الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
بقاء الميليشيات المسلحة في العاصمة ذريعة لانفصال الجنوب
ماذا قال المثقفون والسياسيون عن تعيين بحاح وعن المشروع الحوثي المسلح
الساعة 17:02 (الرأي برس ـ خاص)

كيف تم اختيار المهندس خالد محفوظ بحاح رئيساً للحكومة؟ ولماذا تم التوافق عليه من قبل جميع المكونات السياسية على العكس من بن مبارك بالرغم أنه شخصية جنوبية، بينما مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تنص على أن يكون رئيس الحكومة من الشمال؟
كيف نقرأ المستقبل في ظل الضبابية التي تشهدها الساحة السياسية اليوم.. وماذا عن أنصار الله هل يمتلكون مشروعاً يخرج اليمن من المأزق الذي وقع فيه.. أم أن مشروعهم اقتحام غرف نوم الخصوم ونهب أسلحة الدولة؟
هذه الأسئلة وضعناها على عدد من المثقفين والمحللين السياسيين وخرجنا بالإجابات التالية:

 

في البداية تحدث الأديب والمحلل السياسي أحمد المعرسي عن أن قرار استبعاد بن مبارك من رئاسة الوزراء كان صائباً، لأنه ليس سوبر مان يستطيع أن يتولى أكثر من منصب ويخرج اليمن من أزماتها لاسيما وهو الرجل الذي قاد مؤتمر الحوار إلى الفشل ـ حد قوله.

 

وقال المعرسي: "في الحقيقة مؤتمر الحوار الوطني يراد له الفشل، وتعيين بحاح هو الخروج الأول على نتائجه إذ أن مخرجات الحوار الوطني تنص على أن يكون رئيس الوزراء شمالي بينما المهندس خالد محفوظ من الجنوب".

 

وأضاف: "هذه الاختراقات تجعل اتفاق السلم والشراكة يحل محل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولهذا فإني أعتقد أن بحاح وغيره جزء من مؤامرة كبيرة لتدمير اليمن أدواتها عبد ربه منصور هادي و"أنصار الله" كما يسمون أنفسهم والنظام السابق وتديره جهات خارجية كالمملكة العربية السعودية وإيران.

 

وأشار المعرسي إلى أن اليمن يسير إلى نفق مظلم ولن يستطيع الإمام العسكري الذي ينتظره أنصار الله أن يخرجها منه، وإنما سيقودوا البلد إلى الهاوية وإلى حرب أهليه أطرافها اليمنيون المغرر بهم الذين لا علاقة لهم لا بإيران ولا بالقاعدة.

 

وأردف: " بقاء الميليشيات المسلحة في العاصمة سيكون الذريعة التي سيتكئ عليها الحراك الجنوبي لإعلان الانفصال في أقرب وقت ممكن.

 

وعن مشروع الحوثيين، قال المعرسي "أنصار الله" لا يمتلكون مشروعاً، هم يمتلكون السلاح فقط، وبدخولهم صنعاء أكلوا الطعم إذ أننا رأينا منهم أخطاء خلال أسابيع ما لم نراه من الإخوان المسلمين خلال ثلاث سنوات ولهذا أتمنى عليهم مغادرة صنعاء وأن يتركوا لنا مشروع الدولة المدنية الحديثة.

 

وأضاف: "إذا أرادوا أن يبقوا في المشهد عليهم أن يتحولوا إلى حزب سياسي أما بقاءهم كميليشيات فهذا أمرا مرفوضا لأنهم تحدثوا عن الحقوق والحريات وانتهكوها وتحدثوا عن الحفاظ على المال العام ونهبوا أسلحة الدولة بالمليارات، على "أنصار الله" إذا ما أرادوا أن يكونوا مكون سياسي ناجح أن يتحولوا إلى قيادة تحويلية لا أن يضلوا قيادة تبادلية..

 

وأكد في ختام كلامه أن أول ما سيجنيه الشعب اليمني من دخول أنصار الله إلى صنعاء هو فقدان الجنوب لأن الأخوة في الجنوب لن يقبلوا باستمرار الوحدة مع دولة تحكمها الميليشيات المسلحة.

 

من جهته يعتقد الصحفي وعضو المنتدى السياسي فؤاد سلطان أن تعيين بحاح يأتي في سياق نقطتين أساسيتين..
الأولى التنسيق الواضح بين نظام صالح وجماعة الحوثي وربما تصريحات ناطق الحوثي دليل كاف على ذلك، في حديثه حول العلاقة مع صالح.

والثاني يأتي في سياق استباق جلسة مجلس الأمن مساء اليوم (أمس)، وأن جماعة الحوثي سوف تنجوا من أي قرار أو بيان يصفها بأنها تعرقل تأخير إعلان الاتفاق.

 

وأضاف سلطان: "القضية اليوم عند المواطن لم تعد في الحكومة القادمة بقدر ما باتت في انهيار الدولة وسقوطها بيد جماعة مسلحة".

 

وأردف: إن تعين بحاح اليوم أمام المواطن لا قيمة له أمام الوضع الجديد الذي قضى على هامش العمل السياسي وجعل المنطق القادم بيد السلاح فقط.

 

وعن مشروع الحوثيين قال سلطان: داخل سياق العمل الديمقراطي والمدني لا اعتقد بتاتا ان جماعة الحوثي تملك مشروع دولة بمفهوم الدولة الحديثة.

 

وأضاف: الفكرة الحوثية تنطلق من فكرة عنصرية ذات بعد طائفي، وبالتالي يظل مفهوم الدولة مرتبط بمدى قبول الجماعة بالعمل السياسي وقبل ذلك ترك السلاح وهذا مستحيل .

 

الشاعر فؤاد المحنبي كان له رأيا آخرا حيث قال نبارك لشعبنا وحكومتنا ورئيسنا، الوصول إلى التوافق الصحيح بإذن الله في اختيار الأخ خالد محفوظ بحاح رئيساً للحكومة الرجل المخضرم بالعواصف السياسية من 2006 م - 2014م هذا هو الظهور السياسي لهذا الشخص لذلك فإنه تقريباً أحق المرشحين بالتوافق ما دامت الشروط تنطبق عليه، نسأل الله تعالى أن يعينه على تحمل مهام رئاسة الوزراء ويجعل في ذلك الخير والازدهار والعدالة والأمن والنماء لبلادنا ويكون في ذلك الخير الكبير والمستقبل الواعد لليمن أرضاً وإنساناَ

 

أما بخصوص التهم التي تلصق بأنصار الله حد قوله قال المحنبي إن كانت حدثت بعض الأخطاء الفردية, ونسأل الله تعالى أن يكون كل اليمنيين أنصار الله كما هم منذ الأزل أنصار الله ورسوله.
وأضاف المحنبي "سيتبين كل شيء بإذن الله في سلوك المكونات السياسية في بلادنا نريد العدل للجميع ونرفض الظلم من الجميع ونطالب بإعادة الحقوق المنتهكة منذ 1967م بسبب التدخلات الإقليمية الشقيقة والصديقة

 

وأشار المحنبي إلى أنه لا بد من إجراء محاكمات منصفة وعادلة لكل من تلاعبوا بمقدرات شعبنا أو سفكوا الدماء ظلماً بغير وجه حق سوى الأطماع والنزوات السياسية.

 

بدوره قال الباحث في النزاعات المسلحة الأستاذ علي الذهب: سبق أن شغل الرجل مناصب لها علاقة بجوانب الاقتصاد والإدارة، ومن ذلك شغله منصب وزير للنفط، وهي مؤهلات عملية هامة، لكن على الجانب السياسي، يضيف منصبه رصيدا إلى أرصدة المناصب الكثيرة والهامة التي يقوم عليها مسئولون من محافظات الجنوب، في استئثار واضح يلغي شراكة المناصفة لا التناسب التي أقرتها وثيقة الحوار الوطني بين مكون الشمال ومكون الجنوب

 

وأضاف الذهب: ربما جاء هذا التوافق على الرجل، نظرا لما تمليه حساسية المرحلة ودقتها والمآلات الخطرة التي قد تجر إليها، لكني أحسب أن أطرافا بعينها رجحت المصلحة الوطنية على مصلحة الحزب فكان هذا التوافق.

 

وعن المشروع الحوثي قال الذهب: أي جماعة مسلحة لا تمتلك مشروعا سياسيا، والمشروع السياسي، بطبيعة الحال، ليس الهدف الذي تقاتل من أجله، وإن كان ذلك الهدف لا ينفك عن السياسة.. إذن، وبوصول الحوثيون -وهم جماعة مسلحة تملي إراداتها بالقوة القاهرة، لن يكون مشروعهم السياسي الذي يحثون الخطى، الآن، لبلورته بعيدا عن هذه الثقافة التي تؤمن بالقوة في الوصول إلى الأهداف وتحقيق الاستحواذ الكامل على المشهد اليمني في قادم الأيام.

 

وأشار الذهب إلى أن لدينا وثيقة حوار وطني أجمع عليها كل فرقاء العمل السياسي في البلاد، ثم أملت أحداث 21 سبتمبر/ أيلول الماضي- التي كان وراءها الحوثيون وحلفاؤهم- مطالب للحوثيين، تحديدا، بما يعزز من وجودهم كقوة مستقبلية تستطيع التحكم بالبلاد، منفردة، في أي تحول سياسي مضطرب، على الأقل في محافظات الشمال (الجمهورية العربية اليمنية، سابقا)، حيث يسعون لأن يكونوا المكون الوحيد الذي يسيطر على القوة العسكرية والأمنية وعلى العاصمة، والنفوذ في أغلب المحافظات، خاصة مع توجههم الملحوظ في إضعاف مراكز النفوذ العسكري والسياسي والقبلي والديني في المناطق التي سقطت بأيديهم، والتي تعاقبت على النظام الجمهوري لخمسة عقود.. ما لم تحدث متغيرات داخلية وخارجية تعصف بمخططاتهم تلك، وهذا احتمال وارد أيضا.

 

رئيس تحرير صحيفة الميثاق الأستاذ/ محمد أنعم علق على قرار تعيين بحاح بتفاؤل كبير قائلاً: حقيقة أجد في شخصية المهندس خالد بحاح الأمل لإخراج بلادنا من الأزمة.. وأكيد قد عرفناه رجل دولة وزيرا وسفيرا ويملك رؤى واضحة تستحق الاحترام..

 

وأضاف: صراحة اليمن بحاجة إلى رئيس حكومة قوي وشجاع وصاحب خبرة في العمل التنفيذي ولا يهم مكان مولده أو من أي منطقة كان.. فهو يمني وطالما هو قبل تحمل مثل هذه المهمة الجسيمة فيستحق تعظيم سلام..

 

وأشار أنعم إلى أن مخرجات الحوار ليست مقدسة فلا فرق بين اليمنيين، متمنياً أن تقف كل القوى موقفا واحدا وتترفع عن افتعال الأزمات خصوصا وان البلاد قد تنهار إذا استمر الجميع في هذا الصراع العبثي، وبصراحة بعد بضعة أشهر قد لا يجد موظفي الدولة مرتبات فالخزينة تعرضت للنهب.

 

وعن امتلاك الحوثي لمشروع يستطيع أن يحم به اليمن قال أنعم: "حالة الفوضى التي تعيشها البلاد منذ أزمة 2011 جعلت الأولوية أمام كل القوى السياسية هي الأمن والاستقرار وإيجاد استقرار سياسي".

 

وأضاف: لقد سقطت كل المشاريع الكبيرة وان تم رفعها فثمة فارق بين الشعارات الديماغوجية والقناعات .. وجماعة "أنصار الله" لهم مشروعهم الخاص مثل الإخوان والاشتراكي والحراك.. وغيرهم من القوى الوطنية.. اختصارا الضعفاء لا يمكن أن يقودوا مشاريع كبيرة.. المهم أن يتوقف الجميع عن تدمير البلاد فمن لديه مشروع كبير وعظيم فليبهرنا به.

 

وختم أنعم حديثه بالقول: اليمن بحاجة إلى مشاريع كبيرة والى أبطال حقيقيين لإنقاذ البلاد من الانهيار والشعب من الفقر والجهل والتخلف والصراع العبثي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً