الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
رمضان عدن... بين "كومة" أزمات
الساعة 23:47 (الرأي برس - عربي )

إستقبلت مدينة عدن شهر رمضان لهذا العام، بأزمة خانقة في المشتقّات النفطية، وارتفاع لأسعار المواد الغذائية، إذ تشهد الأسعار ارتفاعاً جنونياً، مع مواصلة الريال هبوطه، أمام العملات الأجنبية. لكن ذلك لم يمنع السكان من الإقبال على الأسواق، وشراء احتياجات رمضان. وشهدت الأسواق والمجمعات التجارية، إقبالاً كبيراً، على شراء المواد الغذائية، وهذا لا يدل على مؤشّر القوّة الشرائية للمستهلك، ولكن هو نوع من التحوط للزيادة في الأسعار.    


وفي أحد المراكز التجارية الكبرى في المدينة، كان لـ"العربي" عدّة لقاءات مع بعض المتسوّقين، بداية تحدّث إلينا عبد العزيز جابر، قائلاً "كثّرت الأزمات في هذه المدينة، التي كانت في الأعوام السابقة تستقبل هذا الشهر، بأجواء إيمانية فرائحية، كانت تجمع الأصدقاء والأهل، في مائدة واحدة، وسهرات صباحيّة، لكن أجواء الصيف الحارّة هذا العام، وانقطاعات الكهرباء، والغلا الفاحش، بأسعار السلع الغذائية، وأزمة المشتقّات، والوضع الأمني المُنفلت والإغتيالات، كلّ ذلك، أثّر في نفسياتنا، وطُرق استقبالنا لهذا الشهر الكريم".


ويربط البعض ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بانخفاض سعر صرف الريال اليمني، مقابل الدولار، وكان رئيس مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي، الخبير الإقتصادي، مصطفى نصر، قد أرجع انخفاض سعر الريال اليمني، إلى استنزاف الإحتياطي النقدي، من العملات الأجنبية، وهو ما انعكس على أسعار السلع والخدمات، في المدينة.


وبالنّسبة لرحمة سالم، فقد اعتبرت أنّ رمضان هذا العام، أفضل بكثير من العام الماضي، وقالت إن الحرب كانت "قاسية، وكان الوضع مأساوي، ومُعظم السكّان شُردّوا من منازلهم، مقارنة بهذا العام، برغم ارتفاع الأسعار، والإنقطاعات المتكرّرة للتيار الكهربائي". رأى البعض أنّ رمضان هذا العام، أفضل بكثير من العام الماضي


ويرى خالد البدوي، أنّ التجّار "يستغلّون شهر رمضان، والإقبال الشديد من المواطنين على السلع، ويرفعون الأسعار، مُعتبرين أنّ هذا الشهر موسم، ما يؤدّي إلى زيادة الأسعار، بشكل جنوني، في غياب تامّ للرقابة الحكومية، مُستغلّين أيضاً انعدام مادّة الديزل، التي رفعت أسعار النقل، واحتكار مجموعة من التجّار، استيراد أهم الموادّ الغذائية، كالقمح والسكّر والأرز، ممّا أدّى إلى سيطرتهم على السوق، وتلاعبهم بالأسعار".


ويقول محمد الحربي أنه "كان هذا المُجمع التجاري، في العام الماضي، شبه خالٍ من المواد الغذائية الأساسية، بسبب الحصار الذي فُرض على المدينة، ولم يتبق في المجمع، غير الأجهزة الكهربائية، ونجده في هذا العام مزدحماً، بعد انتهاء الحرب، ورغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن يضطرّ المواطن لشراء الأساسيات الغذائية، لشهر رمضان".


فوزية ناصر، قالت إنه "رغم روحانية هذا الشهر الفضيل، الذي كان من الواجب علينا فيه التقرّب إلى الله، إلا أنّنا في صراع داخلي مع عدد من الأزمات، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانقطاعات الكهرباء والماء، وانعدام الديزل والبترول، وصُعوبة الحصول على رواتبنا أو تأخّرها. ما جعلنا نفقد لذّة الإستمتاع بهذا الشهر".
وقال، سمير صالح إنّ "الأسعار ارتفعت بشكل واضح، وهناك أُسر من ذوي الدخل المحدود، ربما لن تستطيع توفير الأساسيات، أتمنّى أن تنتهي الأزمة قريباً، ونتخلّص من كل هذه المُنغّصات، التي باتت تهدّد سير حياتنا، وتشغل الحيّز الأكبر من همومنا.
أزمات مُتفاقمة، وأوضاع صعبة، يحملها المواطن في مدينة عدن على أكتافه، فيما تظلّ الحكومة في موضع المُشاهد، على الدوام.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص