الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الاغتيالات في اليمن.. تحدٍّ أمني كبير يقف وراءه أعداء التغيير
مسلحون في اليمن
الساعة 22:23 (الرأي برس - متابعات)

ما إن تحررت مدينة عدن من قبضة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في يوليو/تموز الماضي، حتى برزت فيها عمليات الاغتيال بشكل متتابع، وهو ما أثر في الاستقرار الأمني في المدينة التي تشهد هذه الأيام حظراً للتجوال الليلي.

أبرز العمليات، إن لم تكن الأولى، استهدفت سيارة المحافظ السابق، اللواء جعفر سعد، الذي قتل على الفور من جراء اعتراضه بسيارة مفخخة في السادس من الشهر الماضي، تبعها عمليات عدة أبرزها محاولة اغتيال محافظَي عدن ولحج في مدينة نماء.

وطالت العمليات أيضاً ضباطاً ومسؤولين أمنيين وأعضاء في المجلس المحلي، وهو ما دفع بإدارة المحافظة إلى إعلان حظر التجوال من الثامنة مساء حتى الخامسة فجراً، وسيستمر هذا الحظر مدة شهر.

استخبارات مناوئة للشرعية
الجناة مجهولون كما يتم الإعلان من قبل السلطات المحلية عقب كل عملية، وإن تبنى بعضها تنظيم “الدولة”، وهو أمر يزيد المشكلة تعقيداً؛ إذ إنه يعني تسجيلها ضد مجهول أيضاً، في حين اتهم محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، أجهزة استخباراتية ضد الشرعية بالوقوف وراء سلسلة الاغتيالات التي شهدتها عدن.

البعض يرى هذا التحدي الأمني نتيجة طبيعية لفوضى ما بعد التحرير وترتيب السلطة والأجهزة الأمنية، وهناك من يراه استراتيجية منظمة من قبل بعض الأطراف والجهات التي من مصلحتها أن تؤول الأوضاع إلى ما هو أسوأ.

المحلل السياسي الدكتور عبد الباقي شمسان قال: إن “عمليات الاغتيالات تم توظيفها بحرفية عالية من شخصيات في أجهزة الأمن التابعة والموالية للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح؛ لتصفية الشخصيات التي لديها معلومات أو ملفات وهي غير موثوق بها، أو أنها تموضعت مع الخصوم بشكل معلن أو غير معلن”.

خوف وحنين للماضي
وأوضح شمسان، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “مثل هذه العمليات تعمل على بث الانفلات الأمني وتعميمه؛ لإيجاد حالة هلع وخوف وحنين للماضي ما قبل ثورة الشباب الشعبية السلمية في العام 2011”.

وشهدت مرحلة ما بعد ثورة فبراير/شباط 2011، اغتيالات لشخصيات سياسية وأمنية، لا سيما من منتسبي جهاز الأمن السياسي ووجاهات قبلية، كان معظمها ينفذ بإطلاق نار من مسدس كاتم للصوت من قبل مسلحين يستقلون دراجات نارية، وعبوات ناسفة تزرع في السيارات؛ أبرز تلك العمليات التي قتلت النائب عبد الكريم جدبان، والسياسي المعروف محمد المتوكل، والأكاديمي أحمد شرف الدين، والصحفي عبد الكريم الخيواني.

ووفقاً لبعض التقارير فإن العام 2014 كان موسم الاغتيالات في اليمن؛ فقد شهد نحو 230 جريمة حصدت 263 قتيلاً وجريحاً، في حين سجل 58 محاولة اغتيال فاشلة.

وتشير إحصائيات إلى وقوع نحو 183 عملية اغتيال باليمن خلال الأشهر العشرة التالية لانقلاب 21 سبتمبر/أيلول 2014، أودت بحياة نحو 134 شخصاً معظمهم قادة عسكريون وسياسيون.

شمسان أشار إلى أن “كل الاغتيالات انتشرت بعد تأسيس قوات مكافحة الإرهاب والأمن القومي التي اكتسبت مهارات استخباراتية جديدة، حيث تم تنفيذها عبر أشخاص تم اختيارهم بدقة وبأسلوب محترف يصعب معه إلقاء القبض على المنفذين، علاوة على تسجيلها ضد مجهول من قبل الجهات الأمنية المختصة الموالية للمخلوع”.

وأكد أنها “عمليات من داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، حتى تنفيذها يتم من قبلهم بشكل مباشر أو عبر شخصيات يتم تهريبها من السجون وفق خطة استخباراتية محكمة”.

كشف المنفذين
ولمواجهة هذا التحدي الأمني الكبير، يقول شمسان: “يجب تشكيل لجنة من قبل السلطة الشرعية لرصد الحالات وتوثيقها، وجمع المعلومات؛ بهدف كشف المنفذين للرأي العام، وكذا اتخاذ الإجراءات القضائية المتعارف عليها”.

ودعت مؤسسات المجتمع المدني، وتحديداً الحقوقية منها، إلى تتبع هذه العمليات، والضغط على الجهات الرسمية للكشف عن نتائج التحقيقات، أو استكمال عمليات التحري، ونشر تقارير خاصة بتلك الحالات؛ للتوثيق والحشد والمناصرة، بما يوثق الحالات وفقاً للمواثيق الدولية باعتبارها انتهاكات صارخة للحق في الحياة، تستوجب إحالة المنتهكين للمؤسسات القضائية ذات العلاقة.

وبحسب مراقبين فإن محاولة جر المناطق المحررة من قبضة الانقلابيين إلى العنف، تهدف لإظهار السلطة الشرعية عاجزة عن ضبط الأمن أمام العالم، والتأثير في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة المليشيا بأن أجواء ما قبل التحرير ليست أسوأ ممّا بعده.

“الخليج أونلاين” رصد أبرز عمليات الاغتيال التي شهدتها عدن منذ تحريرها في يوليو/تموز الماضي:

الأحد 30 أغسطس/آب 2015: اغتيال مدير عمليات أمن عدن العقيد عبد الحكيم السنيدي.

الأحد 30 أغسطس/آب 2015: اغتيال القيادي في المقاومة الشعبية نصر الشطيري.

السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول: مهاجمة مسلحين لمنزل القيادي في “المقاومة الشعبية” هاشم السيد، وقتل ثلاثة من مرافقيه.

الأحد 1 نوفمبر/تشرين الثاني: اغتيال ضابط في الاستخبارات برتبة رائد، يدعى ميعاد فضل، أمام منزله في مدينة إنماء.

الأحد 1 نوفمبر/تشرين الثاني: اغتيال الضابط في المباحث الجنائية عبد الواحد فارع في منطقة المنصورة.

السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال القاضي محسن علوان، رئيس الشعبة الجزائية بمحكمة استئناف محافظة عدن، وثلاثة من مرافقيه.

السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال العقيد الخضر علي أحمد الحقيري، المسؤول في جهاز الشرطة العسكرية بمديرية المعلا، برصاص مسلحين مجهولين هاجموا سيارته.

الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال محافظ عدن اللواء سعد جعفر.

الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال عنتر الباخشي الضابط بمحافظة عدن والقيادي في الحراك الجنوبي.

الاثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال مدير الأمن السياسي السابق العميد محسن جحافي.

الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2015: اغتيال القيادي في الحراك الجنوبي أحمد الإدريسي.

الأحد 4 يناير/كانون الثاني 2016: اغتيال العقيد عبد الخالق شايع، في هجوم من قبل مسلحين في منطقة المنصورة.

الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2016: اغتال مجهولون عقيد المخابرات في أمن مطار عدن عبد الله الناخبي.

الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2016: اغتال مسلحون مجهولون أمين شايف ضابط أمن تحريات في مطار عدن الدولي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص