الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مساجد الإمارات تتوحد اليوم الجمعة لأجل اليمن
الساعة 20:10 (الرأي برس - ابابيل نت)

نشرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني، خطبة الجمعة الموحدة لليوم 3 يونيو(حزيران) تحت عنوان “اللهم أهل رمضان باليمن والإيمان”.
تناولت الخطبة الحديث عن شهر رمضان المبارك، وفضله العظيم والبركة فيه وأيامه العظيمة التي شهدت نزول القرآن، وأوضحت حكمه وسبل استثماره في الطاعة والعبادة، وذكرت أجره وأثره الاجتماعي، فيما لفتت الخطبة الثانية إلى ملامح شهر رمضان في الإمارات وما يتضمنه من عمل خير ونشر للعلم الشرعي والذكر.


أيها المسلمون: بعد أيام قليلة يهل علينا رمضان بهلاله، ونسعد بقدومه وصيامه، فاللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا، واكتب لنا في أوله رحمة، وفي أوسطه مغفرة، وفي آخره عتقاً من النيران، فهنيئاً بقدوم هذا الشهر الكريم، الذي نستبشر بحلوله، وما لنا ألا نفرح بقدومه؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزف البشارة بذلك لأصحابه؛ فيقول “أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم”.


فضله
فاللهم لا تحرمنا بركات رمضان، أتدرون ما الذي يميز رمضان عن غيره من سائر شهور العام؟ إن رمضان يرمض الذنوب، أي: يمحوها ويحرقها بالأعمال الصالحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.


وفي رمضان تعتق الرقاب، والدعاء يستجاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة”. فاللهم أعتق رقابنا، واستجب دعاءنا.


وفي شهر رمضان أنزل القرآن، قال سبحانه:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). وفيه ليلة القدر، التي قال الله تعالى عنها:( إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر). ومن فطر صائما كان له كأجر صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً”.


حكمه
يا أهل رمضان: كيف نستثمر رمضان؟ إن رمضان شهر عظيم، صيامه ركن من أركان الدين، فرضه رب العالمين فقال سبحانه وتعالى:( فمن شهد منكم الشهر فليصمه). فمن شهد هلال الشهر- وكان مقيماً صحيحاً في بدنه- وجب عليه أن يصومه. بعد ثبوت رؤية هلاله، لقوله صلى الله عليه وسلم :”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. ويعلن عن ذلك رسميا من خلال اللجنة الشرعية لرؤية هلال رمضان بالدولة. فندعو الله تعالى قائلين: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام. عاقدين النية على الصيام والجد في الطاعة من أول ليلة، فنحضر الصلوات في جماعة، ونصلي التراويح، فهي سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار على هديه سادتنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ومن حرص على صلاة التراويح فليستبشر بالثواب الكبير، والمغفرة والفضل الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.


طاعة وعبادة
ونستثمر أوقات رمضان بالذكر والطاعة والعبادة، فإذا كان وقت السحر -ويبدأ بعد الثانية صباحا- تسحرنا متبعين سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:”إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها”. والبركة تشمل الطعام ووقت السحر، ففيه يستحب الاستغفار، وقد مدح الله عز وجل المستغفرين بالأسحار فقال تعالى:( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون).
وفي وقت السحر يستجاب الدعاء، ويعظم في الله الرجاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة، فيقول: من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر”.


نهار رمضان
أيها المسلمون: كيف نستثمر نهار رمضان؟ يبدأ الصائم يومه بصلاة الصبح في جماعة فيكون في ضمان الله وأمانه، وحفظه وعنايته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله عز وجل”. ثم ينطلق إلى عمله بهمة ونشاط، يصبر على مشاق العمل، فإن رمضان يعلمنا الصبر وقوة التحمل، وهذا هو المعنى الإيجابي للصيام, فإن الصيام عبادة للروح والجسد، فالجسد يمسك عن المفطرات، والروح تتجمل بكريم الأخلاق، وتتزين بحميد الصفات، فإذا أذن للمغرب يفرح بصومه ويدعو الله، كما بدأ صومه حين السحور بالدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل- أي الحاكم العادل – ودعوة المظلوم”. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: “ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”.


أثره الاجتماعي
ويفطر على الرطب أو الماء، فذلك أصح للبدن وأقوم للسنة. وما أجمل أن تجتمع العائلة على مائدة الإفطار في مجلس واحد ليحصل به تقارب النفوس، وصفاء القلوب، ثم يتزاور الأقارب, فيزداد التآلف والتراحم، ويبارك الله في الأرزاق والأعمار، قال صلى الله عليه وسلم “من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه”. فالأجر في شهر رمضان عظيم والثواب كبير، فلم لا نستثمر أوقاته في طاعة الله تعالى؟


الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته، وداوموا على طاعته، واشكروا الله تعالى على ما حبانا به من نعم، فإن شهر رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة له مزاياه الخاصة، وأجواؤه الإيمانية، حيث تنتشر الخيم الرمضانية وموائد إفطار الصائم، ويتسابق الخيرون في الصدقات، وينشط التواصل بين المجتمع، وتتعزز العلاقة الأبوية بين الحاكم والرعية، وتقام الملتقيات والمحاضرات الرمضانية في مجالس الأحياء في صورة من التواصل والتآلف، وتقوى روح الوحدة والانتماء. وتكثف برامج الوعظ والإفتاء؛ لإثراء الروح الرمضانية، حيث تستضيف الدولة العلماء من شتى بقاع الأرض ضيوف رئيس الدولة، فتقام الندوات العلمية، والدروس الوعظية، فتزدهر المساجد بالذكر ونشر العلم الشرعي المبني على التسامح والاعتدال، فضلاً عن المسابقات الرياضية التي تقوي البدن، وتزيد النشاط.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص