الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الأزمة اليمنية.. بين رؤى الاستقرار والمصير المجهول
الحوثي وهادي وصالح
الساعة 00:00 (الرأي برس - جورنال مصر / شيريهان المنيري)

استمرت الأزمة اليمنية لسنوات، اشتدت حدتها في العام الجاري، مع إعلان التحالف العربي التدخل العسكري في الأراضي اليمنية، بقيادة المملكة العربية السعودية، لتحريرها من جماعة "الحوثي" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح.

وحققت قوات التحالف عدة نجاحات، وحررت عدة محافظات يمنية بالفعل، ما أتاح للرئيس اليمني الحالي، عبدربه هادي منصور، العودة إلى اليمن، وإعلان عودة الحكومة اليمنية لممارسة أعمالها، من عدن.

وكان "صالح" قد ظهر من خلال شاشة قناة "الميادين" المُقربة من حزب الله اللبناني، في أكتوبر من العام الجاري، ليبدو حواره أقل حدة عما سبقه في مايو من العام ذاته، حيث عرض استعداده للإنسحاب من كل المدن اليمنية التي لازالت تحت سيطرتهم، وتسليمها للجيش الوطني، ولكن بشرط وقف الحرب التي أنهمته وقواته.

كما أعلن عن التزامه بقرار مجلس الأمن رقم 2216، ونيته في الاستقالة من قيادة حزب "المؤتمر"، وعقد مؤتمرًا عامًا للحزب لإنتخاب قيادة جديدة لن يترسح هو من ضمنها، بحجة تعبه من السلطة.

وعلق المُحللين والسياسيين في ذاك الوقت، مختلفين فيما بينهم حول أن خطاب "صالح" عكس رضوخًا وتراجعًا، وبين التأكيد على أنه يُراوغ كعادته.

والآن وبعد مرور ما يقرُب من شهر، لم نرى فعلًا واقعًا من "صالح" أو جماعة "الحوثي"، ما يُصنَف في الأوساط السياسية، بأنه مُماطلة في تنفيذ ما طرحوه حول قبولهم بالحل السلمي، يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة اليمنية مُباشرة أعمالها من داخل اليمن.

في هذا الإطار أشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إلى أن المماطلة مشتركة بين الحوثيين والتحالف العربي، وأن كل منهما يُريد كسب المزيد من الوقت، ويُخيّل له أنه سينتصر ميدانيًا.

وأوضح لـ"جورنال مصر" أن "صالح" منذ الوهلة الأولى يريد أن يكون له دورًا سياسيًا سلميًا وفعالًا ولا يريد الخوض بالحرب حفاظًا على الإنجازات بحسب مزاعمه، بحسب التصريحات التي يدليها من حين إلى آخر.

أما عن الحوثيين، فأشار "الطاهر" إلى أنهم يرون أن استمرار الحرب خدمة لهم، وأن استمرارها أيضًا لصالحهم، إلى جانب أنه مع المزيد من الوقت يستطيعون الخوض في حرب استنزاف طويلة الأمد، تُمكنهم من حكم اليمن. 

وقال: "أعتقد أنه لن يكون هناك منتصرًا على الإطلاق؛ فاليمنيون يدفعون ثمنًا لذلك، ومختلف أطراف النزاع تدفع الثمن أيضًا، وأخشى أن تدفع المنطقة برمتها الثمن، لأن المستفيد إلى الآن في هذه الحرب هو تنظيما داعش والقاعدة، وأيضًا حركة الإخوان المسلمين والإنفصاليون في عدن، فكل منهم استولى على منطقة، مما يهدد الأمن القومي العربي بشكل عام".

أما عن عودة الحكومة اليمنية والرئيس الشرعي؛ فيرى "الطاهر" أنها شجاعة تُحسَب لهما، مُشيرًا إلى أنه زيارة نائب الرئيس اليمني، أول أمس، إلى محافظة مأرب والتي يدور فيها الحرب، مثلت مغامرة خطيرة، كادت أن تودي بحياته. 

وأكدت الناشطة والصحفية اليمنية، سمر قائد، على أن عودة الرئاسة والحكومة اليمنية إلى عدن، كما يُردد في الأوساط السياسية تعني عودة الشرعية، وأيضًا تحسن الوضع الأمني والخدماتي، بعد أن مثلت المحافظات اليمنية المحررة منطلقًا لإستكمال تحرير اليمن بأكملها. ولكن من وجهة نظرها الخاصة ترى أنها لا تعني الإستقرار بمعناه، لأن هناك حسابات واختلافات في وجهات نظر حركات المقاومة، والتي تُثار المخاوف تجاه بعض أفرادها، ما دفع الحكومة إلى العودة إلى الإشراف على سير المعارك العسكرية، ومنع زيادة مساحة الخلاف بين أطراف المقاومة، والتحالف العربي.

واختلفت "قائد" عن رؤية "الطاهر" حول "صالح" وجماعة "الحوثي"، وذكرت لـ"جورنال مصر" أنهما سيذهبان في طريق الخيار العسكري حتى النهاية، ولن يجنحوا للحل السياسي لسببين، وهما: أن كل جماعات العنف والإنتقام عبارة عن يد تبطش وليس لها عقل. وأن أي جنوح للسلم والحل السياسي معناه نهايتهم وهزيمتهم بحسب متطلبات القرار الدولي 2216.

وقالت: "إن شعورهم بالخسارة بشكل يومي يجعل من قبولهم الحل السياسي انتحارًا لهم، لأن واقع الميدان ليس في صالح انتزاع أي انتصار، إلى جانب أنهم يراهنون على امكانية استنزاف التحالف، الأمر الذي ربما يدفع التحالف للتراجع على الأقل عن محاكمتهم".
كما أوضحت "قائد" أن "صالح" والحوثيين، يُراهنون على إحتمالية تغيُر المواقف الدولية، والتي بدورها يُمكنها الضغط على قوات التحالف العربي، والحكومة الشرعية في اليمن، بهدف قبول مُشاركتهم في المرحلة القادمة من الحياة السياسية في اليمن. ومن ثم فمسألة انتهاء الحرب فهى بعيدة نوعًا ما عن الوقت الحالي. 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص