السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تعز... الحنين إلى "التفاصيل"
الساعة 23:33 (الرأي برس - عربي )

رغم الحرب والحصار المفروضين على مدينة تعز، يحاول أبناؤها الخروج من إيقاعات الحياة التي فرضها الإستثناء، والعودة إلى ممارسة التفاصيل بدقّة ومتعة. ليس ذلك قراراً رسميّاً، بل توجّه شعبي نابع من حبّ الحياة والإستمرار، توجّه يتناغم مع الفعّاليات المتواصلة للمطالبة بوقف المعاناة الإنسانية في هذه المدينة.


بعدما قامت تكتّلات شبابية وناشطون بتنفيذ وقفات احتجاجية أمام مقرّ المجلس العسكري في تعز، للمطالبة بسرعة فكّ الحصار عن المحافظة، توجّهت أغلب تلك التكتّلات والناشطين إلى ساحات العمل، قبل الوقفات وبعدها، بمشاريعهم وبرامجهم المجتمعية والإنسانية والخدمية.


التعليم.. طبعاً!
تعدّدت ملامح تطبيع الحياة في المدينة المحاصرة، لكن أبرزها انطلق من الصروح التعليمية. جامعة تعز دشّنت برنامجاً للدراسات العليا في فرعها بمنطقة التربة. وأكّد رئيس الجامعة، الدكتور محمد الشعيبي، لـ"العربي"، أنّه تمّ الإنتهاء من إقرار السنة الدراسية العليا وبدء التسجيل، مشيراً إلى أنّه من حقّ أيّ طالب مواصلة دراسته باعتباره حقّاً أصيلاً من الحقوق الإنسانية، رغم الحرب والحصار.
وقال نائب رئيس الجامعة، الدكتور أحمد الرباصي، إن البرنامج سيتيح للخرّيجين فرصة استكمال دراساتهم العليا للماجستير، واعداً، في تصريح لـ"العربي"، بـ"تدشين برنامج الدكتوراه في منطقة التربة متى ما توفّرت الإمكانيات".


ويأتي هذا التطوّر فيما أعلن مركز التعليم المستمرّ للتدريب والتأهيل والإستشارات، التابع لجامعة تعز، استئناف العملية التعليمية للفصل الثاني من العام الجامعي، وذلك بعد إجازة عيد الفطر المبارك.


خدمات المياه
لم يقتصر التطبيع على الجانب التعليمي، بل طال الخدمات العامّة، التي انقطعت جرّاء الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام. 
المياه في تعز تعدّ مشكلة مزمنة منذ ما قبل الحرب والحصار، إذ إن المدينة تعاني من شحّ كبير في مياه الشرب منذ عقود، غير أن الحرب الأخيرة فاقمت المعضلة، فمُنعت ناقلات مياه الشرب من تزويد ساكني المدينة باحتياجاتهم، كما تمّ منع المياه المعدنية التابعة للتجّار من الدخول، فأضحت تعز مدينة بلا ماء. تبنّت منظّمات مجتمعية فكرة إنشاء "تحالف مائي" مهمّته توفير مياه الشرب في الحارات والأزقة
في ظلّ وضع كهذا، تبنّت منظّمات مجتمعية فكرة إنشاء "تحالف مائي" مهمّته توفير مياه الشرب في الحارات والأزقة، التي يتواجد فيها الأهالي والسكان، بدعم وتمويل من أكبر الشركات العائلية في اليمن وتعز.


وبحسب ماجد الجوبي المدير التنفيذي لمنظّمة "نهضة يمن"، إحدى المنظّمات العاملة، فقد تكفّلت كل منظّمة ومؤسّسة بحارات محدّدة، تقوم بتزويدها بالمياه بشكل أسبوعي، في إطار مشروع أُطلق عليه "سقيا الماء"، بلغت تكلفته أكثر من ثلاثة ملايين ريال. ويلفت الجوبي، لـ"العربي"، إلى أن "التحالف انطلق منذ نهاية العام الماضي 2015، وما زال مستمرّاً إلى اليوم".


إنارة الشوارع
باتت تعز مظلمة بالكامل منذ أن فرضت عليها الحرب، فبعد تعرّض محطّتي عصيفرة والمخا الكهربائتين للقصف والإستهداف، عمّ الظلام المدينة.


من بقي من السكّان كان ينير لياليه إمّا بمولدات الديزل، أو ببطّاريات الطاقة الشمسية، وكلّها خيارات مكلفة مادّياً، غير أنّها الحلّ المتاح.


قبل أيّام، انطلقت في مدينة تعز حملة "قاوم"، والتي كانت من بين أهدافها إعادة الحياة الطبيعة إلى المدينة، عبر إنارة شوارع تعز الرئيسية تحديداً، والطرقات الفرعية أيضاً، من خلال ربطها بالطاقة الشمسية، وفق ما أفاد به المنسّق الإعلامي للحملة، طارق الزبيري، الذي أفاد، "العربي"، بأن "المشروع ابتدأ بالفعل قبل أيّام، وكان من بين غاياته الأساسية الإستعداد لليالي شهر رمضان المبارك".


تسوّق رمضاني
حملة "قاوم" واصلت فعّاليّاتها التطبيعية في تعز، فأعلنت، مؤخّراً، عن تنظيم معرض تسويقي بعنوان "التسوّق الرمضاني"، هدفه حثّ الناس على استقبال الشهر الفضيل، وممارسة حياتهم العادية فيه كما كان في السنوات الماضية، ما قبل الحرب. ويُقام المعرض في مبنى دار القرآن، في شارع المصلّى، خلف مكتب التربية والتعليم، وهو موقع يتوسّط أشهر وأهمّ شارعين للتسوّق الشعبي الرمضاني في تعز. 


بساطة
تبدو الحياة في تعز في سباق متواصل مع القصف والحرب والحصار. وعلى الرغم من انعدام مقوّمات الحياة، يصرّ التعزيون على مواصلتها وممارستها بكلّ عفوية وبساطة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً