- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
حوّلت حرارة الصيف حياة 3 ملايين مواطن في محافظة الحديدة إلى جحيم، بسبب انقطاع التيّار الكهربائي عن المحافظة الساحلية التي يعايش أهلها الفقر والبؤس منذ سنوات. سكّان المدينة الساحلية، الذين يمثّلون 11% من سكّان
اليمن (2 مليون و600 ألف نسمة)، لجأوا إلى أساليب بدائية للتخفيف من حرارة القيظ كالنوم في العراء، وخلع الملابس العلوية، والإستلقاء على شاطئ البحر أثناء الليل، واستخدام المراوح الصغيرة العاملة بواسطة منظومات الطاقة الشمسية، إلّا أن حرارة الصيف التي تجاوزت الـ 40 درجة مئوية خلال الأيّام الماضية ضاعفت المعاناة إلى مستويات تفوق أيّ تصوّر محتمل عن المأساة، وتقترب من الكارثة. هكذا يموت أهل المدينة وسكّانها بصمت.
مدينة منكوبة
لم تقتصر المعاناة على الأحياء، بل طالت حتّى الموتى في ثلّاجات مستشفيات الحديدة. جثث هؤلاء كادت تتعفّن وتتحلّل لولا تدخّل رجل أعمال، سارع إلى وقف حدوث كارثة إنسانية حقيقية في مدينة مكتظّة بالسكّان الفقراء، ليتبرّع بمولّد كهربائي بقدرة 80 كيلووات، بالإضافة إلى 10 ألف طن من الديزل.
المدينة السياحية الساحلية التي تعدّ مقصداً للسياحة المحلّية باتت مدينة شبه منكوبة. نسب الأمراض فيها تصاعدت إلى أعلى المستويات، خصوصاً في أوساط الأطفال، والمستشفيات تكاد تعجز عن استقبال المرضى، في وقت تتصاعد فيه المطالب بالعمل على إيجاد الحلول للمئات من السجناء والسجينات، القابعين في سجون الحديدة في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة، وإمكانية تعرّضهم للهلاك.
إتّهامات متبادلة
رغم معاناة أبناء الحديدة خصوصاً، وتهامة عموماً من شدّة حرّ الصيف، إلّا أن قضية الكهرباء لا تزال بعيدة عن الحلّ في ظّل تبادل الإتّهامات بين "اللجنة الثورية" التابعة لجماعة "أنصار الله"، وبين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. تتّهم "الثورية" التحالف وحكومة هادي بـ"الوقوف وراء معاناة أبناء الحديدة، عن طريق إيقاف شاحنة المازوت المخصّصة لكهرباء المحافظة من دون مبرّر، وتهديد مالكها في حال التقدّم نحو ميناء الحديدة بالإستهداف"، مؤكّدة أنّها "عملت على توفير 3 مليارات ريال لشراء أكثر من 29 ألف طن من المازوت قبل شهرين، ولكن مطلع أبريل الماضي، أوقف التحالف السفينة وأعاق مسارها". واعتبرت اللجنة ذلك "عقاباً جماعيّاً لأبناء تهامة، وعملاً انتقاميّاً منهم لوقوفهم ضدّ التحالف". لم تقتصر المعاناة على الأحياء بل طالت حتّى الموتى في ثلّاجات مستشفيات الحديدة
في المقابل، تتّهم حكومة هادي جماعة "أنصار الله" بـ"الوقوف وراء ما يحدث في الحديدة من معاناة إنسانية"، عازية انقطاع الكهرباء إلى "استمرار سيطرة الجماعة المدينة".
300 ميجاوات
يصل احتياج الحديدة من الكهرباء إلى 300 ميجاوات. كانت الحكومات السابقة تعلن حالة الإستنفار قبيل دخول الصيف للحدّ من معاناة أبناء الحديدة، وكانت تعتمد على محطّتي رأس الكثيب والمخا لمدّ الحديدة بقرابة 120 ميجاوات، وتوفّر البقية من شركات طاقة مشتراة وفق عقود تبرمها الحكومة، ومن كهرباء مأرب الغازية المتوقّفة.
ورغم ذلك، لم تكن كمّيات الكهرباء تكفي في ظلّ ارتفاع الطلب عليها في الصيف، فكانت المدينة تعاني من "انطفاءات" متكرّرة تتسبّب بأعمال شغب عارمة في الشوارع العامّة. هذا العام، سارع أبناء الحديدة إلى تنبيه "اللجنة الثورية" لضرورة إيجاد حلول للأزمة، ومنع المعاناة قبل وقوعها. أبدت اللجنة تجاوباً مع مطالبهم، إلّا أن حقّ أهالي المدينة في الحصول على الكهرباء لم ينج من دوّامة الصراع.
الأمم المتّحدة
الأمم المتّحدة التي تلقّت أكثر من رسالة احتجاج على احتجاز التحالف لشحنة المازوت المخصّصة لكهرباء الحديدة، وصل، قبل أيّام، منسّقها للشؤون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان دير كلاو، إلى المدينة. هناك، التقى محافظ الحديدة، حسن أحمد الهيج، وتناقش معه في الوضع الإنساني. وطالب الهيج المنظّمة الدولية بـ"التدخّل العاجل والفوري لدى التحالف لإدخال شحنة المازوت، والمساهمة في توفير الكهرباء، والمياه، والصحّة، والصرف الصحّي، بما يكفل تحسين الوضع الإنساني، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المحافظة".
من جهته، أشار كلاو إلى أن زيارته للمحافظة تأتي في إطار "جهود الأمم المتّحدة للإطّلاع على الوضع الإنساني في الحديدة، ومعرفة احتياجاتها الأساسية، وتقديم المساعدة"، مضيفاً أن "هناك فريقاً إنسانيّاً سيعمل على زيارة المحافظة، وسيقيّم الوضع الإنساني، ويرفع تقريراً للجهات المختصّة في الأمم المتّحدة".
ولفت إلى أن المنظّمة سجّلت "مليون و300 ألف شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية الطارئة، منهم 10 بالمائة من النازحين في المحافظة".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر