- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
حلّ الثامن من شهر شعبان، ومع حلوله يحجّ أهالي وادي حضرموت إلى وادي الأحقاف، حيث يبيتون ثلاث ليال ضمن فعّاليات الزيارة السنوية لنبي الله هود، المدفون في أحد شعاب الوادي، والتي تمتدّ طيلة أيّام الثامن والتاسع والعاشر من شعبان من كلّ عام. هنا، خلوة مع الله في واد غير ذي حروب، وغير ذي دماء ولا كروب، وفسحة من الزمن في رحاب نبي من أنبياء الله، ينقطع فيها المحبّون عن العالم، زهداً وذكراً. مشهدٌ روحاني يجسّد معالم مدرسة حضرموت الإسلامية الراسخة الجذور، والتي ينتمي إليها غالبية أهالي المحافظة.
القبر
يتربّع قبر النبي هود (80 كلم شرق مدينة تريم) على سفح جبل، إلى جهة الشرق من بئر عتيقة يُطلق عليها اسم بئر برهوت. يعود تاريخ الضريح إلى أكثر من أربعة آلاف سنة، بحسب المؤرّخين. من بين هؤلاء الإمام أبو محمّد عبدالملك بن هاشم الحميري (توفّي سنة 218هـ)، الذي ذكر في كتاب "التيجان في ملوك حمير"، ما نصّه "وإن الله أنزل على هود أربع صحف، ثم إن الله تبارك وتعالى قبض هوداً ودُفن بالأحقاف في موضع منه، يُقال له الهنيبق بجوار الحفيف. وإن نهر الحفيف أخرج الله فيه الماء المعين، وغُرست فيه الثمار من يوم أخرج الله فيه آية هود".
الخدور
الخِدر، بكسر الخاء، لغةً، هو البيت، ولكن في حضرموت تُنطق بفتح الخاء، حسب لهجة الحضارم الدارجة، التي لا تُعطّش فيها الجيم، ولا تُشقّ فيها القاف، وتكثر فيها الشنشنة. وهي إحدى اللهجات العربية الأصيلة في شبه الجزيرة العربية، ما قبل الإسلام.
ثمّة بيوت طينية صغيرة بُنيت بالقرب من الضريح النبوي، بغرض الراحة فيها من قيظ الشمس ووعثاء السفر، يُطلق عليها الخَدر، تظلّ خاوية على عروشها طوال السنة، وغير مأهولة بالسكّان إلّا مع اقتراب موسم الزيارة فقط. شُيّدت للعبادة واستقبال الزوار، الذين يؤمن لهم أرباب تلك البيوت الطعام والشراب، إضافة الى تنظيم برامج دينية وثقافية متنوّعة خلال أيام الزيارة.
طقوس
قديماً، كان الزوّار يذهبون إلى موقع الزيارة على ظهور الجمال. واليوم، يظلّ هذا التقليد ملمحاً بارزاً من ملامح الزيارة، و إن بصورة رمزية. تبدأ الزيارة قبيل الفجر، وتمتدّ إلى طلوع الشمس، ثم تغادر الجموع للراحة والإستعداد لزيارة المساء، التي تُستهلّ بعد صلاة المغرب بقراءة سورة هود.
النهر
يحرص القادمون على الإغتسال بالنهر القريب من الضريح. وقبيل مغادرتهم موقع الزيارة، يؤدّون ركعتين في مسجد يُطلق عليه اسم "حصاة عمر". تُستقبل الوفود العائدة من الزيارة بسباق الهجن الذي يُقام سنويّاً في تريم.
الناقة
بالقرب من القبر، ثمّة صخرة قديمة عليها آثار، يُعتقد أنّها لناقة نبي الله هود المتحجّرة كما يزعم العوام. يقصد الناس هذه الصخرة بعد الإنتهاء من الزيارة الأولى عند الضريح، لقراءة المولد النبوي، وترديد الأناشيد الدينية، وتلاوة الفاتحة.
الوفود
يتقاطر الزوّار إلى شعب هود على شكل وفود جماعية، ويسمّى موعد وصول كلّ وفد ب "الدّخلة"، بفتح الدال، حيث تتجمّع الوفود للدخول إلى موقع الزيارة، وسط استقبال خاص بأصوات الطبول والأناشيد الدينية. ومن أبرز تلك الدخلات، دخلة أحمد بن زين الحبشي، ودخلة آل الحدّاد، ودخلة آل بلفقيه، ودخلة الإمام حامد بن عمر حامد باعلوي.
الوقفة
تُعرف فعاليّات اليوم العاشر من شهر شعبان، التي تُقام صباحاً، بزيارة آل الشيخ أبوبكر بن سالم، وزيارة آل بن شهاب. وفي اليوم الحادي عشر تكتمل وفود الزائرين، وكما يُقال، من أدرك الوقفة أدرك نصيبه من أجر الزيارة. يدخل وفد آل الشيخ أبوبكر بن سالم بالطيالة والأهازيج والطبول والرايات، التي تحمل شعارات وعبارات التوحيد.
وبعد الإنتهاء من هذه التقاليد المتعارف عليها منذ مئات السنين، يقتني الزوّار الهدايا من السوق الخاصّ بالزيارة، لتقديمها إلى الأهل والأقارب والجيران، وتمثّل أعواد الأراك وحبوب السمسم وأقراص الكعك والمجسّمات الفخّارية وألعاب الأطفال التراثية أبرز أنواع تلك الهدايا التذكارية.
سباق الهجن
وعند العودة ، تُستقبل الوفود بسباق الهجن الذي يُقام سنويّاً في مدينة تريم، كجزء أساسي أصيل من فعّاليات زيارة هود. ويتولّى أبناء مدينة تريم الترتيب لهذا السباق منذ سنين، لبراعتهم في امتطاء ظهور الإبل والتسابق بها.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر