- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
هي الخبر في الفطور اليمني، إذا كان التمر مبتدأه. هي عنوان رمضان الذي يكاد لا يتنازل بيت الفقير أو الغني على السواء عنه. إنّها الوجبة الباردة، التي تروي عطش الصائم وتسدّ جوعه، ريثما تقام صلاة المغرب ويبدأ تناول العشاء.
"الشفوت" وجبة يمنية بامتياز، لا تجدها في المطابخ الأخرى، قوامها اللبن "المحوّج"، و"اللّحوح" الذي يشبه الخبز الرقيق، ويُصنع من دقيق القمح والذرة الرومية.
في القديم، كان تحضير "اللّحوح" من اختصاص أهالي منطقة المحويت، إلّا أنّه، ولشغف اليمنيّين الكبير به، انتشر هذا النوع من الخبز في مختلف المدن والمناطق، وبات يُباع في كلّ الأسواق الشعبية تقريباً، خاصّة خلال شهر رمضان.
التسمية
يُقال إن الشفوت كلمة عبرية، تُنطق على النحو التالي: شف-عوت "SHAVOUT"، وتعني "أسابيع مقدّسة" عند اليهود، حيث كانوا في أيام "الشفعوت المقدّسة" يأكلون الألبان والخبز الرقيق فقط، ولا يزال اليهود، حتّى اليوم، يحتفلون بأيّام الشفعوت ويعتبرونها أيّاماً مقدسة، وتقول كتبهم إن الله قد اختار الشعب اليهودي وميّزه عن بقية الناس في هذه الأيام، التي يتناولون فيها الألبان والخبز فقط.
ويعتقد أهل مدينة صنعاء أن وجبة "الشفوت" صنعانية الأصل، في حين اتّضح أنّها مرتبطة بالطقوس اليهودية العبرانية الغابرة، ويبدو أن أهل صنعاء أخذوا هذه الوجبة واسمها من اليهود اليمنيّين، الذين كانوا يسكنون صنعاء وغيرها من المدن اليمنية.
طريقة التحضير
تُفرش طبقات "اللحوح" في صحن واسع، يسكب "اللّبن" عليها قبل أذان المغرب بدقائق قليلة، حتى لا يتشّربه اللحوح فتصبح الوجبة جافّة، أو يذوب اللحوح في حال كان "مخزّق" بكثرة، أي ذا تجويفات بشكل واسع، مثل اللحوح المحويتي الشهير، أو اللحوح الحبشي الذي غزا السوق اليمنية في السنوات الأخيرة.
أم يحيى، من سكّان صنعاء القديمة، تفضّل إعداد اللحوح بالخبز الصنعاني الخفيف. تُشبّه اللحوح بالهواء، ورغم أن سرّ الشفوت في خفّته، إلّا أن أمّ يحيى ومثلها كثيرات لا يحبّذنه كذلك، لكنّهن يبدعن في تفاصيل قد تكون خاصّة، ليظهر الشفوت لديهن كوجبة متكاملة العناصر الغذائية.
فبالإضافة إلى اللبن المحوّج بالنعناع، والـ"بسباس" (فلفل أخضر حار)، والكمّون المطحون، تضيف أم يحيى الثوم والطماطم، وتقوم بإعداد سلطة التزيين الخاصّة من الخيار والجزر "المبشورين"، أو المقطّعين بأحجام صغيرة جداً، وبعض الخضار الخضراء، كالكراث والبصل والبقدونس. كثيرون باتوا يستبدلون الطماطم "المسحوقة" والمبهرّة باللبن جرّاء شحّ الحليب ومشتقّاته
على موائد أخرى، تضاف بهارات وتوابل مختلفة، وقد تُقطّع الطماطم والفلفل الأخضر، ويُرشّ الصحن بحبّة البركة، وحبّات فاكهة الرمّان، وقد يُرّش، أيضاً، بقطع تفاح صغيرة، ثم يغمر الخبز باللبن المملّح قبل أذان المغرب بدقائق، إلّا أن كثيرين باتوا يستبدلون الطماطم "المسحوقة" والمبهرّة ببهارات المرق (الكمّون والكاري) باللبن، جرّاء شحّ الحليب ومشتقّاته.
تناول الشفوت
يأخذ الرجال صحون الشفوت، ويذهبون بها قبيل "التسبيح" إلى الجوامع. يفطر الرجال والشباب، عادة، في الجامع مع أبناء الحيّ. وقد يجتمعون في إحدى الزوايا، ويفرشون حصيراً للصلاة جماعة في الشارع، في حال كان الجامع ممتلئاً أو بعيداً، قبل أن تلتئم مائدتهم لتناول الشفوت والشوربة الساخنة وحبّات من السنبوسة المحشية باللحم المفروم أو الجبن أو البطاطا مع الكزبرة. مشهد لم يعد بالزخم نفسه الذي كان يضجّ به في رمضانات سابقة، إذ إن الأوضاع الإقتصادية الصعبة جرّاء الحرب في اليمن، جعلت وجبة الفقراء مكلفة.
تقول أمّ محمّد "كنا ننزّل للرجال صحن كبير يأكلوا ويهنأوا، (لكن) الآن الزبادي (اللبن باللهجة اليمنية) غالي". وتتابع: "الواحد يستحي مايكرمش الصائمين لكن ما نفعل؟".
ويعود ارتفاع سعر اللبن، المكوّن الأساسي للوجبة، إلى أن تكلفة نقل المواد الغذائية عموماً، واللبن خصوصاً، تتطلّب كمّيات وقود كبيرة للمركبات الناقلة له من المحافظات المنتجة.
"الحنين" إلى الشفوت
إفتقاد وحنين، ثنائية تلازم ردّ اليمني المغترب، حين تسأله، في رمضان، عن شعوره تجاه غياب الشفوت من مائدته؟ يخبرك معظم اليمنيّون في بلدان الغربة، على اختلافها، أنّهم ملتزمون بإعداده طيلة ايّام الشهر الفضيل، لكنّهم لا يخفوّن عدم استمتاعهم به، "فالمائدة تظلّ فاقدة للروّح". يبدأ السؤال عن غياب الشفوت على سبيل المرح، لكنّه ينتهي بالصمت الممزوج بالحزن، فـ"الشفوت في الذاكرة اليمنية ليس مجرّد وجبة، إنّه رمز للوجوه الصادقة، التي كانت تكرمك بوجبتها المحبّبة... وجبة الفقراء".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر