الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد سالم فضل: مصلحتنا السير في إرادة "الشرعية"
الساعة 22:50 (الرأي برس - عربي )

لا يبدو الحراك الجنوبي في عدن، حتّى الآن، في طور تبديل اصطفافه السياسي، على الرغم من التطوّرات الكثيرة التي تلاحقت في الأشهر الأخيرة، ودقّت أسافين بين الحراك وبين "التحالف العربي".

ما يزال الحراك مصرّاً على علاقته "الحيوية" بالتحالف، عادّاً ذلك "انسجاماً مع مصلحة شعب الجنوب وقضيّته". وفي مقابل معطيات سياسية وميدانية تصبّ في اتّجاه إضعاف الحراك والتقليل من فرص بلوغ قضيّته أهدافها، ترى القيادات الجنوبية أن "المرحلة المقبلة ستكون فيها انفراجة تجاه هذا الملفّ". عن خلفيّات ذلك الإستشراف ودلائله يتحدّث عضو رئاسة المجلس الأعلى لـ"الحراك الثوري الجنوبي"، المتحدّث الرسمي للمجلس، أحمد سالم فضل، إلى "العربي"، مستعرضاً قراءة الحراك للتطوّرات الأخيرة على الساحتين اليمنية عموماً، والجنوبية خصوصاً، ومجادلاً الآراء التي تنتقد الأداء الجنوبي، على مرّ الأشهر الماضية.


يُلاحظ، في الآونة الأخيرة، صمت مطبق في صفوف القيادات الجنوبية في الخارج، خصوصاً منها علي سالم البيض وعبد الرحمن الجفري. إلام تعزون هذا الصمت؟ وهل هو ناجم عن ضغوط إقليمية ودولية؟
القيادات الجنوبية التاريخية ليست صامتة، بل تلعب دوراً بارزاً ومتناسقاً مع ما يجري في ميدان النضال على الساحة الجنوبية، مع الأخذ بعين الإعتبار احترام قوانين وتشريعات الدول التي يعيشون فيها.


إذاً، أين هي هذه القيادات ممّا يجري في الكويت؟ لماذا فشلت في لفت أنظار رعاة الحوار الدائر هناك؟
ما يجري في الكويت مفاوضات بين الشرعية والإنقلابيّين، ويتركّز التفاوض على إنهاء الإنقلاب، وعودة الشرعية، بموجب القرار 2216، الذي حدّدت نصوص فقراته سير التفاوض. أمّا الجنوب، له قضية سياسية، وسيأتي الوقت الذي ستكون محور واهتمام الجميع. 


أنتم فقط في الداخل من تردّدون أنّكم أصبحتكم قاب قوسين أو أدنى من استعادة دولتكم، لكن القوى المؤثّرة إقليميّاً وعالميّاً لا تقف معكم. أليس كذلك؟
في الآونة الأخيرة، رسخت كثير من المفاهيم حول قضية شعب الجنوب، وأبدى الكثيرون تفهّمهم لقضية شعب الجنوب، وأعتقد المرحلة القادمة ستكون فيها انفراجة تجاه هذا الملفّ. 


لكن قيادات الحراك الجنوبي في الداخل انضمّت لركب سلطات الشرعية اليمنية، ألا يعني ذلك أنّها أصبحت مؤمنة بالوحدة وتنازلت عن مطلبكم في "الإستقلال"؟
من الأهمّية أن يتمّ التأنّي، وعدم التسرّع في إصدار الأحكام على الآخرين. ومن الوقوف على الأحداث المتسارعة، وبالذات بعد انطلاق عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية، والتحام أبناء الجنوب في الجبهات مع بعض القيادات العسكرية والأفراد من أبناء الجنوب، المؤيّدين للرئيس عبد ربه هادي، ولكون هذه الأحداث قد غيّرت خارطة التحالفات، وقد فتحت نافذة أمل بشأن القضية الجنوبية، لا أظنّ أن هذه القيادات قد تنازلت عن قضية شعبها العادلة والمشروعة، ووجود هذه القيادات على رأس السلطات المحلّية والأمنية لا يلغي الهدف، الذي قام الحراك من أجله، بل يعزّزه، وإن اختلفت الأساليب. فضل: السيطرة على الجنوب وتأتي عبر منظومة متكاملة وفي مقدّمتها المعالجة السياسية


ثمّة من يقول إن التحالف حشد قوّات عربية في عدن وقاعدة العند، لأنّه كان يخشى من إقدام الحراك على إعلان "الإستقلال"، وفي مرحلة لاحقة عمد التحالف إلى شرذمة الحراك وإضعافه؟
هذا الكلام صادر عن مطابخ إعلام عفاش، وليس له أيّ أساس من الصحة. ومن الأهمّية بمكان الإشارة إلى اختلاط الدم الجنوبي بدماء أبناء قوّات التحالف العربي، وهذا ردّ عملي على هذا السؤال. 


لا يستبعد البعض عودة مرتقبة لنائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر إلى عدن، كيف ستتعاملون مع هذا التطوّر في حال حدوثه؟
علي محسن نائب الرئيس هادي، وهادي يمثّل الشرعية المعترف بها من قبل العالم، والتحالف العربي ينفّذ الإرادة الدولية، بموجب قرارات مجلس الأمن. وأعتقد أن مصلحة شعب الجنوب السير مع الإرادة الجمعية، وبما يخدم قضيّته. وأعتقد أن عودة علي محسن سيكون لها أثر إيجابي، ولكن إلى صنعاء. 


يشكّك كثيرون في تحقيق انتصارات حاسمة على التنظيمات الإرهابية في عدن وحضرموت، متحدّثين عن أن كلّ ما جرى هو "صفقة" ستكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل، ما ردّكم؟
الإرهاب داء ومنظومة عالمية، كما تعلمون، وكلّ دول العالم في مواجهة وحرب ضروس مع هذا الخطر. فأمريكا وباقي الدول التي تمتلك كافّة الوسائل في صراع مرير مع الإرهاب، ولم يتمّ حسم المعركة، فأجد من الظلم تحميل أبناء الجنوب، أو حتّى من كان مع شرعية الرئيس هادي فشل الحسم في هذه المعركة مع هذه المجموعات الإرهابية، التي هي عابرة للحدود والقارات. وبالرغم من خصوصية الإرهاب المنتشر في الجنوب، كون عناصره تنتمي لبعض وحدات جيش عفّاش، وبعض الخلايا التي تدار من صنعاء، إلّا أن المقاومة الجنوبية في الجنوب، حقّقت انتصارات كبيرة على الإرهاب، كان آخرها ما تمّ قبل أسابيع في المكلّا، من خلال القضاء على خلية إرهابية تم قتل 13 شخصاً منها، واعتقال آخرين. 


كما أن جنود وضبّاط ورجال المقاومة الحنوبية بمختلف تشكيلاتهم، وفي مقدّمتهم القيادات الجنوبية، يعملون جاهدين على ضبط الأوضاع الأمنية المتردّية، التي هي نتاج عقدين ونيّف من تدمير ممنهج للمؤسّسات الجنوبية الأمنية من قبل منظومة الإحتلال اليمني، وإن كان هذا العمل بحاجة لأن يستمرّ ويتطوّر لسدّ كافّة الثغرات التي يحاول الأعداء اختراقها.


تتحدّثون عن "خصوصية" الإرهاب المنتشر في الجنوب، هل تشمل هذه الخصوصة ارتباطات "داعش" و"القاعدة" بجهات داخلية وإقليمية، ومنها ربّما "التحالف العربي" الذي وجّهت الكثير من الإتّهامات إليه بدعم هذه الجماعات؟
أوّلاً، لا بدّ من الإشارة إلى أن هذه التنظيمات لها تبعية عقائدية وجهوية، تتلقّى دعماً لوجستيّاً من المخلوع صالح وزبانيته، وبالتالي تمتلك إمكانية المناورة، ولها مفهوم خاصّ بها لا يؤمن ولا يعترف بالحدود الجغرافية لأيّ دولة، ولا حتّى بمصطلح الإقليمية، واستبعد أن يكون التحالف العربي داعماً لهذه الجماعات، لكون دول التحالف العربي، عانت ولا زالت تعاني من إرهاب هذه الجماعات.


ما نفهمه من كلامكم أن الجماعات الإرهابية ما تزال تمتلك نفوذاً في عدن، يضاف إلى نفوذ "حزب التجمّع اليمني للإصلاح" الذي يمتلك معسكرات وقوّات، من ضمنها ما يسمّى لواء الحزام الأمني ومعسكر بدر. إذاً أين هو الحراك الجنوبي في عدن؟
الحراك الجنوبي حراك شعبي منبثق من الجماهير، وليس حزباً، أو منظّمة توجد ضمنها عدد من المكونات، التي تتبنّى قضية شعب الجنوب. والمقاومة الجنوبية التي هي جزء لا يتجزّأ من الحراك الجنوبي أوجدتها الضرورة، لها جهد في كثير من الجوانب العسكرية والأمنية. أمّا السيطرة على الجنوب، إن جاز التعبير، فلها كثير من الطرق والأساليب، وتأتي عبر منظومة متكاملة، وفي مقدّمتها المعالجة السياسية، لكون قضية شعب الجنوب، قضية سياسية بامتياز. 


تصاعدت في الآونة الأخيرة الإحتجاجات على تدهور الخدمات في عدن، في وقت ما تزال فيه السلطة المحلّية عاجزة عن إيجاد حلول جذرية، أين مكمن الخلل برأيكم؟
موضوع الخدمات العامة في العاصمة، منهارة بفعل الإهمال الممنهج، من قبل منظومة الاحتلال السابقة، وما جرى من تدهور للخدمات الكهربائية لا تتحمّله السلطة المحلّية الحالية في عدن. 


إلى أين وصلت الحملة الأمنية التي أطلقت قبل أسابيع في عدن؟ وهل توقّفت، فعلاً، بفعل ضغوط الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر باتّجاه توقيفها؟
في تقديري، أن هذه الضجّة الإعلامية المفتعلة هي جزء من التحريض ضدّ الجنوب وأبنائه، للوقوف ضدّ أيّ محاولة للإستقرار في الجنوب، من خلال تضخيم أيّ أعمال تمارس في هذه الرقعة الجغرافية. ومن المعلوم للجميع أن المعركة لا تزال قائمة، ووسائل إعلام المخلوع صالح وأتباع الحوثي، على مدار الساعة، تبثّ الإشاعات والأخبار المزيفة وحرف الحقائق، وهذا ليس بجديد على هؤلاء. 


كما أنّني لا أتّفق مع تصنيف إجراء أمني على أنّه "ترحيل"، لكون ماتم هو ضدّ المخالف الذي لم يحمل أيّ وثائق تحدّد هويّته، وهذا إجراء معمول به في كلّ بلدان العالم. إن ماحقّقته الحملة الأمنية يصبّ في الإتّجاه الصحيح، لمعالجة بعض الظواهر التي تخلّ بالأمن. وبالفعل، قد تمّ القبض على أشخاص ينتمون لحرس عفّاش، والحوثيّين، ويحملون بطائق مزوّرة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص