الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
"تشيرنوبل" تعز
الساعة 20:46 ( برس - متابعات)


هذه ليست قصة عادية. ليست عن الحصار، أو عن سكّان يموتون من الجوع، أو عن جريمة منظّمة، أو عن منظّمة إرهابية. هذه ليست قصة عادية. إنها عن أكثر من 106 مدنياً قتلوا، وبعضهم ذاب حتّى العظم، دفعة واحدة، وبأداة جريمة واحدة. وقد يكون بيد فاعل واحد. 


صباح الـ 25 من مايو 2015، صحت مدينة تعز على الكارثة. كانت الأخبار القادمة تشي بهول ما حصل. هائل، وهو أحد الأهالي، يتذكّر بعد سنة. لا يستطيع أن يحبس دموعه. قال إنه عاش ليالٍ عصيبة بعد ذلك. فاقم من الأمر عذابات الأهالي، وهم ينظرون إلى أبنائهم وقد تحوّلوا بغمضة عين والتفاتها إلى رماد. 


في ساعة متأخرة، من مساء الليلة الماضية، دخلت شاحنة كبيرة (قاطرة)، معبّئة صهريجها عن آخره بالنفط، إلى زقاق فرعي ضيّق، ومرتفع، في منطقة الضربة الموازية للمسبح. كان مسلّحون قد خطفوها من مكان ما، تحت جنح الظلام، وهدّدوا سائقها، الذي أصيب بطعنات طفيفة في جسده، بالقتل، في حال لم يتّخذ المسار الذي رسموه. المسلّحون أيضاً، كانوا تائهين، ولا يدرون، كيف بإمكانهم الحفاظ على هذا الكنز الكبير والنادر. 


في البداية، امتنع السائق عن أخذ المسار الضيّق والمرتفع في الزقاق. شرح لهم أن مثل هذا الطريق قد يحدث ضرراً في القاطرة والصهريج، لكنهم اعتقدوا أنه يتحاذق عليهم، وأصرّوا على مطلبهم. قليلون هم الذين لا يعرفون عن الوضع العام في تلك المرحلة. 


كانت الحرب بين مسلّحي جماعة "أنصارالله" وحلفائهم، والقوّات المناصرة للرئيس هادي، قد أخذت منحى خطيراً، وتمدّدت الإشتباكات إلى مناطق وسط المدينة. في القاهرة، وتبة الأمن السياسي، ومنطقة صينا، والحصب، وحتّى أجزاء من بداية شارع جمال.


وفاقم من هذه الأوضاع، الإنعدام الكلّي للمشتقّات النفطية، واحتكار المواد الغذائية، وتوقّف الكهرباء، والخدمات الأساسية، وهروب المدنيين من هشيم الحرب، والتي ظلّت تلتهم الكثير من الجغرافيا، وتضع مصير الناس على كف عفريت.


يقول هائل إنه صحى في اليوم التالي للكارثة، وقد تحوّلت منطقة الضربة إلى بؤرة عزاء. هناك في كل بيت قتيل، وفي كل شقّة مصاب. بل بعض العائلات فقدت من ثلاثة إلى أربعة أشخاص، إن لم يكن أكثر.


قُتل مارّة، وأطفال، ومسعفون، وفضوليون، وباعة جائلون، وسائقي مركبات، وموظّفون مرّوا في الشارع، وأهالي هلعين، قادهم حتفهم إلى المكان، وهم يحاولون الدخول إلى المنطقة للبحث عن مفقودين. وبقي الموت، الموت الذي أدرك بعض من حاولوا الهرب إلى أبواب منازلهم، وحوّلهم إلى جثث متفحّمة، بل هياكل عظمية.


مع ذلك، ظلّت المجزرة البشعة، سطوراً في صحيفة، أو تقريراً متلفزاً مقتضباً. رقماً ضمن الإحصائيات اليومية للموت والدمار، ثم في اليوم الثالث نام ضمير العالم (اليقظ) عمّا حصل، وكأن شيئاً لم يكن.لا يفتأ هائل يتذكّر بعض المشاهد. قال إن أحد الأطباء حاول، في اللحظات الأخيرة، أن ينقذ بعضهم. وضع قطناً مبلّلاً بمواد مطهّرة على الأجساد، وبعد محاولته نزع قطع القطن، تسلّخ لحمهم. أمسك الطبيب على رأسه، وأجهش بالبكاء. كان صوته يئزّ وهو يحاول السيطرة على أنفاسه، ويبدي تماسكاً، قد يمكّنه من مواصلة عمله، لإنقاذ الناس وقد صاروا كتلة شواء.


الخدمات الطبّية، أيضاً كانت شحيحة. مستشفيات المدينة تغصّ بقتلى وجرحى الحرب، والمستشفى الوحيد، مستشفى اليمن الدولي، والذي يملك إمكانية استقبال بعض المصابين، لا يمتلك قسماً لهذا النوع من التطبيب. والآن، بعد سنة، تمتدّ القصص، التي لا تنتهي، على طول وعرض مساحة كبيرة، من شوارع وأزقّة الوسط الغربي للمدينة. 


مثلاً، سامي. حاول هذا الشاب أن ينقذ آخر، بعد أن رآه يركض في الشارع، ويصيح بكل صوته: "أسقوني، أسقوني". دخل الشاب هرولة، وأحضر كأساً من الماء، لإنقاذ صديقه المهتاج، فقتله. تجرّع الشاب الملسوع، دفقة واحدة، وسقط ميتاً. قال سامي، وهو يتذكّر المأساة بألم، "تخلّعت الأجزاء السفلية لبعض الأقدام على أحجار الشارع المرصوف. وبقيت آثار الأقدام السوداء، كمن يصبّ مادة بلاستيكية مصهورة". كان للعدد أن يرتفع إلى 500 ضحية، في حال ما كان كل سكان الحي موجدين
المهم، في تلك الليلة المشؤومة، قبل الكارثة بساعات، أجبر المسلّحون السائق المصاب على الصعود إلى عقبة الزقاق. وفي منتصفها، إنكسر عمود القعادة (الصبرة)، بفعل التبعّج الحادّ للطريق، فتوقّفت هناك. يعتقد هائل أنه لا يوجد، اليوم، مصابون، لأن جميعهم قضوا خلال يومين، أو أسابيع. حتّى القليلين، الذين أسعفهم الحظّ لتطبيب صحيح، أخبرهم الأطباء أنهم سيكونون عرضة لأمراض فشل الأعضاء في مراحل مبكّرة من حياتهم. 


جاره، كان أحدهم. كان مسعفاً، توقّفت معدته. كان إنساناً كاملاً، بمعدة لا تعمل. نقل من مستشفى اليمن الدولي، إلى صنعاء، ليتسنّى له السفر إلى الهند. فلفظ أنفاسه، في صنعاء. تحدّث هائل عن حالات موت غريبة. صار البعض كتلة واحدة من اللحم، مع ذلك هناك عيون تتحرّك في الأحداق. فيما حدثت حالات أخرى من الوفاة، لأناس في كامل هيئتهم الطبيعية، ليس هناك أثر لأي ضرر خارجي.


هاشم وهشام
أخوان، هاشم يعمل بنّاء، وأخوه الآخر، سائق درّاجة نارية. أحمد يعرفهم حقّ المعرفة. قال أن أحدهم شقي، وهو هشام، أمّا الآخر فيعمل مع والده مساعد بنّاء، ولذا لم يصح في صباح الكارثة. كان لا يريد أن ينهض من فراشه، لأنه عمل حتى ساعات متأخّرة من الليل، لكن شغب ومناكفة أخيه له، أجبرته على النهوض: "يا الله قوم. كل أهالي الحارة هناك". أخذ الشابان "جالونين" من التي يستخدمانها لجلب الماء، وأنبوب شفط... ولم يتعرّف أحد على جثمانهما، إلى اليوم.


في قصّة أخرى (يجب التنويه، إلى أنه في بقعة صغير، ستجد عشر قصص على الأقل للنكبة)، كانت الأم، في ذلك الصباح، تحاول بكل قواها أن تجبر إبنها، الشاب الوحيد، على النهوض ليلتحق بالأهالي، بكّتته، وقرّعته على كسله: "إنهض، قوم. أنت تعرف الدبة البترول بخمسين ألف ريال".
نهض الشاب بصعوبة، وفرك من عينيه بكسل. وعند بوابة المنزل، شاهد بأم عينيه ما حصل. نعم، من الجهة الجنوبية. فعاد ليندس إلى فراشه. أحد الموجودين لحظة كتابة هذا، قال مازحاً: "أمه ما عاد بتصحيش (لن تطلب منه النهوض)، للأبد".


وحتّى الأهالي الذين تجنّبوا، بشكل أو بآخر، المرور من شارع الموت، يموت بعضهم ببطء نتيجة من سوء تقدير ما يحدث، حيث ذهب البعض منهم للدفع بأبنائهم إلى الجحيم، بسبب من الحاجة، والعوز. هؤلاء يموتون أيضاً. كيف باستطاعتك أن تدفع بشخص ليموت، ثم تنجو بجلدك؟ كيف تستطيع ذلك؟!
ولذا، يعتقد سامي بأن هناك أياد خفية، وبعضها ظاهرة، دفعت بالقنبلة الموقوتة إلى وسط الناس، في الوقت الذي أصبح فيه الموت في كل مكان، عوضاً عن غياب الدولة، فيما الحاجة ملحّة وضرورية لتوفير الطاقة، والتي كانت معدومة، ثم وقفت تتفرّج إلى ما سيؤول إليه الأمر.


بعد منتصف الليل، بعد إجبار القاطرة على أخذ مكان في الشارع، ومن ثم توقّفها الإجباري، يعتقد بعض الأهالي أن المسلّحين، كانوا يريدون أن يجرّوها إلى مكان آخر. لكن خشيتهم من تسيسس القضية منعتهم عن الإدلاء باسم الجهة التي كانت ستتّجه إليها. ولذا فإن شهود العيان قالوا إن المسلّحين اضطرّوا إلى إحضار ناقلتي مياه، بعد أن سلّموا بكون القاطرة لا يمكنها أن تتحرّك من المكان، بعد انكسار عمود قعّادتها. وبالفعل، قاموا بشفط ما استطاعوا شفطه، حتى داهمهم الفجر.
وبالعودة إلى هائل، وهو أحد الذين التقوا الأطبّاء، تحدّث عن أن كل أسباب وأركان وقوع الكارثة، كانت مكتملة. مع ذلك، لم يستطع أحد إيقافها، وهو ما يجعله يردّد: "الدولة، الدولة، هي من يمكنها فعل ذلك". لكن كل شيء كان مختلطاً، بسبب الحرب. حتّى تلك المنطقة، كانت قريبة من منطقة عمليات عسكرية، في تلك الفترة. والحركة خفيفة على ما هي عليه في الأوقات الطبيعية، وهناك حالة من حظر التجوال غير المعلن. بحسب إفادة الأهالي، فإنه كان للعدد أن يرتفع إلى 500 ضحية، في حال ما كان كل سكان الحي موجدين.


يقول هائل إن الأطباء عزوا ارتفاع حالات الوفاة إلى أمور لم تكن في الحسبان. لا يوجد من عاد من الموت ليخبر الناس على أي وجه يأتي. مع ذلك كان كل شيء يقول إن كارثة ما ستقع. طلع صباح يوم الكارثة، الـ25 من مايو 2015. كأي يوم. 


صباح من صباحات تعز الصيفية المنعشة، والتي يليها جو ظهيرة خانق. اليوم، في الذكرى الأولى للموت، هطل المطر، في فترة ما بعد الظهيرة. لكن ذلك الصباح، بحسب الإفادات، كان مختلفاً عن اليوم. حركة الشارع بطيئة. الذين لم تلامسهم النار، فقط لأنهم لم يعلموا بما يجري في الحي، أو منعتهم خشيتهم من القنّاصة من الخروج في ذاك الوقت المبكر. مع ذلك، لم يخلوا الشارع من الحركة بشكل كلّي. فهناك موظّفون وعمّال نظافة، ومغامرون آخرون. الحياة لا تتوقّف.
وعند الساعة السادسة صباحاً. كان عدد، ليس بالقليل، قد توافد إلى المكان، بعد علمهم بوجود قاطرة نفط، في بلد لا يمكن أن تجد فيه لتراً واحداً، متاحاً.


في الروايات المتضاربة، والتي لا يخلو بعضها من التوظيف السياسي، يتحدّث البعض عن أن خاطفي القاطرة تفاوضوا مع مسلّحين آخرين على شرائها، وأنه حدث ما يشبه الشدّ والجذب حول السعر، وحول ملكيتها، ولمن تعود.


عدد آخر من مسلّحي الحي، طالبوا من جانبهم، بنصيبهم من القنبلة الموقوتة، وآخرون لا يريدونها أن تكون قريبة من منازلهم، ويطالبون الناس بالإنصراف. فمن يسمع؟
بحسب سامي، فإن سائق الحافلة، كان من القليلين الذين استشعروا، بحكم خبرته، حجم الكارثة. الوحيد الذي يدرك خطورة اللعب بالنار. بينما الآخرون منخرطون ينهلون من معين الثروة الذي لا ينضب. كان يصرخ، ويحاول منع الناس من الإقتراب من المكان، دون جدوى. آلت الأمور إلى ما كان يتوقّعه، ولذا لم يكن جزء من الرقم المهول.


يقول هائل، إن الأطبّاء قسّموا الضحايا، إلى أنواع. إصابات داخلية، وأخرى خارجية. البعض منهم، التهمتهم كرة النار، دفعة واحدة. وذاب من 5 إلى 10 أشخاص، بسبب قربهم من صهريج النفط، فيما وجدت هياكل عظمية لعدد آخر، ومن ثم تدرّج حجم الضرر، من جثث متفحّمة إلى حريق خارجي، وآخر داخلي. الأهالي، تحدّثوا عن أنهم شاهدوا بعض الذين كانوا قد أخذوا نصيبهم من البترول، وقعدوا يتفرّجون، أو انشغلوا بأمور أخرى. يطالب الأهالي بحقّهم في أن يعرفوا من يتحمّل المسؤولية
وأنه عندما اشتعلت النار، طالتهم من على مسافة بعيدة، بسبب الجوّ العام المشبع بالبترول، إلى جانب ثيابهم المبتلّة بما حملوه.
يتذكّر سامي أنه رأى بعضهم وهم يحاولون الدخول إلى منازلهم هرباً من النار، لكنها وصلتهم قبل أن يضعوا أيديهم على المقابض، ولم تسعفهم حتى أن يصفقوا في وجهها الأبواب. الأطباء أيضاً أرجعوا العدد الكبير للمصابين، للكثير ممن استخدموا أنابيب لشفط البترول من داخل صهريج القاطرة الضخم، ولذا تشبّعث شعبهم الهوائية بالسائل، وعند الإشتعال تسرّبت النار بشكل خاطف إلى أجوافهم، وأحرقت أحشاءهم، وهم على مسافات ليست بالقريبة، وبعض الذين تلوا ذلك بشرب الماء، تعطلت وظائف أجسادهم الحيوية بشكل خاطف، وماتوا في أماكنهم. الناجون بالصدفة، هم أيضاً، أصيبوا بفشل جزئي لبعض وظائف الجسم، من ضمنها الكلى والكبد والمعدة.


آخرون، قتلوا لأنهم حاولوا نقل مركباتهم إلى مناطق أخرى، فالتهمتهم النار مع مركباتهم. ويمكن اليوم، مشاهدة طابور هياكل السيارات المحترقة على امتداد الشارع. هناك أيضاً طقم عسكري محترق على أحد جوانب القاطرة. صادق، من الأهالي، شهود العيان، شرح أيضاً، اللحظات ما قبل الأخيرة. كانت الشمس قد بدأت تتسرّب من بين المباني، وحالة جزع وفوضى، ودخول وخروج.

يقول صادق إن أحد أقربائه، وهو كبير في السن، شاهد اثنين من المسلّحين يطلقون النار في الهواء. ولذا خرج ليمنعهم من اللجوء إلى هذا السلوك الطائش، بجانب قاطرة ممتلئة بالبترول، كان يصيح: "أنتم مجانين، ستحدثون كارثة بالمكان". إستطاع "المسكين"، بحسب صادق، أن يجرّد المسلّحين من بنادقيتيهما، ويناولهما إياه، وعاد لتهدئة الناس وتحذيرهم، فلم يعد.


سائق القاطرة نفسه، كان قد انسحب بعد أن يئس من الصراخ والتحذير. ومعه، انسحبت أسر وعائلات يقظة من محيط المكان. وبقي آخرون، مستسلمون للذهول، للمصير الذي لم يروه بعد. وخرجت الأمور عن السيطرة. صاحب أحد الدكاكين في شارع جمال، قال، ردّاً على سؤالنا: "نعم، لو كنت في ذلك الشارع، في تلك اللحظة، لذهبت معهم، وكنت ميتاً الآن. من لا يريد بترولاً، بقيمة جبل من الذهب".


هائل، يرى أيضاً، من جانبه، أنه تم الدفع بالناس للمكان، تحت تأثير من هذه المعطيات. نظرية المؤامرة لا يمكن إغفالها، عندما يتعلّق الأمر بمصير 106 من البشر، بلحمهم ودمهم. كان الجميع هناك. حشود الناس يتسلّقون جسم الناقلة الحديدي، مثل طابور من النمل الأسود. أنابيب، وصيحات، وشجارات، وبراميل، ونفط متدفّق، ومسلّحون... كل شيء يقول إن الكارثة وشيكة، عدا الناس الذين أعماهم الوضع عمّا يمكن أن يلحق بهم.


ومن ثم... انفجر الصهريج
في الروايات المتعدّدة للحظة الأخيرة، يتوه كل شيء. لا تستطيع أن تمسك بالخيط. هناك متّهمون غادروا المدينة، وانضموا لطرفي النزاع. هناك أسماء تتردّد، لقادة معروفين، لمسلّحين، لبلاطجة شوارع. وفي الإستثمار الرخيص للحادثة، تلا احتراق الناس، وتحويلهم إلى رماد، روايات الأطراف السياسية، والتي كانت شريكة بشكل آخر:
الحوثيون وحلفاؤهم، رموا بالتهمة على حزب "الإصلاح"، و"القاعدة".
"الإصلاح": الحوثيون وصالح يتحمّلون المسؤولية.


وهكذا وضعوا حلولهم للقضية. وفي النهاية، الجميع يتكلّم عن أن السياق الطويل الذي سبق الشرارة السريعة، ومن ثم كرة النار التي التهمت كل شيء، كان وكأنه مدروس. يقول سامي، إن الشرارة الأخيرة لهذا الفعل، هي نهاية لمسرحية أخرجت قبلاً. لم يكن الفاعلون بحاجة لإشعال النار بأيديهم، كان كل شيء هناك. ومع حالة الجدل حول مصدر النار، هل كان من بندقية أو من شرارة نار أخرى؟ يقول سامي ساخراً: "لا ليس كذلك. كان أحدهم يحاول أن يشعل سيجارته في الطرف الآخر من الشارع. لم لا؟"


واليوم، في الذكرى السنوية للمحرقة. حاول أهالي الضحايا لملمة ما بداخلهم من أشلاء، وتمزّق. نصبوا خيمة في موقع الجريمة، وقالو إنهم توصّلوا إلى 106، من الذين قضوا، و36 من صور بعضهم علّقت على طرف الصهريج المحترق. طالبوا بالعدالة، بحقّهم في أن يعرفوا من يتحمّل المسؤولية عن كم الخسارة الهائل، وحقّهم في التعويض المادّي، والمعنوي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص