السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
صوماليّو سناح... "عاري على مخلوس"
الساعة 00:54 (الرأي برس - عربي )

ترزح أكثر من 150 أسرة من اللاجئين الصوماليّين في ظروف إنسانية بالغة القسوة والتعقيد، يجمعهم مخيّم أزرق يقع على ربوة صغيرة في منطقة سناح بمحافظة الضالع جنوب اليمن، وتدفع الأسرة الواحدة منهم مبلغ 500 ريال شهريّاً قيمة إيجار أرضية للخيمة الواحدة، لملّاك الأرض. المعضلة الكبرى التي تواجه النازحين في مخيّم سناح، بالإضافة اإلى ويلات الحرب وتبعاتها، رفض قبول أطفالهم في المدارس المحلّية، ما يعني أن جيل العشر سنوات الماضية من الجنسين رُمي بهم على قارعة الطريق، ضمن قافلة التسوّل الجماعي والفردي في أسواق مدينة الضالع وقراها.


معاناة مركّبة
يشكو نازحو المخيّم حزمة من الممارسات والإنتهاكات التي يتعرّضون لها، بدءاً من استهداف المخيّم بشكل متواصل بأعيرة نارية، باعتباره واقعاً في منطقة مواجهات، وليس انتهاءً بحالات التحرّش الجنسي والإغتصاب. في هذا السياق، يتحدّث أحدهم عن مصاب بطلق ناري "لم نتمكّن من نقله إلى المستشفى لتلقّي العلاج، لضيق ذات اليد". ويؤكّد النازحون أن نسبة الوفيّات في أوساطهم مرتفعة، نتيجة غياب الرعاية الطبّية، إذ يخلو المخيم من عيادة أو حتّى صندوق صغير تتوفّر فيه بعض الإسعافات الأوّلية. ولم يستطع النازحون تحديد عدد الوفّيات خلال السنوات العشر التي قضوها هنا، لعدم جود إدارة أو تدوين دقيق لحالات الوفاة والهروب أو الإخفاء، متذكّرين، فقط، أن أكثر من 5 حالات وفاة في المخيّم، بينها 3 أطفال سُجّلت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
من جهتها، تصف عائشة (30 عاماً)، على استحياء، انتهاكات جسيمة تتعرّض لها القاصرات، ومنها التحرّش الجنسي والإغتصاب، وتشير إلى أن أكثر من 20 حالة اغتصاب غير مسجّلة تعرّضت لها فتيات في المخيّم، رافضة توجيه الإتّهام إلى أيّ جهة تخوّفاً من التنكيل بها وأسرتها، حال إفصاحها عن أسماء. 


عجز وخوف
يعترف اللاجئون في مخيّم سناح بتقصيرهم وعدم قدرتهم على التواصل مع الجهات الرسمية والمجتمعية في الضالع، رغم طول فترة مكوثهم في المحافظة، مرجعين ذلك إلى عاملي اللغة والخوف، مع اعتبارهم أن "المواطنين في الضالع رحماء وطيّبون وأصحاب فضل وإحسان وشهامة".


يُضاف إلى ذلك أن مصادر الدخل، والتي تقتصر على عائدات مهنة التسوّل ومسح وغسل السيّارات في الأسواق، لا تفي بالحدّ الأدنى من المتطلّبات الضرورية للاجئين الصوماليّين، لذا فالفقر والفاقة رفيقان دائمان في الحلّ والترحال.


وتتحمّل النساء في المخيّم العبء الأكبر في إعالة الأسر كونهنّ الأقدر على استدرار العطف وجلب المال، فيما يقوم الرجال برعاية الأطفال. انتهاكات جسيمة تتعرّض لها القاصرات في مخيّم سناح ومنها التحرّش الجنسي والإغتصاب

 


حلم العودة
يبتسم اللاجئون حين تحدّثهم عن حلم العودة إلى موطنهم، ويتمتمون بيأس، مع استبعادهم لفكرة أن يكون ذلك قريباً، إذ يدركون تعقيدات الوضع في الصومال، وتداعيات استمرار الإقتتال بين الفصائل الصومالية من جهة، وبينها وبين الحكومة المركزية من جهة أخرى. ويشكّل المذياع لدى هؤلاء وسيلة وحيدة لمتابعة الأحداث في الصومال، أحداث تضاف وطأتها إلى المعاناة اليومية تحت أغطية زرقاء أكلت أعلاها الشمس، فيما تحفّ بها رصاصات الفرقاء المتحاربين، في معركة لا ناقة للصوماليّين فيها ولا جمل. ولعلّ أكثر من ما يجلّي المأساة في مخيّم سناح، حال الأطفال النازحين، الذين شرّدتهم حروب موطنهم إلى موطن آخر للحروب.


الأمم المتّحدة
تقرّ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن بالأوضاع المأساوية خارج مخيّم سناح، عازية ذلك، في إجاباتها أسئلة "العربي"، إلى أن "المخيّم يقع خارج المخيّم المركزي الكائن في خرز، والمفوضية لا تقدّم أيّ مساعدات عينية لتجمّعات اللاجئين خارج المخيّم المركزي"، في حين يتّهم محامي اللاجئين الأفارقة والصوماليّين في الضالع، رياض صالح، الدولة اليمنية والمنظّمات الدولية بـ"الإهمال البيّن والتقصير الكبير" إزاء اللاجئين في اليمن، والبالغ عددهم أكثر من مليوني لاجئ .
ويلفت صالح إلى أن "جهوداً تُبذل من قبل منظّمات دولية لانتزاع حقّ تعليم أبناء اللاجئين في المدارس الأهلية بالمحافظة، (وهو) ما بات معمولاً به (عمليّاً)، غير أن عزوف اللاجئين أنفسهم عن إلحاق أبنائهم بالمدارس، كونهم مصدراً مهمّاً للدخل عن طريق التسوّل، شكّل عقبة في هذا الشأن".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً