- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
عيون الروائية التقطت في مذكراتها... الكثير من الأشياء والتفاصيل، ومن اللافت تأكيدها على نقطة كانت ولا تزال مؤثرة بشكل كبير في حياة الشرق، وهي الطائفية.
يلقي المكان بظلاله على أهله وزوّاره، ويكتسب تميزا في عيون الرحالة والأدباء الذين يكتشفون التفاصيل وينبشون ما وراءها، تكون لديهم عدستهم المكبّرة التي يتغلغلون من خلالها إلى روح المكان، في محاولة لالتقاط المزيد من الجماليات والأسرار معا.
تشكل كتب المذكرات والسير مراجع تاريخية مهمة عن المراحل التي تقاربها، وتعدّ شهادات ووثائق يدلي بها أصحابها عن حياتهم وزمنهم وأدوارهم فيها، سواء كانت تلك الأدوار صغيرة أو كبيرة. تكون الذاكرة عادة محتفظة بالصور والأحداث، ولا يمكن إغفال جوانب من سوء التقدير قد تتخلل المحاكمات المتأخرة زمنيا، أو استدراج بعض المواقف التاريخية للحكم عليها بمنظار معاصر.
الكثير من الرحالة والأدباء الغربيين زاروا الشرق وشغفوا بسحره، تباينت غاياتهم ومعالجاتهم، منهم من كتب بمنطق استشراقي أبقى الشرق فيه سجين أوهام كثيرة، ومنهم مَن حاول الغوص في تفاصيل حياة الشرق وتاريخه بعيدا عن أيّ تلبيس مباشر للتصورات المقيدة له.
يحتفظ الشرق بمكانة أثيرة لدى الروائية الإنكليزية أغاثا كريستي (1890 – 1976) التي عاشت في سوريا والعراق في منتصف ثلاثينات القرن العشرين برفقة زوجها عالم الآثار ماكس مالوان (1904- 1978) الذي كان ينقب عن الآثار في المنطقة. وكتب كلاهما مذكراته عن المنطقة، وتعتبر تلك المذكرات بمثابة دراسة اجتماعية، اقتصادية، تاريخية في بعض جوانبها.
لفتت كريستي التي استوحت بعض أعمالها من إقامتها في الشرق إلى مفارقات طريفة وأخرى مؤلمة، هي التي التقت زوجها مالوان في بغداد وتجولت برفقته بين الكثير من الأماكن الأثرية في المنطقة، تعبر عن تفكيرها في ذاك العالم، وتقول كم هو بسيط هذا الجزء من العالم وكم هو، بالتالي سعيد. الغذاء هو الهمّ الوحيد. فإن كان الحصاد وفيرا، فأنت ثري حتما، وتستطيع أن تقضي بقية العام في كسل ووفرة حتى يحين موعد حراثة الأرض وبذرها من جديد.
التقطت عيون الروائية في مذكراتها “تعال قل لي كيف تعيش” الكثير من الأشياء والتفاصيل، ومن اللافت تأكيدها على نقطة كانت ولا تزال مؤثرة بشكل كبير في حياة الشرق، وهي الطائفية، وتقول إنها مسألة شائكة في هذا الجزء الخاص من العالم لأن سوريا تحفل بطوائف متعصبة من كل الألوان، ترغب كل طائفة منها في جز أعناق الطوائف الأخرى لأسباب “وجيهة” في نظرها.
وبرغم تحفظات كريستي على الكثير من التصرفات والممارسات في الشرق، إلا أنها تعلقت بذاك العالم الذي وجدته غريبا بداية، ثم ألفته، واعتادت عليه، واشتاقت إليه بعد سنوات من ابتعادها عنه، وأكّدت في خاتمة مذكراتها أنّها تتوق للعيش هناك والاستمتاع بذاك السحر الذي يبقي جذوة الحنين متّقدة في روحها.
كاتب من سوريا
منقول من صحيفة العرب.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر