الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
المكلّا تتلوّى: "كلّه من كيسنا"
الساعة 01:10 (الرأي برس - عربي )

أطلّ شهر رمضان المبارك، هذه السنة، وسط معاناة يتجرّع مرارتها المواطن، وتحدّيات جمّة فرضتها عليه أجواء الحرب، وانهيار البنى التحتية، وتدهور الأوضاع المعيشية، وتردّي الخدمات العامّة. مع ذلك، يظلّ البعض محتفظاً بالإبتسامة، متشبّثاً بحبل الرجاء والأمل، يمارس حياته الطبيعية قدر الإمكان، ويستمتع بأوقات رمضان نهاراً وليلاً، صياماً وقنوطاً، لا ييأس من رحمة الله، لا سيّما في هذه الأيّام المباركة، التي تعيشها مدينة المكلّا وضواحيها.


سامية، الموظّفة الحكومية، تحدّثت، إلى "العربي"، عن برنامجها العامّ في رمضان، قائلة إنّه "منذ بداية شهر رمضان المبارك، أداوم بشكل طبيعي في وظيفتي الحكومية، لحاجة العمل لي خلال هذه الفترة، وللحفاظ على نشاطي اليومي المعتاد". تبتسم وتضيف: "طبعاً، الظروف الحالية تضطرنا للعمل، بكلّ طاقاتنا. الوضع صعب... ولهذا، تجدينني أزاول عملاً إضافيّاً بعد انقضاء ساعات الدوام في المكتب، وبعدها أباشر عملي الخاصّ، في مؤسّسة طوعية، في المكلّا". وتتابع سامية: "أنا عموماً لا أسهر حتّى ساعات منتصف الليل كما تفعل معظم النسوة، سواء في أيّام الفطر أو الصيام، حيث أنام باكراً، وأستيقظ قبل صلاة الفجر، لتبدأ رحلة انخراطي في الحياة العملية. باستثناء أيّام الشهر الفضيل حيث أغفو بعد صلاة الفجر لساعتين أو ثلاث، حتّى يحين موعد ذهابي إلى العمل".
"لقد تعوّدت خلال شهر رمضان المبارك، في الأعوام الماضية، على السهر حتّى ساعات الصباح الباكر، طوال أيّام الشهر الكريم". بهذه الكلمات يستذكر يحيي خالد، موظّف حكومي أيضاً، "الرمضانات السابقة"، ويكمل: "طبعاً، الوضع في رمضان العام الحالي اختلف كليّاً كما ترى، ظروف حرب وبلاد حالها واقف، والغلاء نار. بالنسبة لي شخصيّاً، قرّرت الإلتزام بمواقيت منامي وصحوتي، وتجنّب أن تطرأ عليها أيّ تغيير جوهري، بسبب ارتباطي بدوامي الوظيفي، وبعد موقع سكني عن مقرّ عملي. هذه الأيّام كما تعرفي، أنهكنا انقطاع التيّار الكهربائي، وشحّ المياه، الخدمات تكاد تكون معدومة، مما يضطرّنا لتعويضها بطرق مختلفة، من بينها شراء ديزل لمواطير الكهرباء ووايتات ماء، ربّنا يعين، كلّه من كيسنا".
بدورها، تروي سميرة وجوها معاناة، شاكية من "أنّني، حقيقة، تعبت وأنا أبحث عن عمل، طوال الفترة الماضية. فرص التوظيف أصبحت شبه معدومة للأسف، لا شهاداتي ولا خبرتي ساعدتني في مساعي الحصول على عمل، ما حصلنا وظائف والبلاد مستقرّة، فما بالك الآن، ما نقول غير الصبر، أنا متفائلة برمضان عموماً. رمضان يجي كل عام وخيره معه". فيما تلفت زميلتها إشراق إلى أنّه "بعد أذان المغرب، وتناول وجبة الإفطار، عادة ما آخذ قسطاً من الراحة، وأخلد للنوم زهاء ساعة، أستيقظ بعدها للتحضير لصلاة العشاء والتراويح، أو قيام الليل، ثم أتفرّغ للشؤون المنزلية، ولا أخفي عليك أنّني أقضي ساعات طويلة في مشاهدات برامج التلفاز، من بينها مسلسل ليالي الحلمية 6، وبرنامج رامز والنار". يظلّ البعض محتفظاً بالإبتسامة متشبّثاً بحبل الرجاء والأمل ويمارس حياته الطبيعية قدر الإمكان
من جهته، يعتقد كرامة صادق أن "شهر رمضان شهر التوبة والغفران والعتق من النار، شهر لا بدّ أن نستغلّه في العبادات وصلة الأرحام، وإعادة ما قطع من علاقاتنا الإجتماعية"، لكنّه يستدرك بأنّه "للأسف، الوضع العام تغيّر، والجوّ مكهرب، أقولك صراحة، حالة قلق ترهب الناس، وانعدام الإستقرار في المكلّا أثّر على كلّ مناحي الحياة، مهم أن نقضي ليالي رمضان في تدارس وضعنا العامّ، كيف نتجاوز هذه الأزمة التي خيّمت على البلاد، رمضان فرصة لتطهير القلوب مما علق بها من شوائب كثيرة، الله وحده يعلم كيف نتخلّص من أمراضها المزمنة".
ويرى الشاب محمد كرمي أن "كلّ شيء جديد في رمضان هذه السنة، رمضان بلا تنظيم القاعدة، بلا أحكام عرفية، بلا حفلات جلد وإعدامات ورجم، أعتقد هذا وحده يكفي، لكن مش معناه أن نحن نقبل باستمرار تدهور أوضاع الخدمات أبداً، السلطة مطالبة بالتزامات تجاه المواطنين. سقطاتها المتكرّرة تدخلنا في مرحلة شكّ، ما يقع دول التحالف معنا والإمارات عندنا والسلطة تحكمنا، وحالنا بائس".
ويلفت فضل سالم إلى أنّه يبدأ يومه "في الصباح، في الساعة الثامنة، بمزاولة عمل خاصّ، حتّى يحين بدء الدوام الرسمي في الساعة العاشرة حتّى الثالثة عصراً"، ويتابع أنّه "بعد مغادرتي مقرّ وظيفتي أذهب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات ولوازم الإفطار، والعودة إلى البيت، وبين الحين والآخر ألتقي خلال فترة العصر بأصدقائي للجلوس معهم، حتّى يحين موعد أذان المغرب، حيث ألتأم مع أفراد أسرتي على مائدة الإفطار، وفي الساعة التاسعة والنصف أبدأ بمزاولة عملي الخاصّ إلى الساعات الأولى من اليوم التالي، فغلاء الأسعار في المواد الغذائية والملابس تجعل الإنسان يضطر إلى العمل في أكثر من مجال حتّى يستطيع أن يوفّر متطلبّات الحياة، ويرفع من مستوى دخله، فرمضان يأتي في كلّ عام في ظلّ أوضاع اقتصادية من سيّء إلى أسوأ، مابالك والبلاد في حالة حرب وفوضى، كملت يعني".
ويعتبر سمير صالح أن "شهر رمضان فيه ميزة الإنضباط في وقت صلاة الجماعة، حيث نلاحظ أن أكثر الناس يلتزمون بوقت الصلاة، وهذه نعمة من الله عز وجل"، مشيراً إلى أنّه "بالنسبة لوقتي يتوزّع ما بين العبادة والعمل في القطاع الخاصّ، وقضاء ساعات في المنزل، أنا صراحة من عشّاق كرة القدم، ورمضان هذه السنة فيه بطولات عالمية، يكفي نستمتع بكأس أمم أوروبا، وكأس كوبا أمريكا، نحاول قليل نسنى همومنا ونهرب من أحزاننا، المهمّ ما نضر حد ولا حد يضرنا".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص