السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عبد الله الصبيحي... هو المسؤول؟
الساعة 19:52 (الرأي برس - عربي )

أثارت العملية الإنتحارية أمام بوّابة اللواء عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 39 مدرّع، وقائد معسكر بدر في عدن، أسئلة حول من يتحمّل المسؤولية عن الهجوم، لا سيما وأن الإنتحاري استطاع من خلالها اختراق صفوف الضحايا، وهم من مجنّدين مُستجدّين طُلب منهم التجمّع أمام بوّابة منزل العميد عبد الله الصبيحي، للترقيم في قيد اللجنة العسكرية، ما أودى بحياة 45 شخصاً وجرح أكثر من 60 آخرين.


العملية جاءت بظروف ووقائع مماثلة تماماً للعملية الإنتحارية التي جرت قبلها بأيام أمام بوّابة النجدة في مدينة المكلا، في محافظة حضرموت، حيث فجّر انتحاري نفسه في تجمّع لطالبي التجنيد في القوّات المسلّحة، مودياً بحياة 41 شخصاً ومتسبّباً بجرح العشرات.


على خلفية هذه الخروقات الأمنية المتكرّرة، والتي تسقط جرّاءها أرواح الضحايا، بالعشرات، ارتفعت الأصوات وأصداء من يتحمل المسؤولية، وبهذا الصدد خرج البيان الرسمي الصادر عن السلطة المحلّية في محافظة عدن، مساء أمس الاثنين، والذي رأى أن تجمّع المجنّدين أمام بوّابة منزل اللواء عبدالله الصبيحي، قائد معسكر بدر، خرق أمني كبير. وشدّد البيان على مطالبة جميع قيادات الألوية والمعسكرات والأجهزة الأمنية في عدن باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، والكفيلة في تأمين جميع المواقع الأمنية والعسكرية، وعدم التساهل في اتخاذ تلك الإجراءات، ما من شأنه أن "يحافظ على أرواح وسلامة جميع أبطالنا المنتمين للقوّات المسلّحة والأمن".


من المسؤول؟
يلفت الصحافي، بسام القاضي، لـ"العربي"، إلى أن محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، في مقابلة تلفزيونية، يحمّل العميد عبد الله الصبيحي، المسؤولية عن ضحايا التفجير أمام منزله، بسبب استدعاء الصبيحي اللجنة الخاصّة بترقيم المجنّدين الجدد، وهذا، بحدّ ذاته، مخالفة، كون المكان الصحيح هو معسكر من معسكرات الجيش.


ويقول القاضي إن العملية الإرهابية كانت بحزام ناسف، واستهدفت تجمّعاً للشباب العسكريين، في حي الإنشاءات، أمام بوّابة الصبيحي، ولم تستهدف العميد الصبيحي كما نشرت ذلك وسائل الإعلام. ويرى القاضي أن العميد الصبيحي يجب أن يتحمّل المسؤولية إزاء ما جرى.


ويحمّل حسين حنشي، رئيس مركز عدن للبحوث الإستراتيجية والإحصاء، المسؤولية للعميد عبد الله الصبيحي، متسائلاً: ما الذي يفعله جنود أمام بوّابة منزل قائد معسكر؟ وأضاف "يا سيد صبيحي... من سمح بأن يقيّد المرقّمون أمام منزل لقائد معسكر؟ أي جيش محترف هذا؟ وأي غباء عسكري؟ كيف تم الإعلان للضحايا البريئة هذه بأن تتجمّع لتقيّد نفسها عسكرياً في الشارع وأمام باب لقائد المعسكر؟".


بشر أم حشرات؟!
القيادي في المقاومة الجنوبية في خور مكسر، أوس الأحمدي، توجّه بغضب قائلاً: "اسمعوا وبطّلوا المجاملة والخرابيط، جنّبوا صراعاتكم على جنب، ما حصل اليوم سقوط قتلى بشر مش حشرات"، وأضاف "كنت أراهم كل يوم مع حرارة الشمس، والله بعضهم لا يملك المواصلات، وتحدّثت معهم كثيراً... كانوا يقولون لي: كلّموا الصبيحي يحوّل اللجنة إلى معسكر بدر" ويتابع الأحمدي "هكذا كانوا يقولون: إِيش من لجنة في بيت تحت المكيّف واحنا في الحر؟". ويختم شهادته بالتعليق على الحادثة بالقول "لو كان هناك قانون مثل مانراه في الغرب، لحُوسب الصبيحي ومن معه وكل من تثبت مسؤوليته عن هؤلاء الجنود". العميد عبد الله الصبيحي محسوب على حزب "الإصلاح"


تفرّغوا لملاحقة القات؟!
من جهته، يحمّل الصحافي عبد الرحمن أحمد عبده أحمد، وزير الداخلية، المسؤولية، لإهماله ما يجري في عدن، ويسأل "أين هو ووزارته مما يحدث في عدن؟ أم أنه ترك الأمر للواء الحزم أو الحماية؟ الذي تفرّغ لملاحقة القات والشماليين...".


أمّا الصحافي مستور الجرادي فيقول "البرقية الأهم... أمّا ما عداها فلا يهم..."، وذلك في إشارة إلى برقية وزير الداخلية، اللواء حسين محمد عرب، والتي رفعها لتهنئة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بمناسبة الذكرى الـ 26 للوحدة.


المسؤولية على "الإصلاحيين"؟
بما أن العميد عبد الله الصبيحي محسوب على حزب "الإصلاح"، تلوح في الأفق أزمة، عنوانها تحميل المسؤولية لـ"الإصلاحيين". وبدورها، استنفرت قيادات وقواعد في "الإصلاح" للدفاع عن الصبيحي، رافضة الإتهامات التي تحمّله مسؤولية الخرق الأمني.


يتساءل هؤلاء: من المسؤول عن تفجير المجنّدين في رأس عباس؟ ومن المسؤول عن تفجير المجنّدين في المكلا؟ ومن المسؤول عن تفجيرات البريقة أمام بوّابة معسكر "التحالف" ومدينة الشعب، والتي وراح ضحيتها العشرات؟ ومن المسؤول عن التفجيرات أمام منزل شلال؟

ومن المسؤول عن تفجير معاشيق... وغيرها؟؟
يقول القيادي في حزب "الإصلاح"، عادل باحميد (محافظ حضرموت سابقاً) إن "محاربة الإرهاب لن تكون بالبحث عن معارك جانبية، أو صناعة عدوّ وهمي أو البحث عن مكاسب سياسية"، ويضيف "هي بحاجة ماسّة إلى عمل استخباراتي أمني محترف".


الثواب والعقاب
القيادي في "الثورة الجنوبية" في محافظة حضرموت، أحمد بلفقيه، يقف على ضرورة استخدام مبدأ الثواب والعقاب. ويقول، لـ"العربي"، لقد "كثرت ضحايا التفجيرات، فبالأمس في المكلا، واليوم في خور مكسر بعدن العاصمة الجنوبية،" مطالباً "الاشقّاء في قوّات التحالف، ومنهم نخصّ الأشقاء الإماراتيين، بتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، حتّى لا تتطوّر حالة الإستهبال لدى قادة اليوم، الذين تشوبهم الأخطاء القاتلة لأولادنا، التي لا يمكن تحمّلها"، وتوعّد بلفقيه "كل من تسوّل له نفسه" أن هناك من سيقوم بمحاسبة المخطئ، و"لا نريد لما جرى في عدن أن يصير ويتكرّر في المكلا، فالدرس والعمل في الجنوب واحد، والمدرسة واحدة".


ويؤكّد بلفقيه،  أنه "بدون التعامل مع المقصّرين بشدّة وحزم، ستتكرّر الأخطاء". وطالب بوجوب "إصلاح وإعادة هيكلية القضاء العسكري أوّلاً، كضرورة صارت ملحّة، وتشكيل اللجان، ليس لقتل قضايانا، وإنما لدراستها والإستفادة من النتائج ومعاقبة من قصّر وأجرم".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً