الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
الخبّجي: ليت الجميع "مقيبرة"
الساعة 20:34 (الرأي برس - عربي )

ألحقت المعارك التي شهدتها مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، خلال الأشهر الماضية، أضراراً كبيرة بالبنى التحتية، سيّما منها شبكتا الكهرباء والمياه. وأدّى الدمار والنهب الذي تعرّضت له مؤسّسة المياه إلى تدهور خدماتها بشكل كبير، ما انعكس على حياة المواطنين، متسبّباً لهم بمعاناة متعدّدة الأوجه. اليوم، تحاول السلطات المحلّية، بما لديها من إمكانات، إعادة الحياة إلى هذه الخدمة، إلّا أن دون ذلك، على ما يبدو، عقبات جمّة، فهل تفلح المؤسّسة في تجاوزها؟


مدير مؤسّسة المياه في محافظة لحج، عبد الناصر اللحجي، تحدّث، إلى "العربي"، عن أبرز المشاكل التي تواجهها مؤسّسته، طارحاً جملة من المطالب التي يراها أوّلية وضرورية لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، خصوصاً أن فصل الصيف بات على الأبواب.


بداية، كيف كان وضع مؤسّسة المياه بعد الحرب؟ 
مع تعييني من قبل المحافظ السابق، د. أحمد مهدي فضيل، مديراً لمؤسّسة المياه في محافظة لحج، كان وضع المؤسّسة صفراً وكارثيّاً. كلّ مافيها تعرّض للنهب والسرقة، خاصّة في الحرب، سواء كان مستودعات أم هناجر أم غيرها، حتّى الإدارة العامّة تعرّضت للسرقة بكلّ مافيها من وثائق ومستندات تخصّ المؤسسة. وهذا، بحدّ ذاته، يشكّل لنا تحدّياً كبيراً مع أنفسنا، ومع أبناء محافظة لحج عامّة، والحوطة على وجه الخصوص كونها عاصمة المحافظة. لكي أكون أكثر صراحة معك، وجدنا بعض الآبار في حقل مغرس ناجي لكنّها غير كافية، ونحن حاليّاً نعتمد على الموجود من آبار، تقع في حقل مغرس ناجي جنوب مدينة الحوطة، كون هذا الحقل يتواجد فيه منسوب ماء كبير، وهو يشمل 17 بئراً، إلّا أن العامل منها حاليّاً 5 آبار فقط تغذّي مدينة الحوطة وبعض القرى المطلّة على تبن. أضف الى ذلك، لدينا 6 آبار تغذّي صبر، وهناك 3آبارلم يتمّ تشغيلها. كما لدينا بئر تغذّي منطقة الوعرة، وأخرى تغذّي هرآن ديان في مديرية تبن.


ماهي أبرز المشاكل والصعوبات التي تواجهونها؟ 
أبرز المشاكل والصعوبات التي نواجهها هي أنّه لاتوجد لدينا ميزانية تشغيلية. أيضاً، الشبكة الرئيسية التي تمتدّ من حقل مغرس ناجي الى الحوطة رديئة جدّاً، ممّا يعرّضها للإنكسارات المستمرّة والمتكرّرة، وعندما نقوم بإصلاحها تكلّفنا مبالغ كبيرة تصل إلى ما بين سبعين وثمانين ألف ريال يمني لإصلاح أيّ كسر.

أضف إلى ذلك افتقارنا إلى وسائل نقل جرّاء تعرّضها للسرقة بالكامل، وسوء استخدام وتوزيع المياه خصوصاً في الشبكة الرئيسية للحوطة، إذ إن هذه الشبكة تضمّ موقعين لتوزيع المياه، الأوّل في بداية الشارع العام للمدينة، والثاني وسط الشارع، وهذا يؤدّي إلى سوء التوزيع.
حاليّاً، نقوم بضخّ كمّية مياه للحوطة بـ257 متر مكعّب في الساعة، مايعني 170 لتراً في الثانية الواحدة، وكذا بعض من قرى تبن المطلة على الحوطة، ومنها قرية عبرلسلوم.


هل تمّ توفير امكانيات لكم، خاصّة وأن مؤسّسة المياه تعتمد على ميزانية تشغيلية؟ 
بالنسبة للإمكانيات، خلال استلامنا للمؤسّسة، كان هناك دعم سابق من قبل المحافظ أحمد مهدي فضيل. أيضاً، تلقّينا بعض الدعم من مؤسّسة المياه في العاصمة عدن، تمثّل في توفير معدّات تشغيلية للعمل. 
كما تلقّينا دعماً من قبل بعض من المنظّمات، على رأسها منظّمة الـ"يونيسيف" تمثّل بتوفير مادة الديزل. ولاننسى ما يقدّمه المحافظ ناصرالخبّجي من دعم. 


بصراحة، حاليّاً نتلقّى دعماً من إحدى المنظّمات، وهي الهيئة الكويتية اليمنية، حيث تمّ إنزال مناقصة، وذلك من أجل ربط خطّ كهربائي لحقل مغرس ناجي من الضغط العالي إلى المحطة، فضلاً عن تركيب مضخّات بوسترات تعمل على دفع قوّة المياه لمدينة الحوطة، فضلاً عن الأعمال الإنشائية.


يتمّ الحديث من قبل السلطات المحلّية عن تحسّن ملحوظ في أزمة انقطاع المياه في هذه الفترة ما أبرز معالم هذا التحسّن؟
مشكلة مدينة الحوطة في انقطاع المياه لم تكن وليدة اليوم، بل لها سنوات طويلة، وأنت تعلم بهذا الأمر. والسبب يرجع إلى أنّه، في السابق، كان يتمّ ضخّ مياه للمدينة عبر بئرين فقط من حقل مغرس ناجي، وهذا بحدّ ذاته لم يكن كافياً، حيث لجأ اغلب المواطنين الى شراء الماء عن طريق مايسمّى "البوزة". لكن، الآن، هناك تحسّن ملحوظ وكبير في هذه المرحلة، وحاليّاً يتمّ الضخّ عبر 5 آبار من حقل مغرس ناجي. لا توجد ميزانية تشغيلية لدى مؤسّسة المياه في لحج
مشكلتنا تكمن، وقد ذكرتها لك سابقاً، في الإنقطاعات المستمرّة للتيّار الكهربائي عن المحطّة. ومن ضمن أسباب المعاناة، سواء للمواطن وكذلك نحن، المسافة بين حقل مغرس ناجي ومدينة الحوطة، حيث تقدّر المسافة بـ10 كلم، وهذه مشكلة كبيرة في توصيل المياه. كذلك، ارتفاع مدينة الحوطة جغرافيّاً عن الحقل بأكثر من 16 متراً يسبّب انكسارات لأنابيب المياه، حيث تحدث صدمات للمياه الراجعة، والمياه المتبقّية في الأنابيب.


كيف ستعالجون مشكلة انقطاع المياه المتكرّر، خاصّة في فصل الصيف، عن مدينة الحوطة؟ 
نستطيع أن نعالجها ونحلّ هذه المشكلة، وذلك إذا تمّ توفير ميزانية تشغيلية، نستطيع أن نوفّر من خلالها مادّة الديزل لتغطية العجز، الذي لازلنا نعاني منه، كما يجب سداد فواتيرالمياه لشهري يناير وفبراير، وعدم تدخّل المواطنين الفضولي بالتحكّم في الوالات في خطّ الضخّ. إن توفّرت هذه الشروط الأساسية، إعرف أن مشكلة انقطاع المياه ستحلّ بإذن الله تعالى.


كما أنبّه المواطنين، عبركم، إلى أن حفر الآبار الذي يتمّ حاليّاً في الحوطة، تحت مسمّى فعل الخير، هذا العمل بحدّ ذاته طيّب، لكن في الوقت نفسه يشكّل خطراً على حياة الناس خاصّة في الحوطة، كون المياه ملوّثة وغير صالحة، بل ستتسبّب في انتشار الأمراض.

 


هل توجد موارد للمؤسّسة العامّة للمياه؟
حقيقة، لا توجد لدينا أيّ موارد بالذات في الوقت الحالي، كوننا نعتمد بدرجة أساسية ورئيسية على إيرادات المؤسّسة الخدمية، فهي لا تخضع لموازنة الدولة. بصحيح العبارة، نعتمد على الإيرادات، إذا وجدت نستطيع أن نعمل ونشتغل، بدونها لا يمكن العمل. 
لكي تكون على اطّلاع أكثر، هناك إيراد يأتي من إحدى القرى في مديرية تبن بلحج، وهذه القرية تعتبر متميّزة عن سائر المناطق والقرى في مديرية تبن، وهي قرية مقيبرة، حيث استلمنا إيراداً لشهر ديسمبر 2015 ويناير2016، قدّر بمبلغ مئتي ألف ريال يمني.


وهنا، أجدها فرصة لأقّدم شكري للشيخ سمير حاصل شيخ قرية مقيبرة على مايقوم به من جهد لمساعدتنا، ونرجو أن تحذو كل مناطق وقرى تبن وحتّى الحوطة حذو أبناء قرية مقيبرة.


حقل مغرس ناجي، هل هوالحلّ؟ أم المشكلة؟
سؤالك في محلّه. حقل مغرس ناجي هو الحلّ. هل تعلم لماذا؟ لأنّه الحقل الرئيسي لمدينة الحوطة، وجزء من المشكلة نتيجة موقعه الجغرافي، كونه أسفل مدينة الحوطة، وهذا بحدّ ذاته يسبّب العديد من المشاكل، منها انكسارات في الشبكة الرئيسية.


هل المواطن يقوم بسداد ما عليه من التزامات؟
سمعنا الكثير من الوعود والإستعداد من قبل المواطنين لسداد ماعليهم من فواتير كهرباء. نتمنّى منهم أن يقوموا بالتزاماتهم لنستطيع أن نعمل ونوفّر لهم الماء.

 
ما الذي قدّمه محافظ المحافظة، ناصرالخبّجي، لكم؟ 
في حقيقة الأمر، قدّم لنا الدكتور ناصر الخبجي ميزانية تشغيلية بمبلغ مليونين وسبعمائة ألف ريال. هذه الميزانية ساعدتنا بشكل كبير في أن نصرف للعمّال علاوة نوبة، بواقع خمسة عشر ألف ريال لكلّ عامل. 
كما ساعدتنا في دفع إيجار مكتب في محطّة صبر، بواقع خمسين ألف ريال شهريًّا. كذلك، ساهمت في بناء سور المؤسّسة، الذي تهدّم نتيجة صاروخ في الحرب الماضية.

لدينا خطّة عمل، وهي تتمثّل في تشغيل 4 آبارفي حقل مغرس ناجي، وتشغيل بئرين لمنطقة بئر ناصر ومنطقة الشقعة والعند ومنطقة الحاسكي، هذه سيتمّ تشغيلها قريباً بأذن الله. 
حاليًّا، أعتكف على إجراء دراسة لتشغيل الآبار المتوقّفة، وحفرآبار جديدة، لكن هذه المرّة ستكون في شمال مدينة الحوطة، وذلك لتخفيف الضغط على حقل مغرس ناجي.


كلمة أخيرة تودّ قولها.
أوّلاً أوجّه ندائي إلى أبناء الحوطة، وبالذات أصحاب موضة حفر الآبار داخل المدينة، بحجّة أنه عمل خيري. نقول لهم أوقفوا هذا، كون المياه متلوّثة، وقد تسبّب بأضرار بصحّة المواطنين، كما أن هذا العمل يسهم في تدمير مؤسّسة المياه، كون المواطنين سيعزفون عن سداد ماعليهم من التزامات.
وأجدّد ندائي لكلّ المواطنين في مدينة الحوطة وتبن بالإسراع بدفع ماعليهم من فواتير. كما نجدّد مطالبتنا السلطة المحلّية ومنظّمة اليونيسيف بالإسراع في توفير مادّة الديزل لتغطية عجز انقطاع الكهرباء، للحفاظ على استمرارية ضخّ المياه.
وأوجّه شكري وتقديري لكم لما تقومون به من تعاون معنا، لنقل مانعانيه كمؤسّسة خدمية وأيضاً مايعانيه المواطن، خاصّة في حوطتنا الحبيبة، إلى الرأي العام. 
ولكي لا أنسى أوجّه شكري إلى الفريق العامل معي، على ما يقومون به من جهد كبير لخدمة الحوطة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً