخصوص شبوة.
أين هو دور السلطة المحلّية في ذلك كلّه؟
للأسف، دور السلطة المحلّية سلبي، والوضع السياسي بشكل عامّ لا يقلّ سلبية، فالسلطة المحلّية لا تزال تحت سيطرة الحزبين اليمنيّين الممثّلين في أحزاب حاشد (المؤتمر والإصلاح)، وهما من يسيطر على المحافظة سياسيّاً، والمتعلّمون والخيّرون من القوى السياسية من أبناء المحافظة ليسوا إلّا كبش فداء. ولذا، تجد أن أبناء المحافظة صابرون على هذا الوضع، من أجل تحييد شبوة عن الصراعات. فالحراك الجنوبي ومقاومته يتطلّعون إلى وحدة شبوة، وشراكة أبناء شبوة، وما يهمّنا جميعاً هو عدم الإقصاء لبعضنا البعض، واحترام قاعدة التصالح والتسامح، كما ندعو الذين لا زالت لهم ارتباطات وعلاقات بأهل صنعاء، نقولهم كفى وكفى، قبل أن يطفح الكيل.
في ظلّ ضعف القبضة الأمنية في محافظة شبوة، لوحظت عودة قوية للأعراف القبلية إلى المحافظة، حتّى باتت هذه الأعراف، ملجأ الكثيرين ومأمنهم. كيف تنظرون إلى دور القبيلة في شبوة اليوم؟ وهل تخشون تأثيرات سلبية له على واقع المحافظة ومستقبلها؟
بالنسبة لدور القبيلة في شبوة، بمثابة سيف ذو حدّين. هذا المكوّن القبلي الكبير يعدّ من أكبر جيوش الجنوب، إذا استطعنا أن نسمّيه جيشاً، ولكن هناك بعض الخلل حدث في معظم قبائل شبوة، حيث تمّ استقطاب روؤسها إلى العمل السياسي والإستخباري، وحصل اختراق للقبيلة، وإدخالها في صراعات القوى اليمنية (الشمالية)، وهذا ما كانت تسعى إليه هذه القوى المحتلّة، وسبّب ذلك شرخاً داخل المكوّن القبلي، ولكن هذه الأمور لن تستمر لأنّها مستأجرة، وعند انتهاء الأجر تنتهي المهمة.
إذاً، ما هو المطلوب، اليوم، من وجهة نظركم، في ما يتّصل بدور القبائل؟
ما نتمنّاه لشبوة هو إيجاد رأس أو رؤوس تتّفق على تجنيب قبائل شبوة الصراعات السياسية، وتبقى قبائل تحترم الأعراف والأسلاف، وتحترم حقوق المستضعفين، وتنتزع حقوقهم المسلوبة من الجاثمين عليها، من أين ما كانوا.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر