يستمر طلاب جامعة صنعاء في نضالهم لاستعادة جامعتهم من قبضة المليشيات المسلحة أو العسكرة كما يصفوها مسيرات أسبوعية تنادي بإلغاء العسكرة وإحلال المدنية كحل عادل وحق مشروع يسعى من أجله أكاديميون وطلاب فهم يرون بأن تواجد المسلحين وعسكرة الجامعة يخل باللوائح الاكاديمية والعمل الاكاديمي واستقلالية الجامعة..
 

من جهة أخرى يواجه هذا النضال المدني تحديات المسلحين من جهة وإدارة رئاسة الجامعة المقصرة كثيراً في مسؤوليتها تجاه القضية من جهة أخرى.. نقابة أساتذة جامعة صنعاء ترى بأن الحل لهذه المشكلة في مرمى رئاسة الجامعة وبها تستمر المشكلة في حال وقفت متجاهلة وغير مسئولة، هيئة نقابة التدريس بجامعة صنعاء تحذر من تداعيات قد تحدث حتماً في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

فيما يرى مراقبون بأن وجود الحوثيين في جامعة صنعاء يجعل من الجامعة مرمى للقاعدة حسب ظاهر العداء بين الطرفين.. إلى التفاصيل:
 

د. عتيق:  نناشد الأحزاب و القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني العمل على إخراج الجامعة من تصفية الحسابات السياسية فمهمتها خدمة الوطن وليس أجندات سياسية

الدكتور أحمد محمد قاسم عتيق- عضو الهيئة الإدارية ،مسؤول الحقوق و الحريات لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء- وجّه نداءً عاجلاً يشكو فيه انتهاك الحوثي في جامعة صنعاء حيث أكد في نداءه :إلى وزير الداخلية ، إلى وزير الدفاع ، إلى الأخ رئيس الجمهورية ، وإلى كل من يهتم بشأن حقوق الإنسان بهدف العيش الكريم, قائلاً: جامعة صنعاء تستغيث فقد تحولت منذ عصر الاثنين إلى سجن ؛ إذ قامت حركة الحوثيين بإغلاق بوابات جامعة صنعاء فمنعت الدخول و الخروج و أصبح أصحاب المصالح الحيوية في الجامعة ممنوعين من ممارسة حقوقهم و حرياتهم في التنقل، علماً أن هذه الحقوق مكفولة دستورياً و نصت عليها مخرجات الحوار الوطني و نصت عليها المواثيق و الاتفاقيات الدولية .

و ها نحن أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء خاصة الساكنين في الجامعة يتم منعنا من الخروج و الدخول بسياراتهم ، رغم محاولة رئيس النقابة و أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء و مساعديهم إقناع من في البوابات لفتحها بشكل ودي وقد وافقوا في بداية الأمر ثم عادوا فأغلقوا البوابات في الجامعة مرة أخرى .

وإلى اللحظة مازال رئيس النقابة و بعض أعضاء الهيئة الإدارية يحاولون إقناع حرس البوابات من الحوثيين فتح هذه البوابات من دون جدوى . وعليه فإننا نناشد الأحزاب و القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني و كل الخيرين في البلد العمل على إخراج الجامعة من تصفية الحسابات السياسية لان الجامعة حرم العلم و تعمل خدمة للوطن بعيداً عن أي أجندات سياسية .

وما تمارسه الحركة الحوثية في الجامعة مناقض لكل الأعراف ، و القوانين ، و المواثيق المحلية ، و الدولية ، ولا ينسجم مع ما يدعونه و يرفعونه من شعارات في اتجاه بناء الدولة المدنية .

وفي هذا الصدد ننوه إلى أن هذه الممارسات تفسد الحياة العلمية في الجامعة و تؤدي إلى عدم الاستقرار و كذا نشر القلق بين الطلاب و أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ، و نؤكد مرة أخرى على مؤسسات الدولة أن تستعيد دورها و فرض هيبتها على أرض الواقع ، و إخراج المليشيات من المعادلة السياسية و الأمنية في البلد خاصة في الجامعة .
 

عبد المغني: وصل مسلحو الحوثي إلى تهديد الطلاب بالتصفية الجسدية ونفذوا عملية مداهمة واعتقال الطلاب ورئاسة الجامعة لم تحرك ساكناً

عضو تنسيقية الحركة الطلابية محمد نبيل عبد المغني كشف لــ" أخبار اليوم" في لقاءنا به أثناء الاحتجاجات الطلابية أمس, حيث أكد على أن الحركة الطلابية مازالت محتفظة باستمرارية احتجاجاتها الرامية ومسيراتها الطلابية ومواصلة المطالبة بجامعة مدنية خاليه من الميليشيات والمظاهر المسلحة ، موضحاً أن خروجنا المستمر إضافة إلى المهرجان الطلابي الذي نفذناه اليوم لم يأتي إلا استكمالا لجهود سنوات قد مضت في الرفض لعسكرة الجامعة والتواجد المسلح أين كان شكله أو نوعه والتأكيد على مدنية الجامعة كحرم علمي مقدس.

وعن الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي بالنسبة للانتهاكات فقد وصل أخرها إلى التهديد بالسلاح والتلفظ على الطلاب والطالبات بأقذع أنواع الشتم, ناهيك عن حملات المداهمة والاعتقال للطالب لخلفية مشاركتهم في التظاهرات الرافضة لتواجد المسلحين .. كان أخرها اعتقال طالبين في المهرجان الطلابي أمس الثلاثاء لساعات، بالإضافة إلى  اقتياد طالب من أمام عميد كليته قبل أسبوعين في كلية الطب .

إضافة إلى احتجاز أعضاء هيئة التدريس ومنعهم من الدخول والخروج لمدة ساعتين لسبب عدم إعطاء رئاسة جامعة صنعاء مستحقات حراسة الجامعة كما يقولون هذا كله يقودنا إلى تحطيم القيم الأخلاقية إضافة إلى تحطيم مدنية الجامعة.

وعن المطالب الطلابية قال عبد المغني لدينا العديد من المطالب سنستمر حتى تحقيقها أولها إنهاء وجود جميع المظاهر والمليشيات المسلحة داخل جامعة صنعاء ، إضافة إلى التعاقد مع حرس مدني رسمي، و سرعة إجراء انتخابات اتحاد الطلاب ليقوم بهامه في الدفاع عن الطلاب
كما نطالب بإلغاء رسوم الموازي والالتزام بمجانية التعليم.

وعن دور رئاسة جامعة صنعاء في مساندة الطلاب على تحقيق مطالبهم المشروعة قال عبد المغني بالنسبة لرئاسة جامعة صنعاء: إلى الآن لم تتواصل معنا ولم تحرك ساكنا رغم الاحتجاجات المستمرة لنا أمام مقر الإدارة العامة للجامعة ورغم تسليمها كل بياناتنا ومطالبنا ومع ذلك لن نصمت ولن نقف عاجزين أمام هذا التسويف واللامسوؤلية  

وأوضح عبد المغني هم يحاولون أن يدخلوا الجامعة في لب العراك السياسي ونحن نقول لهم مستمرين في مسيراتنا الثورية المطالبة بتحرير الجامعة من المليشيات ومن كل الظواهر التي تفقد مدنيتها ورونقها .مؤكدا ورغم كل ذلك التسويف وأمام كل هذه الانتهاكات مازلنا مواصلين لخطواتنا الاحتجاجية المدنية و الحضارية حتى تحقيق كافة المطالب.

وعن التواصل مع مليشيا الحوثي أو اللجان الشعبية التي سيطرت على الجامعة قال عبد المغني :خطابنا موجه فقط لرئاسة الجامعة كونها هي الجهة الشرعية الوحيدة داخل الجامعة. أما بالنسبة لعدم تفاوضنا مع الميليشيا فذلك يعود لسبب إيماننا التام بأن لا شرعية للتفاوض مع ميليشيات مسلحة تحاول أن تنصب نفسها كبديل للجهات الإدارية والاكاديمي في الجامعة .
///////////////////////

الصوفي: هناك تناقض بين وجود مليشيا الحوثي وبين طبيعة الجامعة المدنية وتواجدها بهذا الشكل غير الطبيعي يؤثر على نفسية الطالب

الطالب نادر الصوفي أحد الطلاب الذين تعرضوا للتهديدات من قبل جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على جامعة صنعاء في حديثه لـ"أخبار اليوم" أوضح الصوفي: بما أنه سقطت الدولة وجاءت مليشيا مسلحة بدلاً عنها فلن أتكلم بعنصرية و أقول إنها أتت من داخل جبل  و لكن هذه طبيعتها. إذن هي ليست مدنية ، والجامعة طبيعتها مدنية. إذن هناك تناقض بين وجودها وبين طبيعة الجامعة، مضيفاً تواجدها بهذا الشكل غير الطبيعي يؤثر على نفسية الطالب كثيراً خاصة عندما يأتي الطالب إلى الجامعة فيجد نفسه بين أكوام من المليشيات والمسلحين وأناس لا ينطبقون مع طبيعة هذه الجامعة .

وقال الصوفي: المليشيا الحوثية المسلحة تتحجج  بأن الدولة غائبة وأن الدولة رفضت أن تستلم منهم الجامعة ، إذا كانت كما تقول فالأحرى لها أن تساعد الحركة الطلابية المطالبة بخروج أي مليشيات مسلحة وعليها أن تستخدم ضغطها على الدولة لتسليم الجامعة لحرس مدني أو للدولة فلماذا لا يستثمرون هذه الحركة الطلابية إذا كانوا صادقين في أنهم يريدون الخروج من الجامعة حسب تبريرهم .
وكشف الطالب نادر الصوفي بأنه تعرض للتهديد من قبل مليشيا الحوثي داخل الجامعة, حيث أكد الصوفي: بالنسبة لي تعرضتُ لانتهاك واضح ذات مرة كنت مع احد زميلاتي خارجين من كلية الحاسوب فجاء أحد مليشيا الحوثي  يقول إن هذا المشهد لا يجوز قلت له لماذا؟ قال نحن نحافظ على حرمة الطالبات ونطبق القانون مضيفا توسع النقاش بيني وبينه فتصاعدت المسألة .. نقاشات.. وقال الصوفي "تعرف عندما تناقش مع شخص "تانكي" فوصل النقاش إلى أن يقول لي  أننا نحافظ على حرمتهن نحافظ على تطبيق القران قلت له يا أخي هذا ليس من عملك؛ عملك أن تحافظ على إبقاء المباني سليمة فقط هذا عملك، قال لي لا وسنحافظ على تطبيق القانون ونحافظ على الحرمات وحتى لو اضطرينا إلى استخدام الرصاص قال هكذا، فقلت له تعتبر هذا التهديد مباشراً لي قال أعتبره ما اعتبرته، قلت له يعني أنت تريد تصفيتي بهذا الكلام قال يا أخي اعتبره ما اعتبرته ..

بهذه اللغة فقلت في نفسي إذا لم توجد دولة يعني لمن أذهب لأشتكي بهذا ؟ فقلت له إذن أنا سوف اتخذ إجراءاتي القانونية قلت له سوف أنزل لك يحيى الحوثي إلى هنا مكابرة طبعاً.. قال يا أخي روح نزل الرئيس هادي قلت له تمام أنا سوف اتخذ إجراءاتي القانونية لأنني لن اذهب إلى المكتب السياسي للحوثي لتقديم شكوى ضده لأنني لا أريد أن أعترف بسلطتهم كسلطة قانونية داخل الجامعة, فصعدت عن طريق البيانات الاحتجاجية الطلابية واليوم نخرج من أجل إنهاء هذا الوضع غير الطبيعي من داخل جامعتنا المدنية .
 

مطلبنا واضح.. جامعة بلا مليشيات

لا لترهيب الطلاب.. بهذه العبارة أوضح الطالب هيثم- أحد طلاب كلية التجارة بجامعة صنعاء- أوضح بأنه يخرج في المسيرات الطلابية من أجل أهداف كثيرة في مقدمتها إنهاء تواجد مسلحي الحوثي من جامعة صنعاء، مضيفاً خرجنا في 2011م من أجل المدنية واليوم نخرج من جديد وسنخرج حتى تحقيق مطلبنا ونحافظ على مدنيتنا، وخرجنا اليوم لأن صوت القلم وصوت العلم أقوى من صوت البندقية و الرصاص ونحتج ضد العنف مهما كان شكله واتجاهه.

وقال هيثم فكلما خرجنا ننادي بإخراج العنف من جامعتنا تواجهنا مليشيا الحوثي بالعنف واعتقال الطلاب وتهديدهم وهذا هو أسلوبها دائماً في التعامل مع القلم وحامله.

المصدر/أخبار اليوم