- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
نشرت وكالة "رويترز" تقريراً حول مشاركة القوّات الإماراتية، في الحرب على تنظيم "القاعدة" في اليمن، باعتبارها تقدّم "نموذجاً جديداً لمكافحة الإرهاب في المنطقة العربية". وبحسب تقرير "رويترز"، الذي حمل عنوان "مهمّة الإمارات لمكافحة الإرهاب في اليمن تبرز طموحها العسكري"، فإن القوّات الخاصّة التابعة لدولة الإمارات العربية المتّحدة، وهي إحدى أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، تطلق العنان لمطاردة تنظيم "القاعدة" في الصحاري النائية والجبال البعيدة، مضيفة طاقات جديدة إلى قدرات القوّات العربية ذات المهارات العالية في مناطق الحروب والنزاعات، مثل أفغانستان والصومال، على غرار الجيش اليمني الذي لطالما تميّز في هذا المجال.
ورأى التقرير، الذي أعدّه فيل ستيوارت، تحوّل مهمّة القوّات الإماراتية في حرب اليمن ضدّ "عدو مختلف"، كان يتمثّل أساساً بـ"جماعة الحوثي" عند بداية تلك الحرب، قبل أن ينصبّ تركيز المجهود الحرب الإماراتي حالياً على التنظيمات المتشدّدة. وأضاف الكاتب أن الهجمات الإنتحارية الأخيرة في مدينة المكلا، يوم الإثنين، أظهرت حجم التحدّي، مشيراً إلى بقاء خطر التنظيمات المتشدّدة قائماً، مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تبنّى التفجيرات، على الرغم من المساهمة الإمارتية في طرد التنظيم المتشدّد الآخر (القاعدة) من المدينة الساحلية الجنوبية، في إبريل الماضي، بعد معارك أودت بحياة نحو 54 من المقاتلين اليمنيين (المنضوين في صفوف قوّات التحالف العربي) و450 مقاتلاً من التنظيم الذي وصف انسحابه من المدينة بـ "التكتيكي". المفارقة في تلك الحرب، وفق الكاتب، هي أنها أسهمت في "إضعاف الحوثيين"، وتقوية تنظيم "القاعدة" شرق البلاد، حيث سيطر على المزيد من الأراضي، واستولى على "عشرات الملايين من الدولارات" جرّاء تشغيل ميناء المكلا، ثالث أكبر ميناء في اليمن.
ورأى ستيوارت أن الإندفاعة الإماراتية ضد تنظيم "القاعدة"، تأتي انسجاماً مع الطلبات الأمريكية المتكرّرة للدول الخليجية ببذل جهود أكبر من أجل ضمان أمنهم، وإن كانت "عقيدة أوباما بشأن الإعتماد على الحلفاء المحلّيين بدلاً من الإنتشار العسكري الأمريكي الكثيف في الخارج لمحاربة الميليشيات الجهادية قد ينظر إليها على أنها تعثّر"، لا سيما في سوريا، والعراق، وأفغانستان، حيث أخذت الولايات المتحدة على عاتقها "تمويل وتدريب شركاء محلّيين". كما اعتبر الكاتب أن استخدام الحكومة الإمارتية للقوّات الخاصّة في حربها ضد تنظيم "القاعدة"، الذي ينظر إليه على أنه "الشبكة الجهادية الأكثر فعالية" في شبه الجزيرة العربية، يدلّل على آفاق بعيدة المدى لهذه الخطوة، موضحاً أن قيام الإماراتيين، وبمساعدة الأمريكيين، بالعمل على تنظيم وتدريب وتسليح مقاتلين يمنيين في إطار تلك الخطوة، يشير إلى "مقدرتهم على تحمّل أعباء حملة (عسكرية) يمكن أن تستمرّ طويلاً بعد التوصّل إلى حلّ (سياسي) للمواجهة المنفصلة مع الحوثيين". وبعد الإشادة بالعملية المعقّدة التي نجحت القوّات الإمارتية من خلالها، وبمساندة حلفائهما المحلّيين، وبدعم أمريكي في مجال الإستخبارات والتزوّد بالوقود جوّاً، من طرد تنظيم "القاعدة" في مدينة المكلا، أكّد الكاتب على أن مؤهّلات القوّات الإماراتية وقدراتها على الإضطلاع بعمليات برّية وبحرية وجوّية بشكل متزامن ومتواز، إلى جانب تنفيذ عمليات انتشار سرّية من قبل هذه القوات، رغم تكبّدها للخسائر، ينطوي على "اعتراف غربي باليأس والإحباط من قدرة الجيش اليمين المنقسم على التصدّي لتنظيم القاعدة"، مستشهداً بما أدلى به الجنرال المتقاعد، انطوني زيني، القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، لـ "رويترز"، حين قال إن "دولة الإمارات العربية المتّحدة تمثّل قوّة عسكرية مهمّة في المنطقة بقدرات مضاعفة على نحو أكبر مما قد يشير حجمها"، ونوّه بإثبات أبو ظبي لقدراتها على تحمل الأعباء والخسائر، واستعدادها الجلي "للقتال إلى جانب الولايات المتّحدة والقوى الحليفة". بعض الناس قد بدأوا بالتفكير في أن هؤلاء وصلوا إلى اليمن ليس لأنهم يحبّوننا
وقد نقل ستيوارت عن مسؤول كبير في قوّات "التحالف"، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن "التركيز ينصب حالياً على عدم السماح لتنظيم القاعدة بالتعافي، وأن هدفنا هو إبقاؤه في الخلف". كما أدلى مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب، ومطلع على الأوضاع في اليمن، بحديث إلى الوكالة، وقال إن الإماراتيين "هم القوّة الأكثر كفاءة على محاربة الإرهاب على أرض اليمن"، لافتاً إلى أن "البعض في واشنطن شكّك في صدق وإخلاص النوايا الإماراتية في ضرب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ولكن عملية المكلا، أظهرت أن القضية ليست كذلك". إلا أن الكاتب حذّر من عواقب ومخاطر للمشاركة الإمارتية في حرب اليمن، معتبراً أن سلوك أبو ظبي حيال هذه المسألة هو أشبه بمن يوقع نفسه في شرّ أعمال "سياسته المضطربة"، لما يمكن أن ينجم عنه من تورّط في "إعادة تنشيط الحركة الإنفصالية التي تعلو أصواتها المطالبة بانفصال الجنوب"، وداعياً ضباطها إلى "عدم الوقوف على الجانب الخطأ من القبائل التي تعتمد صيغة التحالف قصير الأمد مع الجهاديين كأحد تكتيكات البقاء".
ومن واقع يتّسم باستهداف دائم لأفراد الجيش والشرطة اليمنية من المتعاونين مع قوات "التحالف"، وتلهف المواطنين اليمنيين لإعادة الإعمار، على وقع الحاجة المستمرّة والعاجلة للمساعدات الإنسانية التي أرسلت حكومة الإمارات العربية المتّحدة ما قيمته 400 مليون دولار من تلك المساعدات، لفت التقرير إلى تفاوت نظرة المواطنين إلى تلك القوّات، إذ "لا يزال معظم الناس يعتقدون أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتّحدة هم الملائكة لأنهم أنقذونا من الحوثيين"، كما أفادت نسمة العزبي، وهي طالبة تدرّس الهندسة المدنية في عدن، في حديثها لـ"رويترز"، مضيفة "لكن بعض الناس قد بدأوا بالتفكير في أن هؤلاء وصلوا إلى اليمن ليس لأنهم يحبّوننا ويرغبون في مساعدتنا، بل لأن لديهم مصالحهم الخاصّة هنا".
ومن منظور ستيوارت، فإن الإمارات العربية المتّحدة تقع في الوقت الراهن تحت تحدّيات مهمّة، فيما تصرّ على أن "حملتها إنما تحمي المنطقة بأسرها"، متمسّكة بأن تراثها الثقافي المستمدّ من روابطها العميقة بالخليج العربي كفيل بأن يساعدها على التحرّك عبر الشبكات القبلية المعقّدة فيه. وهي فكرة أكّد عليها مسؤول في قوّات "التحالف"، صرّح للوكالة قائلاً "إننا، ونظراً إلى عدم كوننا غربيين، قادرون على العمل مع المقاتلين اليمنيين وكسب ثقتهم".
وعن الدور الأمريكي في مجريات الحرب في اليمن، حاول الكاتب العودة إلى الوراء حين اضطرت واشنطن في أوائل العام 2015 إلى سحب قوّاتها والعاملين ضمن أطقم سفارتها من اليمن، بسبب " تدهور الوضع الأمني" حينذاك، وأكّد على بقاء البلاد ضمن دائرة اهتمامات الولايات المتّحدة، لا سيما بعد "مقاطعة جهودها لمكافحة تنظيم القاعدة البلاد بالحرب على الحوثيين". أمّا الآن، فيوضح ستيورات أنه "بعد عملية المكلا، قالت وزارة الدفاع إنه جرى نشر عدد قليل من العسكريين لمساعدة جهود دولة الإمارات العربية المتّحدة في مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى احتمال زيادة استعداد الولايات المتّحدة للدخول مرّة أخرى على الأرض"، مذكّراً بتصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي، رأت أن دعم مهمّة الإمارات في اليمن، الذي ينظر إليه على أنه دعم قصير الأمد، جرى تجديده، وتمديد آجاله. كما استرجع الكاتب ما قاله مايكل موريل، نائب المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية، في مقالة نشرت على موقع "بوليتيكو"، من أن العملية التي نفّذتها القوّات الإمارتية في المكلا تشكّل دليلاً حول كيفية التعامل (العسكري) مع الجماعات الإرهابية التي تسيطر على أراض، مشيداً بـ"الدور الكبير" للدولة الخليجية على خلفية أدائها في حرب اليمن. وعن تفاصيل عملية المكلا التي أثارت إعجاب المسؤولين الأمريكيين، ذكر التقرير، وبالإستناد إلى حديث مسؤول عسكري رفيع في قوات "التحالف"، أن العملية جرت بالإستعانة بعناصر محسوبة على ما يعرف بـ"المقاومة"، مشيراً إلى مشاركة قوّات جوّية وبحرية وعناصر من القوّات الخاصّة الإماراتية في العمل إلى جانب فصائل يمنية، والعمل على تدريب وتشكيل فريق من "مقاتلي المقاومة" في عدن، يبلغ تعداده نحو 2000 رجل.
وقد استرجع ستيوارت أبرز التطوّرات الميدانية في العام 2015، لا سيما حين قامت القوّات الإماراتية، وبعد تحضير مطوّل وتنسيق عميق مع نظيرتها السعودية، بدحر قوّات "الحوثيين" من مدينة عدن، ومن قاعدة جوّية رئيسية قريبة من المدينة، وبتفعيل جهودها من أجل تدريب نحو 4000 مقاتل يمني في ميناء عصب الأريتري، كقوّة منوط بها المساعدة على ضبط الأوضاع الأمنية في المدينة المترامية الأطراف، قبل أن ينخرط الآلاف من قوّاتها في خريف ذلك العام، وبشكل متناوب، في مسرح العمليات العسكرية في اليمن وصولاً إلى تخطيط وتنفيذ عملية المكلا. كما لعبت الإمارات "دوراً استثنائياً في إعادة إعمار المدارس والمستشفيات"، على حدّ ما عبّر عنه محمود السلمي، الأستاذ في جامعة عدن، لوكالة "رويترز"، متطرّقاً إلى "تسامحها" مع الجهاديين في الجنوب على خلفية عداوتهم المشتركة لـ"جماعة الحوثي" قبل تصدّع هذه الصيغة، على حدّ تعبيره. وقد عبّر السلمي، في حديثه إلى الوكالة، عن امتنانه لقوّات "التحالف"، حين قال إنه "سواء جرى الإنفصال أم لا، فإن (مصير) الجنوب هو في أيدي أبنائه، وهو ما أصبح ممكناً بفضل دول التحالف. وفي ختام التقرير، نقل ستيوارت عن مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله أن مكافحة التمرّد في اليمن قد تستمرّ سنوات عديدة، لكن "الإماراتيين قادرين على إتمام هذا الإلتزام".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر