الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
اليمن... بلا صحافة
الساعة 20:32 (الرأي برس - CNBC)

أثّرت الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس 2015، وما سبقها من تأزّم سياسي، على عمل الصحافة والصحافيّين بشكل كبير. جميع الصحف الأهلية، والحزبية، والمستقلّة، متوقّفة عن الصدور منذ قرابة عام، فيما يستمرّ الهامش الصحافي بالتراجع، لتتراجع معه حرّية الرأي، على نحو مرعب. في هذا سياق، تواجه "أنصار الله" اتّهامات بـ"فرض نفسها بالقوّة وإقصاء الجميع، وفرض صحافة ذات لون واحد، وعدم السماح لأحد بالعمل، بأيّ شكل من الأشكال".


يقول محمد عائش، رئيس تحرير صحيفة "الأولى" اليومية، لـ"العربي"، إن "وضع الصحافة في اليمن وضع أسود بسبب الحوثيّين وبسبب السعودية وحلفائها وعدوانها... هامش الحرّيات الصحافية في اليمن انتهى تقريباً... لا يستطيع صحافي مستقلّ أن يعمل في صنعاء، ولا يستطيع صحافي مستقلّ أن يعمل في تعز، ولا يستطيع صحافي مستقلّ أن يعمل في عدن، ولا يستطيع صحافي مستقلّ أن يعمل في المكلّا، ففي كلّ مدينة من هذه المدن هناك جماعات وأحزاب لا تسمح بوجود صوت غير صوتها".
كل الظروف، تقريباً، ساهمت في تفاقم هذا الحصار، من الظروف السياسية، إلى جغرافيا الحرب والنزاع، والتي كانت تعتبر سوقاً حاضنة للصحف العاملة، إلى الظروف الإقتصادية المتردّية.
جمال عامر، رئيس تحرير صحيفة الوسط الأسبوعية، يستعرض، في حديثه إلى "العربي "، "أسباب توقف الصحيفة تقريباً، (والتي) هي عدم القدرة على التوزيع في المناطق التي تشهد حروباً، في المحافظات الجنوبية، وتعز، وهي أسواق أساسية لتوزيع الصحيفة، أيضاً الإنقطاع الكلّي للكهرباء، في ظلّ انعدام الديزل والبنزين في بداية الأزمة ثم توفّره بثمن مرتفع، وهو ما يعني كلفة مضاعفة على صحيفة مستقلّة تماماً، ولا تتلقّى دعماً من أيّ جهة". وجميع الصحافيّين المحسوبين على تيّار سياسي وجدوا أنفسهم مطاردين ومطلوبين


وأضاف عامر أنّه "بالتأكيد، ليس هناك من يسعد لتوقّف المجال الوحيد الذي يستطيع أن يعمل فيه، منذ أكثر من 25 عاماً كصحافي و15 عاماً كناشر ورئيس تحرير للوسط، كما أن هناك من زملائي العاملين في الصحيفة، محرّرين وفنّيّين، فقدوا أعمالهم، وهو أمر يثير في النفس مأساة، ولكن هي الظروف القاهرة، وبالنسبة للجمهور، وبالذات من كان يتابع الصحيفة، فنحن نعمل على الموقع الإخباري اليومي حتّى يفرّج الله، والمهمّ أن تظلّ الصحيفة محافظة على استقلالها المهني".


من جهته، يرى نائب وزير الإعلام، مروان دمّاج، أنّه "خلال عام واحد من سيطرة الميليشيا، كانت الجماعة قد وضعت حدّاً لعهد من الصحافة مزدهر، وشجاع، ومتعدّد، استمر لعقدين ونصف من الزمن"، متابعاً أن "الجماعة استولت على جميع المؤسّسات الإعلامية التابعة للدولة، وعلى كلّ الصحافة المستقلّة، حتّى تلك التي لم تعلن موقفاً معارضاً ضدّ الجماعة أُغلقت، كلّ صحف الأحزاب أوقفت عن الصدور، وجميع الصحافيّين المحسوبين على تيّار سياسي وجدوا أنفسهم مطاردين ومطلوبين، ولم يعد هناك صوت معارض أو ناقد تحت سلطة هذه الجماعة".


كثير من الصحافيّين اليمنيّين باتوا في خطر، وعاطلين عن العمل، ويواجهون ظروفاً صعبة وقاهرة. في هذا الصدد، يصف الصحافي، محمد صادق العديني، "الوضع الصحافي والإعلامي في اليمن بالكارثي والمزري"، مشيراً إلى أن "اليمن بات بيئة غير آمنة للصحافة وحياة المشتغلين فيها، لم يعد هناك صحف مستقلّة، ولا حتّى حزبية تصدر بعد منع طباعتها بأوامر من الحوثيّين، كما أن الحرّيات الصحافية وحرّية التعبير انتهت، ولم يعد هناك صوت آخر، لأن الحوثيّين أسكتوا كلّ الأصوات".


بدوره، يقول الصحافي شاكر أحمد خالد، لـ"العربي"، أنه "بحكم التوجّه الفكري لجماعة الحوثي، طالت إجراءاتها القمعية وتوسّعت لتشمل حتّى العاملين في مؤسّسات إعلامية رسمية، رغم سيطرتها عليها عقب اقتحام العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م. وأبقت الجماعة على العاملين المقرّبين جدّاً منها، وهناك حالات فصل واستغناء جماعية عن صحافيين وعاملين في المؤسّسات الإعلامية الرسمية". 
ويشير شاكر إلى "المكتبات والأكشاك التي كانت مليئة بالصحف والأسماء المتعدّدة في صنعاء... اختفت تماماً، والآن ما تبقّى هو صحف هزيلة لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة، ويعاني العاملون فيها أيضاً من ضائقة مالية، بعد التدهور الإقتصادي الكبير في البلاد، رغم أن هذه الوسائل القليلة التابعة للحوثي تقدّم خطاباً تعبوياً عفى عليه الزمن، ضدّ المعارضين لجماعة الحوثي ومن تسمّيهم مرتزقة العدوان السعودي".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص