- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لرمضان وادي حضرموت نكهة خاصّة، كما يقول أهالي الوادي، وذلك لما تتميّز به هذه المنطقة من عادات وتقاليد ومخزون تراثي وثقافي أصيل، لم تنل منه رحى الزمن، ولا عجلة الأيام.
تراث تحتلّ أولى صفحات أسفاره طقوس شهر شعبان، وتزيّن أواخره ختميات شهر رمضان. الباحثان جعفر محمّد السقّاف وهود سالمين يتحدّثان، إلى "العربي"، عن بعض من صفحات تلك الأسفار، مجلّيَين جمالات النهارات والليالي الرمضانية في وادي حضرموت.
تحرّي الهلال
يقول السقاف إن "الإستعدادات لاستقبال شهر رمضان في وادي حضرموت تبدأ في النصف من شهر شعبان، حيث يقوم أهالي الوادي بزيارة قبر النبي هود". ويضيف أنّه مع أفول نجم شعبان يتحرّى الأهالي هلال رمضان عن طريق الزوايا الفلكية، ففي مدينة سيؤون "يتمّ التحرّي عن طريق زوايا معيّنة لعلم الفلك في منطقة السحيل، كونها منطقة مفتوحة تتوافر فيها رؤية جيّدة للراصدين، الذين يطلّون من المنازل العلوية لمشاهدة الهلال، وتختلف أماكن الرصد باختلاف فصول السنة الأربعة، وكانت لدينا أسرة في سيؤون مهمّتهما رؤية الهلال وهي أسرة آل باصبيع" .
إشعار
وعن كيفية إشعار الأهالي بحلول الشهر الكريم يشير السقّاف إلى أنّه "يتمّ إبلاغ الناس برؤية رمضان بطريقتين بدائيّتين، الأولى تتمّ بواسطة إطلاق المدافع والبنادق التي لا تصل أصواتها إلى المناطق البعيدة والنائية، لذا (وهذه هي الطريقة الثانية) يتمّ إشعال النيران بأعالي قمم الجبال في كلّ منطقة، وكان الناس عندما يرون هذه النيران في أعالي الجبال يعمّمون خبر ثبوت رؤية الهلال لرمضان أو العيد، فيراها ذلك المتخصّص الجالس على أعلى قمّة جبل العجاز قرب مدينة تريم فيشعل هو الآخر شعلة كبيرة أخرى هناك، فيراها من هم في منطقة عينات، في أسفل الوادي".
الأهازيج والألعاب الشعبية
ويتحدّث السقّاف عن الألعاب التراثية والأهازيج الشعبية في شهر رمضان، لافتاً إلى أنّه "عادة ما يخرج الصغار في هذا الشهر الكريم، فيقومون ببعض الألعاب والأناشيد والأغاني فيه، كما أنّهم يزاولون بعض الألعاب الرياضية كالنوية والكعارير والصك بالكرة. هذه بالنسبة للأولاد الصغار، أمّا الكبار أو الشباب فلهم ألعاب أخرى أيضاً، وكانت الدحنك من أهمّ الألعاب، وهي لعبة تشبه لعبة الجولف التي تمارس في دول أوروبا حاليّاً، وهي عبارة عن كرة صغيرة، يأخذ كلّ لاعب عصا معكوفة الرأس تضرب بها الكرة إلى مسافات بعيدة، وكان اللعب بها يبدأ بعد صلاة التراويح". ما تزال مهنة المسحّراتي حاضرة في وادي حضرموت كتراث أصيل وعادة متوارثة
ويستعرض السقّاف جانباً من الأهازيج والأناشيد التي تؤدّى في رمضان، "فهي كثيرة، إذ هناك تواشيح خاصّة بالصغار يقومون بها بعد صلاة العصر، من خلال جمعهم في ساحات المساجد، حيث ينشدون أغانيهم، وهناك توشيحات خاصّة بالإناث مثل قولهنّ (يابخت الصيام يا ليتني صايمة). ويتغنّين بهذه الأغاني، كما يعملن إيقاعات بالأحجار كون الطبول لا تدقّ في نهار رمضان، فيما تتمّ، بعد صلاة التراويح، قراءة عدد من التواشيح الدينية، إذ أن لكلّ ليلة قصيدة خاصّة ومن هذه التواشيح:
ألا يالله بنظرة من العين الرحيمة
تداوي كلّ مابي من أمراض سقيمة"
المسحّراتي
إرتبطت مهنة المسحّراتي بالشهر الفضيل في معظم بلاد العرب، ورغم تضاؤل تواجدها حاليّاً في بعض الأقطار، إلّا أنّها ما زالت موجودة في مدن وادي حضرموت، كتراث أصيل وعادة متوارثة. ويعتبر الباحث هود عبيد سالمين شخصية المسحّراتي من أهمّ الملامح الرئيسيّة لشهر رمضان في حضرموت، "فبحلول شهر رمضان أو عيد الفطر يقوم المسحّراتي بقرع الطاسة ليلاً، وعندها يفهم الجميع أن هلال رمضان قد هلّ، ويقوم المسحّراتي كلّ ليلة بالطواف في أزقّة القرى والمدن لإيقاظ الناس، لتناول وجبة السحور، وغالباً ما يصحب المسحّراتي في ليلة الهلال أهازيج يقوم بها الأطفال مثل قولهم:
رمضان جاء يا حيا به جاب العشاء في جرابه
ويستمرّ المسحّراتي خلال شهر رمضان، ففي مدينة سيؤون تسند هذه المهمة إلى أسرة آل باصالح، وفي مدينة تريم وبعض القرى يقوم بالمهمّة أشخاص توارثوها أباً عن جدّ، حيث يقوم بعضهم بالنداء على المنزل، فيسمّونه (المثوب)، وفي العشر الأواخر من رمضان يقوم المسحّراتي بالطواف على المنازل، فيعطى مقابل عمله كمّية من الحبوب، أمّا في القرى فيسمّونها (قواعد) إذ يجتمع الأطفال منشدين:
اليوم يوم القواعد المستوى ما يواعد
وفي سيئون يقول الأطفال منشدين يا صالح:
يا صالح أعطوه سجاده يا صالح بقوه يصلي"
خواتم رمضان
ويعرّج سالمين على الختومات الرمضانية في وادي حضرموت، والتي تبدأ من ليلة السابع من رمضان، "وهي عادة لا تزال موجودة حتّى اليوم، وتسمّى بختومات المساجد، حيث تقام ليلة السابع من رمضان عند إكمال قراءة المصحف، وتستمرّ إلى ليلة التاسع والعشرين من الشهر المبارك، وتقام بليالي الوتر تحريّاً لليلة القدر، حيث يلتقي الأهل والأقارب والمعارف والجيران في بيت واحد ويتمّ تبادل التهاني وتقديم الإفطار، وبعد صلاة المغرب يتمّ تقديم وجبة العشاء بمناسبة ختم مسجد الحي، وفي هذه الليلة يكون المسجد معموراً طوال الليل مثل ما كان في نهاره، وفي عصرية الختم ينتقل الأولاد والبنات الصغار من بيت إلى بيت متداولين ألحاناً متنوّعة ينشدون بها.
ومن تلك الأناشيد:
هاتوا ختام الجديدة ولا كسرنا الحديدة
فلان سلم لأمه ريح المسك في كمه
فلان كبير أخوانه فلان ختم قرانه
فلان سلم لبوه وامه تجيب اخوة
أما إذا كانت عروسة يقولون منشدين:
يا عروس اندري بانشوفش
ياعروس بالقيش قلوش"
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر