الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مستشفيات عدن تحذّر: الأوكسجين ينفد
الساعة 20:00 (الرأي برس - عربي )

بعجز وقلّة حيلة باديين يقف أحمد البدوي (40 عاماً) جوار شقيقة صالح (28 عاماً)، الراقد في غرفة العناية المركّزة، في مستشفى الوالي، في مدينة عدن، مُنذ أكثر من شهر. وعلى الرغم من جهود الأطبّاء لإنقاذه، إلا أنّه بات مُهدّداً بمفارقة الحياة، نتيجة نقص حادّ في اسطوانات الأوكسجين، التي يعتمد عليها مرضى العناية بشكل أساسي، في عملية التنفّس الصناعي.


نداء إغاثة
ووجّهت مستشفيات مدينة عدن الخاصّة نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية، بسرعة إنقاذ عشرات المرضى، في غرف العناية المركّزة، من موت محقّق، بسبب نقص اسطوانات الأوكسجين، التي تستخدم للتنفّس خلال العمليات، وحالات الطوارئ، مما اضطر أغلب مستشفيات عدن، إلى إيقاف إجراء العمليات الجراحية، وهو ما جعل الوضع الصحّي في المدينة، بحسب أطباء، كارثياً.
ولا يختلف الوضع في مستشفيات عدن الحكومية، عن الخاصّة، فهي تعيش نفس الأزمة، بل أكثر خطراً منها، ويتجرّع فيها المرضى من ذوي الدخل المحدود، الأمرّين، فيما يقف ذووهم مكتوفي الأيدي. 


موقف صعب
جريح الحرب، محمد حسين الصبيحي (25 عاماً)، والذي نُقل إلى مستشفى النقيب مُتأثّراً بإصابته، في إحدى جبهات القتال، في منطقة باب المندب (محافظة لحج)، هو الآخر، لا يُصدّق أنّ الموت الذي أفلت منه في جبهة القتال، لا يزال ينتظره على سرير المستشفى.


بحسب الأطباء المشرفين على حالة محمد، فقد تلقّى الإسعافات الأوّلية كافّة، لكن، وبسبب انعدام الأوكسجين، لم يتّمكنوا من إجراء عمليات جراحية له، لإخراج الشظايا، التي لا تزال تسكن أنحاء مختلفة من جسده، ما جعل أطبّاء المستشفى في موقف صعب، أمام الجرحى القادمين من جبهات القتال. وجّهت مستشفيات مدينة عدن الخاصّة نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية


إنذار مبكر
وحذّر مدير مستشفى النقيب، فهد الجاوي، من اقتراب نفاد إمدادات الأوكسجين، وقال إن المستشفى لم يعد قادراً على استقبال المرضى، المحتاجين إلى الرعاية المركّزة، أو الجراحة، بسبب نقص الأوكسجين.


وأضاف في تصريح، أنه "اضطررنا إلى إيقاف العمليات الجراحية، وخلال أيام سينفد مخزون الأوكسجين، المُتبقّي لدينا، ونُناشد السلطات بسرعة توفير الديزل، لإعادة تشغيل مصانع الأوكسجين، حيث يُوجد لدينا عشرات المرقدين في العناية المركّزة، أصبح وضعهم صعباً".


أسباب الأزمة
وتسبّبت أزمة المشتقّات النفطية، التي تشهدها مدينة عدن، في توقّف مصانع إنتاج الأوكسجين، منها مصنعا بازرعه وأحمد شيخ، تحت مُبرّر أزمة المشتقّات النفطية، التي لا تزال في بدايتها، ومحاولة هذه المصانع استغلال الأزمة، لرفع أسعار الأوكسجين. وتعالت أصوات أهالي المرضى، من تقاعس الحكومة، تجاه الوضع الإنساني الكارثي، الذي وصل إليه مرضاهم، حيث لم يعد بيدهم أي حيلةٍ لإنقاذ حياتهم. 


حلول مؤقّتة
وقال أحمد باجبار، مُتعهّد عملية تموين المستشفيات في عدن بالأوكسجين، لـ"العربي"، كان من الضروري "توفير الديزل لمصانع إنتاج الأوكسجين في عدن، بطريقة أو بأخرى، دون إيقاف الإنتاج بالكامل، لتجنّب الكارثة الكبرى التي تُهدّد مرضى العناية المركّزة". 


وأكّد باجبار أنّ هناك جهوداً تُبذل لتغطية احتياج المستشفيات من الأوكسجين، من مدينة حضرموت بشكل مؤقّت، إلى حين انفراج الأزمة. 


الثابت أنّ الأزمات المُفتعلة التي تعيشها مدينة عدن، بدءاً بأزمة الكهرباء، ومروراً بالمشتقّات، ووصولاً إلى الأوكسجين، يقف خلفها تُجّار أزمات، كلّ همّهم الثراء، ولو على حساب معاناة وأروح الناس، لكن أن تصل تلك المُتاجرة إلى أوكسجين مرضى العناية المركّزة، هُنا الكارثة الكبرى، وهو ما أثار حالة من الهلع والخوف بين أهالي المرضى، وخلق استياء عام، من قبل المواطنين، بانتظار تدخّل عاجل للجهات المعنية، لضبط المُتاجرين، وإنقاذ المرضى وذويهم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص