الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
البيضاء.. ضاق المدي واتسعت الكهوف!!
الساعة 23:25 (الرأي برس-وليد عبدالواسع)

 


خليط من الرعب والأسى تشهده مناطق كثيرة من محافظة البيضاء جراء المعارك الضارية هناك. دون أن تدع أمام كثيرين من السكان أية خيارات للهروب من الموت المحقق, ممن فقدوا الأمل, بينما يبحثون عن ملاذ آمن لهم ولا يجدون طريقاً إليه وسط أزيز الرصاص وتهاوي القذائف..

قصف واشتباكات ومواجهات تجري رحاها هنا, وبلا هوادة.. تشيع في نفوس الأبرياء الرعب وشهقات الموت لأرواح ليست رخيصة عكس ما يراها بيادق حروب لا يجيدون النظر إلى منطق الحياة إلا من فوهة بندقية.. ولا يكتفون بإيقاد حرائقهم في كل بقعة يحيلونها إلى مناطق ملتهبة.

وجع الإنسانية

هناك في البيضاء لا شيء ينطق غير لغة السلاح التي تحدد مصير مئات الآلاف من السكان المطوقة حياتهم بين قذيفة ورصاصة.. أوضاع إنسانية موجعة ومأساوية تعيشها مناطق كثيرة من محافظة البيضاء على وقع لعلعات الرصاص ودوي الانفجارات وهزات القذائف المتهاوية بجنون وقصف الطيران الأميركي بطائرات بدون طيار..

تشير المعلومات إلى أن تمترس أطراف الصراع داخل مدينة رداع وفي التجمعات السكينة ترك أثره السيئ على الأسر الريفية التي تأبى ترك منازلها رغم المواجهات, الأمر الذي يجعلها هدفاً للقتل في أي لحظة..

ويشكو مواطنون تأثر حياتهم اليومية, لاسيما الوافدون من الريف لشراء حاجياتهم من المدينة التي تعتبر السوق الرئيس لسبع مديريات, فالصراع والمواجهات يزيد الوضع تعقيداً وبالتالي يصعب توفير احتياجات مواطني هذه المديريات.

حديث الموت

في ظل أجواء الانفجارات والمواجهات التي خلفت آثاراً نفسية سيئة لدى الأطفال والأسر, كان لحديث طفلة مع أمها وقعاً موجعاً- حسب رواية رب الأسرة, بينما تقول لها" يا أمي قولي لهؤلاء المتصارعين يأتوا إلى هنا ويقتلونا أرحم من بقاءنا ننتظر الموت".

مآسي الوضع الإنساني لم تدع لحياة "البياضنة" طعماً فقد توفت امرأتان بسبب تعسر ولادتهما داخل مناطق المواجهات العنيفة التي لم تستمع لصراخهما..

وهذا فقط نموذج من الموت الذي تعرضن له نساء البيضاء في بعض قراهن وما خفي كان أكثر من مأساة تُحكى.. وأقل ما تتعرض له المرأة في ظل المواجهات أنها تظل حبيسة البيت في انتظار الموت.

الطفولة في البيضاء هي الأخرى تتعرض إلى ضياع حتمي في ظل توسع المواجهات التي باتت تشمل كل مديريات المحافظة..

يؤكد مختصون أن المواجهات بالضرورة تترك آثاراً سيئة على الطفل في صحته وفي مستقبله القادم, خاصة أن الحروب لا يمكن أن تمر دون أن تترك انعكاسات نفسية على الطفل على المدى البعيد والقريب.. فضلاً عن استخدامهم في النزاعات المسلحة الدائرة في رداع وهذه مشكلة أكبر تواجهها الطفولة.

آفاق مسدودة

وبحسب المصادر فإن الوضع التعليمي متوقف تماماً, فقد أعلنت جامعة البيضاء تعليق الدراسة في كليات رداع, فيما بعض المدارس أغلقت  أبوابها خوفاً على الطلاب, ومدارس أخرى يتمترس فيها المسلحون الحوثيون وبعض أطراف النزاع المسلح ويقومون باستخدامها لتخزين الأسلحة.

وضعاً صحياً مأساوياً تعيشه رداع, فالمديريات السبع تعتمد على المرفقات الصحية الحكومية والخاصة في المدينة التي تتواجد فيها الاشتباكات المسلحة..
250
ألف مواطن في هذه المنطقة يعتمدون على المستشفى المركزي برداع, وبسبب الأحداث فهو شبه مغلق, ولم يستطع يستقبل إلا حالات قليلة.. كما أن المستشفيات الخاصة تمتنع عن استقبال ضحايا الأحداث خوفاً على ممتلكاتها من الأطراف المتصارعة.

في مديرية قيفة تبدو الخطورة أكثر على المواطنين حيث لا  يوجد فيها خدمة صحية تستطيع استيعاب ضحايا الأحداث وتلك المتوقعة خلال الأيام القادمة؛ إذ لايوجد بها سوى مستشفى خاص صغير و مراكز صحية حكومية تفتقر إلى كل الخدمات الصحية من دواء وكادر وتجهيزات..

قصف بلا هوادة

يؤكد شهود عيان بمناطق قيفة رداع لـ" الرأي برس" سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين معظمهم نساء وأطفال جراء القصف العشوائي للطيران الأمريكي والطيران اليمني وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون على قرى المناسح وحمة صرار, وسيلة الجراح والصبول وما جاورها, وأن جثث النساء والأطفال تظل ملقاة في الشوارع والطرقات.

 حياة ملغومة

وسبق لنشطاء وحقوقيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء أن أطلقوا نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية والجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين وإنقاذ الضحايا نتيجة الضربات الجوية من الطيران الأميركي واليمني.

وتفيد مصادر محلية  أن عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء سقطوا ضحايا في الغارات التي شنها الطيران الأميركي واليمني على عدة مناطق في قيفة وقصف المدافع والدبابات والصواريخ من الحوثيين وقوات الجيش وأن عشرات الجثث للمدنيين بينهم أطفال ونساء لا تزال متناثرة في الجبال والوديان ولم يتمكن احد من انتشالها أو إنقاذ الجرحى.
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص