الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مستشفيات الحديدة تستغيث: "أوقفوا الكارثة"
الساعة 19:36 (الرأي برس - عربي )

أطلقت عدد من المستشفيات والمراكز الطبّية الخاصّة والحكومية في محافظة الحديدة، نداء استغاثة لإنقاذ مئات المرضى الراقدين في مختلف الأقسام، معلنةً توقّف عدد من الأقسام الهامّة، مثل مراكز الغسيل الكلوي ومركز الحروق، جرّاء انقطاع الكهرباء التي كانت تؤمّنها السلطة المحلّية.
منذ أكثر من أسبوع، توقّفت محطّة توليد الكهرباء الطارئة (الخطّ الساخن)، والتي خصّصتها السلطة المحلّية في الحديدة لتشغيل المستشفيات والمراكز الصحّية، بعدما توقّفت أغلب أقسامها منذ انقطاع
الشبكة العامّة للكهرباء، نهاية مارس 2015م.


مؤخّراً، تضاربت الأنباء بشأن استيراد شحنة المازوت اللازم لتشغيل محطّة كهرباء الحديدة، واتّهمت السلطة المحلّية دول "التحالف العربي" بـ"منع السفينة المحمّلة بشحنة الوقود من الدخول إلى ميناء الحديدة، لتفريغ الشحنة".


في هذا الإتّجاه، خرجت مسيرة شعبية في محافظة الحديدة، دعت إليها "اللجنة الثورية" التابعة لـ"أنصار الله، لمطالبة الأمم المتحدة بالضغط على دول التحالف، حتّى تسمح لسفينة المازوت بالدخول إلى ميناء الحديدة، وتفريغ شحنتها المخصّصة لتشغيل الكهرباء.
مدير فرع المؤسّسة العامّة للكهرباء في محافظة الحديدة، جماعي كليب، قال، لـ"العربي"، إن "محطّة التوليد الطارئة توقّفت بعد أن نفدت كمّية المازوت التي كانت تشغّل المحطة، بالرغم من التحذيرات بضرورة توفير مادّة المازوت قبل نفادها تفادياً لأيّ توقّف، وأيّ أضرار ناتجة من توقّف المحطّة".


إتّهامات متبادلة
وحمّل جماعي شركة النفط اليمنية مسؤولية عدم توفّر مادّة المازوت، موضحاً أن الشركة "لم شركة الكمّية المتبقية من المازوت، واليوم طفت الكهرباء لعدم توفّر الوقود اللازم لتشغيل المحطة". وأكّد "قدرة فرع المؤسّسة على إعادة التّيار الكهربائي، وتوليد 130 ميجاوات من الكهرباء من محطّات رأس كتيب والكورنيش والحالي، بمعدّل 18 ساعة يوميّاً، إذا ما تمّ توفير 29 ألف طنّ من مادّة المازوت شهريّاً، وتمّ فك الإرتباط مع الشبكة الرئيسية لكهرباء الجمهورية من مدينة باجل".


في المقابل، أشار مدير فرع شركة النفط اليمنية في محافظة الحديدة، حسين مقبولي، لـ"العربي"، إلى أن "الشركة لا علاقة لها إطلاقاً بانقطاع الكهرباء في الحديدة". وأضاف أن "وزارة المالية والسلطة المحلّية في المحافظة هما المعنيّتان بتوفير مادّة المازوت، فيما يتوقّف دور شركة النفط في عملية الفحص والتفريغ لشحنات المازوت المستوردة". 


وأفادت مصادر مطّلعة، "العربي"، بأن "السلطة المحلّية في الحديدة عجزت عن استيراد كمّيات جديدة من المازوت، نظراً لعدم دفع وزارة المالية فاتورة الشحنة المستوردة، بفعل صعوبات مالية تعاني منها الميزانية العامّة، في ظلّ توقّف شبه تامّ للإيرادات العامّة". ولفتت المصادر إلى أن "وزارة المالية هي المعنية بسداد قيمة المازوت، وهي من ترفض سداد قيمته بعد تخلّفها عن الإتّفاقيات
المبدئية مع السلطة المحلّية".


كارثة وشيكة؟
إزاء ذلك، وجّه اتّحاد المستشفيات الخاصّة في محافظة الحديدة نداء استغاثة، جرّاء انقطاع الكهرباء، وانعدام مادّة الديزل لتشغيل المولّدات الكهربائية البديلة عن الكهرباء، ممّا "يهدّد بكارثة صحّية وإنسانية".
وناشد الإتّحاد المنظّمات الدولية "سرعة التدخّل لرفع الحصار عن الشعب اليمني، والإفراج عن سفينة المازوت المخصّصة لتشغيل كهرباء الحديدة، والمحتجزة في عرض البحر منذ أكثر ثلاثة أسابيع، لإنقاذ المرضى الذين تسوء حالتهم مع مرور كلّ ساعة".


وحذّر الإتّحاد (المكوّن من مستشفيات الأمل والأقصى والرشيد والإسراء والحديدة وتهامة، ومستوصفات سبأ والحوباني والمختار) من "كارثة صحّية جرّاء توقّف العمل في عدد من المستشفيات، بعد
انقطاع الخطّ الساخن الذي كان يزوّد المستشفيات بالكهرباء".
من جهته، قال مدير عام مستشفى الأمل التخصّصي في الحديدة، الدكتور عبد المجيد اليوسفي، لـ"العربي"، إن "المستشفى مهدّد بالتوقّف عن أداء الخدمات الطبّية للمرضى، جرّاء انقطاع الكهرباء، وانعدام مادّة الديزل عن المستشفيات الخاصّة".


ونبّه اليوسفي إلى احتمال "وقوع كارثة صحّية وإنسانية في مدينة الحديدة المنكوبة بالأوبئة والأمراض الخطيرة، نتيجة انقطاع التيّار الكهربائي وانعدام الوقود".


كما حذّر مدير مركز الحروق في مستشفى الثورة العامّ، الدكتور عادل قطقط، من "خطورة استمرار انقطاع الكهرباء عن المستشفيات والمراكز الصحّية، وخاصّة المراكز التخصّصية الهامّة".
وأكّد قطط، لـ"العربي"، أن "عدداً من الحالات في مركز الحروق تعاني، في هذه الفترة، من التلوّث، نتيجة انقطاع الكهرباء في محافظة الحديدة، وفي مركز الحروق بشكل خاصّ".
كذلك، دعا مدير مستشفى الثورة، الدكتور خالد سهيل، الجهات المعنية إلى "سرع

ة توفير الإمكانيّات لإعادة الخطّ الساخن لإنقاذ حياة المرضى، واستمرار المستشفى في تقديم خدماته للمرضى". ولفت سهيل إلى أن "أقسام الحروق والطوارئ التوليدية والغسيل الكلوي والأطفال أكثر تضرّراً، نظراً لحساسية الحالات، وهو ما يهدّد بوفاة العديد منها نتيجة انقطاع الكهرباء". وأوضح سهيل، لـ"العربي"، أن "الهيئة كانت تعتمد بشكل كبير على الخطّ الساخن لتوليد الكهرباء، بعد توقّف المحطّة المركزية، ولكن مع انقطاع الخطّ الساخن وانقطاع التيّار الكهربائي، فإن الحالات الطارئة التي ترد إلى المستشفى، سواءً في أقسام الطوارئ أو في العنايات المركّزة أو في غرفة العمليات الجراحية أو قسم الحروق، هي في وضع خطير جدّاً، ومعرّضة للموت لاسمح الله".


وتتكوّن كهرباء محافظة الحديدة من ثلاث محطّات توليد، تتمثّل في محطّة رأس كثيب (115 ميجا)، ومحطّتي الكورنيش والحالي بقدرة 15 ميجاوات لكلّ منها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص