- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
للوصول إلى المكان الذي يرقد فيه الشيخ سعيد بن علي الجيلاني، أعلى قمّة جبل الحديدة في بلدة الضالع، عليك الإستعداد الجيّد نفسّياً وبدنيّاً لسفر رحلة على أشواط ثلاثة. فإذا أردت التمتّع بروعة المكان وشمّ عبق التاريخ وسماع أحاديث الناس، عن عدل وسماحة وغزارة علم الشيخ سعيد، ينبغي أن تقطع مسافات طويلة وعلى مراحل، آخرها بالطبع سيراً على الأقدام صعوداً، لتعذّر وصول السيّارة إلى هناك.
سحر المكان
يقع ضريح الشيخ سعيد بن علي الجيلاني أعلى قمّة جبل الحديدة في الضالع. ما إن ترتقي إلى قمّته حتى تتبدّى لك روعة المكان، الذي يطلّ على الضالع وما جاورها، في منظر غاية في الجمال. عندما تحطّ رحلك في مقام الجيلاني، الذي تفيد روايات الأهالي بأنّه قدم من العراق قبل أكثر من سبعة قرون وعرّج على دوعن حضرموت وبقي فيها ردحاً من الزمان، تجد في ثنايا المكان أوان ومرافق وغرفاً ملحقة بالضريح المسجّى، وسط مسجد صغير لا يتجاوز عرضه أمتاراً، بالكاد تتّسع للغطاء الخشبي المحيط بقبر الشيخ.
أمام الضريح مرافق ملحقة به، على شكل غرف صغيرة، تحوي الماء الذي يرجّح الناس هنا عدم تغيّر لونه وطعمه ورائحته، واحتفاظه بعذوبته لأكثر من عام. يحيط ببركة الماء، الذي يستخدم للوضوء، الجصّ الأبيض، وهو ما يحفظ للمكان رونقه ونظافته وألقه.
وبجانب بركة الماء وخلفها، غرف صغيرة تحوي موقداً مصنوعا من الطين الخالص، وبمحاذاته آخر أكبر منه من الطين أيضاً للخبز البلدي. وتتمّ كلّ عمليات الطهي بواسطة الحطب المجلوب من جذوع وبقايا الأشجار. وبالقرب من ذلك، حجر الرحى لطحن البهارات.
إطلالة
إطلالة المقام المبني على سفح الجبل تظهر مهارة هندسية ومعمارية نادرة، حيث جرى رصف الأحجار ونحت بعضها، خاصّة تلك التي تطؤها الأقدام، وطلاء أرضية المقام كاملًا بالجصّ الأبيض الناصع. ومن بين ذلك شُقّت مصارف للماء، تنساب من كل مكان، حال هطول الأمطار، بيسر وسهولة إلى برك مدرّجة، أُعدّت خصّيصاً لذلك، ومنها صهريجان صغيران على يمين الضريح وشماله، مسقوفان، ولا يمكن الدخول إليهما إلّا عبر فتحة صغيرة واحدة. وسقف الصهريجين مبنيّ من الأحجار التي تتراصّ في تماسك عجيب، على شكل قوس دون أيّ مادة لاصقة كالإسمنت.
يقول الأهالي إن قبّة الضريح جرى تجديدها قبل سنوات من الخارج، وروعي في التجديد عدم المساس بتفاصيلها من الداخل، والحفاظ عليها كما هي. تقول الرواية إن الجيلاني قدم من العراق إلى اليمن قبل أكثر من سبعة قرون
قفص الصندل من حيدر آباد
قبر الشيخ سعيد، الذي لا يرتفع عن الأرض لأكثر من شبر، عملاً بالسنّة النبوية –كما يقول الأهالي- عبارة عن قفص من خشب الصندل الخالص، مدوّن عليه تاريخ وصوله من مدينة حيدر آباد الهندية.
وبحسب التاريخ، فإن عمر هذا القفص الخشبي يزيد عن 220 عاماً، فيما يصل عمر الضريح إلى ثمانمائة عام. يشير السكّان إلى أن ذلك مدوّن لديهم في مخطوطات، جرت سرقتها ومقتنيات أخرى كانت داخل غرفة الضريح.
ومن خلال تعدّد الغرف المسقوفة بجذوع الأشجار أمام المقام، يستبين أن أعداداً كبيرة من المريدين كانت تحجّ إليه.
إرث الشيخ
يلفت الأستاذ ناصر الجيلاني، عضو لجنة تُعنى بالآثار في الضالع، إلى أن "القبر صار جزءاً من تاريخ المدينة، يذكّر أهلها والضالع عامّة بما كان الشيخ سعيد يصنعه للناس، من معروف وكرم وبذل وعطاء، خاصّة للفقراء والمساكين".
وتفيد الرواية بأنّه، في سنوات الجوع والقحط، أوقف الشيخ وأولاده من بعده الأرض لخدمة الناس. ويتحدّث الأهالي، هنا، عن أن الجيلاني لم يمارس تسلّطاً أو إقطاعاً بحقّ الأهالي، بل كان من الناس وإليهم، ويتصرّف باعتباره واحداً منهم. لذلك، فهم يذكرون له مناقبه ومآثره، ويحفظونها له ولأولاده من بعده.
المعلّمان
أسفل جبل الحديدة مقام صغير، يقول السكّان إنّه كان بداخله ضريحان لمن يطلق عليهما بالمعلّمين، قبل أن تقوم جماعات سلفية بنقل رفاتهما وإغلاق المسجد. وينمّ وجود هذا المقام عن أن الحركة العلمية بين حضرموت والضالع كانت موصولة لقرون، وأن المنطقة شهدت نهضة علمية غير مدوّنة تفاصيلها، أو جرى إهمالها، وما هو معروف يُسمع من بعض كبار السنّ عن آبائهم، فقط.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر