السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
إب... وداعاً زمن الإستقرار؟
الساعة 21:58 (الرأي برس - عربي )

تبدو الأمور في محافظة إب، التي تقع وسط البلاد، ملتبسة، بالرغم من سيطرة جماعة "أنصارالله" على كامل المحافظة، وخضوعها لإدارة الجماعة. وبرزت، في الآونة الأخيرة، ممارسات وانتهاكات بحقّ الأهالي، ألقت المزيد من الأسئلة عن "الشرعية" التي تستخدمها "أنصار الله" لإدارة المحافظة، وهل تنفرد الجماعة بالقرار، أم تتشاركه مع حليفها الأوحد، حزب "المؤتمر".


في 26 مايو 2015، عيّنت "اللجنة الثورية" التابعة لـ"أنصار الله" رئيس فرع حزب "المؤتمر"، عبد الواحد صلاح، محافظاً للمحافظة، لكن بعدها بفترة، اتّهمت قيادات في الحزب الجماعة بالقيام باقتحام مكتب المحافظ صلاح، ومصادرة الختم الرسمي لمكتبه بالقوّة، وهو ما يعكس الطبيعة المرتبكة وغير المفهومة للعلاقة بين الحليفين.


من المسؤول؟
في منتصف أبريل الماضي، تداول ناشطون على الإنترنت مقطع فيديو، أظهر قوّات بلباس عسكري شبيهة بقوّات مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مسلّحين آخرين بلباس مدني، وهم يحاصرون منزلاً لخطيب مسجد يدعى بشير شحرة. وبحسب وسائل الإعلام، فإنّه تمّ قتل الإمام أمام زوجته وأطفاله من قبل هذه القوّات، وتمّ سحل جثّته في محيط منزله بالمدينة القديمة. 


وفيما قال أهالي القتيل إنّه قُتل على خلفية رفضه الإلتزام بخطبة الجمعة الصادرة عن "أنصار الله"، اتّهمت ااجماعة الخطيب بالإنتماء لـ"المقاومة الشعبية" المناوئة لها.


وأتت عملية القتل هذه بالتزامن مع قيام مسلّحين آخرين بقتل مواطن بالطريقة السابقة نفسها، في قرية الغرب بمنطقة السحول، التابعة لمحافظة إب، بعد اقتحام منزله.


طبيعة هاتين العمليّتين رسمت الكثير من علامات الإستفهام حول المسؤول الحقيقي عمّا يجري في المحافظة، خاصّة وأن قوّات مدرّبة وذات لباس متخصّص في الجيش ظهرت في التسجيل الأول، وبحسب مراقبين فإن هذه القوّات تلبس زيّ القوّات الخاصّة التابعة لما كان يسمّى الحرس الجمهوري، ناهيك عن المسلّحين المدنيّين الآخرين.


إنتهاكات أخرى
ما يجعل من هذه التساؤلات مثار جدل دائم، تواصل عمليّات الإنتهاكات والقتل في المحافظة. ففي مديرية النادرة، قتل مسلّحو "أنصار الله" 7 أشخاص، وجرحوا 5 آخرين، أثناء عملهم، فجر الأربعاء الماضي، في مزرعة قات تابعة لأحد مشائخ المنطقة.


وأوردت وسائل الإعلام أن مسلّحي الجماعة وصلوا إلى المديرية فجراً، وقاموا بتفجير منزل أحد مناوئيهم والذي يُدعى عبد الحميد شحيط، ومن ثم مرّوا بجانب "جربة قات" تابعة للشيخ الذي تمّ تفجير منزله، وفيها عمّال يعملون في قطف القات.


وأشارت هذه المصادر إلى أن العمّال، حين رأوا المسلّحين، فرّوا خوفاً على حياتهم، لكن العناصر المسلّحة تابعتهم على متن أطقم عسكرية، ولم تتركوهم، حتى أمطرتهم بالرصاص، وقتلت سبعة منهم، وجرحت خمسة آخرين، واختطفت البقية.

وأضافت المصادر أن القتلى هم أكرم ناجي محمد الحنحنه، عرفات عبده محمد الحنحنه، أديب منصور الجريدي، ماهر شاكر محمد الجريدي، محمد عبده ميمون، أحمد عبده ميمون، عيسى الجبلي القعود، طارق عبد الرحمن حسين المشرعي. أثار تصاعد الإنتهاكات في محافظة إب استياءً واسعاً في أوساط النشطاء والإعلاميّين


الجمعة الماضية، كانت جماعة "أنصارالله" قد حلّت القضية على طريقتها: ذبحت 3 عجول وضعت فوقها البنادق.


المدينة القديمة: اشتباكات بينية
شهدت المدينة القديمة، منتصف الأسبوع الماضي، اشتباكات بين مسلّحين تابعين لـ"أنصار الله". وبحسب مصادر "العربي" فإنّ الإشتباكات وقعت على خلفية نزاع حول الأسلحة. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات تسبّبت بسقوط قتيل، مضيفة أن مسلّحين هدّدوا بتفجير منزل المتّهم بالقتل في حال لم يتمّ إحضاره، إلّا أت المصادر أكّدت أنّه تمّ حلّ القضية ودّيّاً، يوم الجمعة الماضي.


إستياء واسع
مجمل هذه الأوضاع لاقت حالة من الإستياء الواسع بين الناشطين والإعلاميين. ونشر الناشط والكاتب، أحمد طارش خرصان، صوراً لقتلى مزرعة القات، بجانب أخرى لـ"العجول" المذبوحة، وقال إنّها "تختزل السلام الذي تتمتّع به إب، وتفاخر به أمام بقية المدن المثخنة بالخراب والدمار".
وأضاف أن هذا "السلام بمقاييس القتلة وميليشيات الموت(...)، أربع صور تصلح عناوين لثورة يفترض بها أن تكون، وتصلح أيضاً كمرويّات موجعة سنحتفظ بها لأجيالنا كي نرويها في قادم الأيام، سلام لا ينظر ولا يهتم لسوى القاتل، القاتل الذي يصوّب بندقيّته صوب صدورنا، ويظفر بتحية لائقة من رجال...".


"المؤتمر"... عاجز هو الآخر
حزب "المؤتمر" في محافظة إب، عاجز هو الآخر، ويظهر مرتبكاً. فبعد تعيين رئيسه محافظاً للمحافظة، قام رئيس حزب "المؤتمر"، الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الثلاثاء الماضي، بتعيين عقيل فاضلاً رئيساً بديلاً عنه، وهو ما أثار حفيظة قيادات مؤتمرية رأت في التعيين قفزاً على اللوائح.
وعقب هذا التعيين، قال علي محمّد الزنم، عضو اللجنة الدائمة الرئيسية في الحزب، رئيس الدائرة السياسية لـ"المؤتمر الشعبي" في محافظة إب، إنّه "بذل جهوداً لإنهاء موضوع اختيار رئيس لفرع المؤتمر بالمحافظة وفقاً للنظام الداخلي للمؤتمر، واحترام إرادة القيادات والأعضاء، وممارسة حقّهم التنظيمي".


ولفت إلى أن "قيادة فرع المؤتمر في المحافظة تفاجأت بتجاوزها، وتجاوز كلّ اللوائح والنظم للمؤتمر، ويتمّ إصدار قرار تكليف، مباشرة، من الأمانة العامّة، ممّا اعتبرته قيادة المؤتمر تجاهلاً لها وإخضاع ذلك للأمزجة والأهواء الشخصية، التي لا تخدم المؤتمر مطلقاً".


وأضاف الزنم "أنّه لا يوجد اعتراض على الشخص المكلّف، ولكن على آلية التعيين التي تؤسّس لمرحلة من الإرتجالية واللامبالاة من قبل قيادة المؤتمر العليا".


ودعا إلى "إلغاء القرار باعتباره مخالفاً للنظام الداخلي، وتكليف أحد الأمناء المساعدين للنزول إلى المحافظة، وعقد اجتماع مع قيادة الفرع، والإستماع إلى وجهة نظرهم".


وأعلن الزنم أنّهم "شكّلوا حركة لرفض القرار،" وأنّهم "سيستمرّون في حراكهم إلى حين تعديل المسار الخاطئ، والعودة الى الأطر والمستويات التنظيمية المخوّلة في عملية الإنتخابات". 
من جانبه، نفى عقيل فاضل، المعيّن من صالح، "حقيقة ما أثير من أخبار حول رفض بعض قيادات الحزب لقرار تعيينه". وقال، في تصريح لـ "المركز اليمني للإعلام"، إن "كلّ ما نشر ليس حقيقيّاً"، وإن "هناك سوء فهم حصل مع بعض قيادات الحزب بالمحافظة، لكن ذلك الموضوع تمّ حسمه بشكل نهائي".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً