- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ما زالت الحرب في اليمن ترخي بظلالها على الوضع الإنساني هناك. ففي أحدث تقاريرها، أشارت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية إلى أن ذلك البلد العربي، الذي عرف يوماً بـ "اليمن السعيد"، قد يكون مقبلاً على مجاعة في واحدة من أكبر وأفظع النزاعات المسلّحة في عصرنا، مضيفة أن ما يقرب من 80 % من إجمالي عدد السكان، البالغ نحو 24 مليون نسمة، هم بحاجة ماسّة إلى المساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة.
وفي التقرير، الذي حمل عنوان "اليمن: بعض الناس يعيش على قطعة خبز يومياً"، ركّزت الكاتبة ليديا تينكا على ما رأته خلال زيارتها الأخيرة إلى اليمن، مشيرة إلى نجاحها في الوصول إلى بعض المناطق المعزولة بالقرب من تعز، وهي واحدة من أكثر المدن تأثّراً بمجريات الحرب في اليمن، والتي هجرها معظم أهلها جرّاء ذلك.
حاولت الكاتبة نقل الجزء الأكبر من الصورة المأساوية هناك، معتبرة أن ما رأته "كان أكثر إحباطاً بما لا يقاس مما كان يمكن أن أتوقّعه أبداً، فالناس يعيشون بلا ماء، ولا كهرباء، ويكافحون في سبيل الحصول على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة"، فيما تبدو الغارات الجوية مألوفة في أجواء المنطقة، وأصوات الإنفجارات أعلى مما يتخيل المرء، على حد تعبير تينكا. كما أوضحت الكاتبة كيف أن الأرض تهتز، والمباني تترنّح على وقع الغارات الجوية والمعارك في الميدان، وكيف أن خوف الناس هناك يدفعهم إلى ترك الشوارع والإختباء في منازلهم، فيما تقفل الأسواق عند الثالثة من بعد الظهر، وأحياناً قبل ذلك، إذا ما ازدادت حدّة القصف والإشتباكات.
ومن خلال ذكر بعض الأرقام والإحصاءات، لجأت الكاتبة في الصحيفة البريطانية إلى أسلوب مغاير وأكثر دقّة في توصيف الحقائق الصعبة من واقع اليمن، من خلال الإضاءة على سلسلة من تلك الحقائق المتّصلة باعتماد البلد الأفقر في العالم العربي على استيراد أغلب احتياجاته، ولا سيما الغذائية بنسبة تقارب 90 %، وبالأخص المحاصيل الزراعية من الحبوب الأساسية التي تستورد البلاد منها نحو 85 % من احتياجات السوق المحلّية. وقد استوقف تينكا مشهد التوقّف القسري عن العمل لبعض المرافق الأساسية، كالمطارات والموانىء والطرق البرّية، بسبب الظروف القاهرة المتعلّقة إما بالحصار أو الدمار اللاحق بها، مما أدّى إلى توقّف حركة الواردات، إذ رأى تقرير "ذي غارديان" أن "أزمة غذائية غير مرئية تدفع، على ما يبدو، نحو ربع السكان إلى الموت جوعاً"، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتزايد أعداد المتسوّلين في الشوارع. كما أتى التقرير على ذكر أنه، وفي حين قد يكون بعض الناس محظوظين في الحصول على وجبة طعام واحدة في اليوم، فإن البعض الآخر قد لا يكون محظوظاً كفاية، ويكاد لا يحصل على شيء يسد الرمق. ما يقرب من 80 % من إجمالي عدد السكان هم بحاجة ماسّة إلى المساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة
وفي أكثر من فقرة، ذكرت الكاتبة العام 2015 كمحطّة تؤرّخ من خلالها لجانب من جوانب المأساة اليمنية. في تعز، إحدى أكبر مدن البلاد، وفي ظل نقص الإمدادات القادمة إلى البلاد، وفقدان الآلاف من السكّان لوسائط ووسائل عيشهم، تبدو دورة الحياة وكأنها توقّفت عن الدوران منذ شهر سبتمبر من ذلك العام. وبحسب الـ"غارديان"، فقد هبطت معدّلات الإنتاج، فيما تزايدت عملية النزوح الداخلي الشامل، وأصيب قطاع الزراعة الضعيف أصلاً في تلك المنطقة بالركود، مما أوجد أسباباً إضافية للصعود الصاروخي في أسعار السلع الأساسية، وفق الصحيفة.
تكلفة السلّة الغذائية الأساسية بحجمها الأدنى، والتي تشمل مواداً غذائية أساسية جداً مثل الطحين والأرز، ولا تتضمن أي نوع من الفواكه والخضروات الطازجة أو حتى اللحوم، بما تمثّله من مكون أساسي من المطبخ اليمني بشكل خاص، ومكون رئيسي في أي نظام غذائي متوازن، تضاعف سعر تكلفة تلك السلة (المخصّصة لتناسب احتياجات أسر متوسّطة العدد) منذ بداية النزاع، فضلاً عن الصعوبة التي بات يمثّلها الحصول على الخبز بعد ارتفاع أسعاره بنسبة 60 %. وتابعت الصحيفة بالقول أنه، ومع اضطرار العديد من المطاحن إلى الإقفال، أصبحت المخابز تعمل حالياً بأقلّ من نصف معدّلات الإنتاج المعتادة، فضلاً عن تقليل وزن رغيف الخبز من 60 إلى 40 غراماً، والذي أصبح المصدر الوحيد للتغذية، بالنسبة لكثير من العائلات اليمنية التي يعيش بعض أفرادها على رغيف خبز واحد يومياً، فيما بات آخرون مضطرون إلى البحث في القمامة عما قد يسدّون به جوعهم.
وأشار التقرير إلى أن بعض المواطنين اليمنيين قد يسافرون لمسافة 30 كم سيراً على الأقدام، وعبر الطرق الجبلية الوعرة، من أجل الحصول على السلع، لا سيما تلك التي تباع بأسعار مقبولة وأرخص مما يمكن الحصول عليه في مكان آخر، فيما يتمسّك نظراء لهم بأمل أخير، قد يتمثّل إما بجيران طيبين، أو بشطب بعض وجبات اليوم، وإما التسول أو مواجهة الجوع.
وتذكر الكاتبة رجلاً يمنياً قال إنه "فقد كل شيء عندما بدأ القتال"، حين فرّت أسرته وبقي هو وحيداً، عالقاً في مكان عمله، ومحاصراً جرّاء عمليات القتال. وقد نقلت الصحيفة عن الرجل وصفه واقع حاله اليوم بالقول "حالياً، أعيش وحيداً في المدينة، وأتسوّل في سبيل الحصول على الماء والغذاء للبقاء على قيد الحياة. الجميع يعاني هنا، ولكن لن نترك مدينتنا، فهي بيتي وموطني". وتصف الصحيفة مدينة تعز بـ"ساحة حرب"، لافتة إلى أن امن لا يكف عن التساؤل عن كيفية أن يحيا إنسان في ظروف مماثلة، سيندهش من إرادة السكان هناك وعزيمتهم التي تؤكّد الكاتبة أنها "لن تنساها".
وقد خلص تقرير الـ"غارديان" إلى القول إن الوضع في اليمن لم يعد يتعلّق فقط بمسألة تأمين المساعدات، على اعتبار أن البلاد تواجه واقعاً كارثياً من المجاعة، في حال لم يستطع الناس العودة إلى الحقول، وانتعشت حركة الإستيراد عن جديد، واستعادة الأسواق لحركتها وأسعارها الإعتيادية.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر