الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أطفال "اللوكيميا"... هل من يسأل؟
الساعة 21:01 (الرأي برس - عربي )

يتهدّد الموت الآلاف من أطفال اليمن المصابين بأمراض الدم الفتّاكة في محافظة صنعاء ومحافظات أخرى.

فمع تردّي الخدمات الطبّية وتوقّف تدفّق الدواء إلى المستشفيات الحكومية، جرّاء الحصار الذي يفرضه "التحالف العربي" على اليمن، وانحسار قدرات وزارة الصحة على توفير الدواء، باتت مستشفيات صنعاء الحكومية، ومراكز أمراض الدم عاجزة عن إنقاذ حياة معظم الأطفال المصابين بسرطان الدم (اللوكيميا)، والذين يتردّدون على مستشفيات
صنعاء كلّ يوم أملاً بالحصول على دواء يخفّف معاناتهم.


30 ألف مصاب
لا يملك اليمن، حتّى الآن، مستشفاً خاصّاً بالسرطان، رغم المساعي التي بُذلت، والوعود الحكومية التي قُطعت لإنشاء مستشفى من هذا النوع. إفتقار يفاقم آثاره نفاد الأدوية وشحّ الإمكانيّات، في وقت تتصاعد فيه نسبة الأطفال المصابين بذلك الداء الفتّاك، يوماً بعد آخر. إذ تستقبل طواريد مركز أمراض الدم في مستشفى الثورة العامّ، ومركز الأورام السرطانية في صنعاء عشرات الأطفال الجدد المصابين بسرطان الدم، والقادمين من مختلف المحافظات، يوميّاً.


ولعدم وجود وحدة معلومات حكومية خاصّة لإحصاء الأطفال المصابين بداء (اللوكيميا)، تشير الإحصائيات التقديرية الصادرة عن المؤسّسة الوطنية لمكافحة السرطان في صنعاء إلى أن قرابة 30 ألف يمني، معظمهم أطفال، يُصابون بالسرطان سنويّاً، 50% منهم يفقدون حياتهم قبل الشفاء.


ضحايا حرب منسيّون
يعزو استشاريّ أمراض الدم في مركز أمراض الدم، الواقع في مستشفى الثورة العامّ في صنعاء، الدكتور عبد الحميد أبو حاتم، ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بسرطان الدم، خلال الأشهر الماضية، إلى "ارتفاع مؤشّرات سوء التغذية في أوساط الأطفال اليمنيّين جرّاء الحرب"، لافتاً إلى أن "العشرات من المرضى، الذين يستقبلهم المركز، ينحدرون من مناطق ريفية، ويعيشون ظروفاً معيشية قاسية".


ويشير أبو حاتم إلى أن "الكثير من الأطفال المصابين بسرطان الدم يذهبون من المركز على أمل العودة لاستكمال العلاج، إلّا أنّهم لا يعودون"، في إشارة إلى وفاتهم. ويؤكّد "وجود شحّ كبير في المحاليل والأدوية الخاصّة بأمراض الدم، والتي كانت تُصرف مجّاناً للمرضى من قبل وزارة الصحّة، خصوصاً لأمراض الدم المزمنة"، مضيفاً أن "معظم الأسر لا تستطيع شراء الدواء من السوق، إن وجد". 


ويتّهم المنظّمات الدولية بـ"التنصّل من واجبها في إنقاذ حياة الآلاف من الأطفال المصابين بأمراض الدم"، موضحاً أن "عدداً من المنظّمات قدمت إلى المركز منذ بدء الحرب، وأخذت بيانات ومعلومات، ووعدت بتزويد المركز بالأدوية، إلّا أنّها لم تف بوعودها". نفد مخزون دواء "جليفيك" الأساسي لمرضى سرطان الدم أواخر العام الماضي
ونبّه أبو حاتم إلى "وجود علاقة طردية بين ارتفاع المصابين بسوء التغذية وبين المصابين بسرطان الدم". 


وكانت الأمم المتّحدة أكّدت، مؤخّراً، أن "تردّي الأوضاع الإنسانية، التي يعيشها الشعب اليمني، أدّى إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بعد الحرب، إلى 1.3 مليون، منهم 320 ألف طفل يعانون من سوء التغذية
الحادّ، مقابل 850 ألف طفل يعانون من سوء التغذية قبل مارس العام الماضي".
كما أكّدت منظمة رعاية الطفولة العالمية، في بيان صادر عنها الشهر الماضي، أن "الحرب أدّت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية"، وأن "90 بالمائة من الأطفال، الآن، في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وما يزال 10 ملايين طفل منسيّين من قبل المجتمع الدولي".


أزمة "جليفيك"
أواخر العام المنصرم، نفد مخزون دواء "جليفيك"، الأساسي لمرضى سرطان الدم، من وزارة الصحّة العامّة، وهو ما عرّض حياة 800 مصاب بالمرض، منهم 450 طفلاً للموت. وعجزت وزارة الصحّة العامّة في صنعاء، التي تتكفّل سنويّاً باستيراد الدواء بـ 12 مليون دولار وتوزيعه مجّاناً للمرضى، عجزت، في ظلّ الحرب، عن استيراد الدواء، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل إلى كلّ من هيئات ومنظّمات الأمم المتّحدة، والمجتمع المدني، وشركات الأدوية في العالم، للتدخّل السريع لإنقاذ المرضى. وحذّرت الوزارة من وقوع "كارثة صحّية إنسانية، نتيجة عدم توفّر معظم أصناف الأدوية والمستلزمات الطبّية الحاسمة في إنقاذ حياة عشرات الآلاف من مرضى السرطان، بمختلف أنواعه، في كلّ أنحاء اليمن".


وحذّرت من "جميع المصابين بالسرطان في اليمن معرّضون للوفاة، نتيجة عودة المرض وتدهور حالاتهم الصحّية".


وفي محاولة لإنقاذ حياة المرضى، أطلقت المؤسّسة الوطنية للسرطان حملة "لن نخذلكم"، بالتعاون مع عدد من منظّمات المجتمع المدني، لتوفير 555 ألف دولار، لشراء 2400 جرعة لمدّة ثلاثة أشهر، حتّى يتوفّر الدواء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص