الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تغطية كاملة لحفل توقيع ديوان " بريد الفراشات " للشاعرة حسنة أولهاشمي بالكلمة والصورة بمدينة تيفلت.. كتبها الأستاذ حسن بويريق
الساعة 13:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

مساء يوم السبت 14 نوقمبر 2015 احتضن فضاء دار الشباب بتبفلت احتفالية شعرية وفنية باذخة من تنظيم كل من جمعية ربيع تيفلت للابداع والتنمية وجمعية الاشعاع الثقافي تكريما للشاعرة المتميزة حسنة أولهاشمي واحتفاء بديوانها الشعري " بريد القراشات " أداره بحنكة وبأسلوب شعري راق الشاعر والأديب محمد شيكي والذي تناول في كلمته الافتتاحية في اشارات عدة قضايا تتعلق بالقصيدة متسائلا عن الشعر الحقيقي ليخلص الى ان ليس كل ما يكتب شعرا مؤكدا بأن الشعر هو ما يحمل جوابا جريئا عن كل التساؤلات وهو الذي يعبر عن هموم الشاعر الانسان والقضايا النبيلة يقدمها الشاعر عبر الصورة الجميلة .

ثم رحب بالحضور والشاعرة المحتفى بها منوها بها وبخصالها شاكرا لها اللحظة التي بسببها جمعت تيفلت وجمعت الشعر والثقافة والابداع , ليعطي الكلمة بعدها للشاعر الحكيم عبد الحميد شوقي الذي ألقى ورقة تحت عنوان " بريد الانسانية " باسم الجمعيتين عبر من خلالها عن احترامه وحبه لما تتضمنه كتابات الشاعرة حسنة أولهاشمي وجاء فيها :
 

بريد الإنسانية*
ذات زمان قريب اكتشفنا فجأة دهشة تتعالى على حدود الواقع العنيد وإغراءات الحلم المثالي. اكتشفنا ذواتِنا وصورتَنا المكسورة على إسفلت الأرصفة المبللة بعرقنا وأمطار عيوننا الصغيرة التي لم تكن رؤاها تتجاوز تضاريس الحواري الضيقة ولغط الأطفال الذين يملؤون مساحات الفراغ في وجداناتنا البريئة. اكتشفنا ذرة متناهية في الصغر وموغلة في التحدي، لها طعم البهارات المالحة وضجيج الأصوات الثاوية خلف لهجتنا المتعددة. اكتشفنا المدينة في كامل عريها ويتمها التاريخي، ولكن في كامل استعدادها لكي تولد في كل خفقة من جوانحنا، وفي كل ومضة فرحٍ تشع من دمنا، وفي كل غموض يتيح لنا هامشا للسفر المتخيل. اكتشفنا أننا هنا في قلب الوهج الإنساني رغم ما يلف دروبنا من ظلام. كيف أمكن لهذه المدينة المنسية أن تنجب الفراشات، أن ترسل بريدها عبر ذبذبات الحدوس الأولى لكي تمتح من علوها ما يسعف على البناء، ما يرشد الوعي إلى طريقه الملكي نحو المنتوج الجمالي..؟ كيف أمكن للعراء القاسي أن يلد الدفء، أن يؤثث الطرقاتِ المهجورةَ بحفيف الأشجار وغناء العصافير وسماء الممكنات..؟ دعونا نطرح السؤال في كامل وضوحه التراجيدي: كم عمر هذه الفراشات التي تحمل المكان في تحليقها الإبداعي؟ إنه لا يتعدى أربعة عقود. هو عمر ضئيل في مساحة هذا الوطن الشاسع، ونقطة متلاشية في خريطة الذاكرة الجماعية. قبل هذا العمر، لا تاريخ ولا حضور ولا اعتراف من الوطن. لكن فجأة، يندفع المشهد في زخمه وحضوره وكبريائه. لقد ولدنا. ولدنا في نصوص الأوائل الذين ما زالوا يقتسمون معنا ألم الولادة. ولدنا في طفرة الكائن الذي يخرج من شرنقته منفصلا عن شكله القديم. ولدنا بشكل قيصري. لكن القيصر الذي ولد بشكل غير عادي أمكنه أن يؤسس أمبراطورية مهولة. في صمتنا. في حلمنا. في توارينا. في ظلالنا. في ملامحنا التي تحمل تعب الرحيل، كنا فقط نبحث عن شجرة نقيل تحتها، عن فكرة تحمل احتراق وجداننا، عن ورق يقدمنا للآخر بكل ما يليق بنا من جدارة. ولم نتوقف عن مكابدة الارتقاء. ظهر شعراء وموسيقيون وتشكيليون ورائيون ومسرحيون ونقاد وحقوقيون ورياضيون. لم يتوقع البلد أن تكون البلدة بهذا الاقتدار، بهذا الحِلم، بهذا الغنى. ربما لا ندرك أننا خرجنا من سقف الحارة وحفر الشوارع وصراع المراهقين وثرثرة المتقاعدين، نحو قارة أسسناها بأنفسنا وناضلنا من أجل حقها في الوجود، ولم نتنازل عن عبق الهامش الذي يميزنا، ولم نتنازل عن ملوحة الأمنيات بين شفاهنا ونحن نصعد الأحراش القائظة نحو ضفاف اللغة التي لم نتوقف على جعلها تخترق الهتاف البلاغي الفارغ لكي تحمل همومنا وانتظاراتنا وما مات أسلافنا من أجله ولم يمنحهم القدر شرف الوجود. نحن هنا شبيهون بسعاة بريد. هنا نحمل بريد الفراشات التي لا ترتبط بذات معينة بقدر ما تدل على أننا نتموضع ما بين الوعي السعيد الذي يحمل العالم في قلبه كشهوة بسيطة لا تطلب غير إشباع عادي، وما بين الوعي الشقي الذي يحار ما بين إمكانات الفكر وعناد الواقع. ولدنا فقط لكي نحتفل، لكي نستمتع، لكي نتأمل مشهد الصباحات الضاجة بأصوات الناس، لكي يختفي من حدوسنا عنصر الموت وجزئيات العدم. ليس لهذه المدينة ما تقدم لكم غير هذا الابتهاج الطفولي بذواتنا وبانتسابنا للغة الإنسانية الأم: الشعر.

 

.شكرا للشاعرة. شكرا للجميع
 

ليأتي دور الناقد والروائي والقاص الأستاذ مصطفى لغتيري ليقدم مداخلة نقدية قيمة تتناول العتبات في ديوان بريد الفراشات , ورغم أن الوقت لم يكن يسمح بعرض كل مضامين مداخلته القيمة، فقد استطاع الأستاذ الناقد بحسه الإنساني الرفيع وبأستاذيته المتمكنة، من أن يقدم صورة شافية عن المجموعة من خلال عنوان مداخلته حيث تناول مدلول عنوان بريد الفراشات دون أن ينسى الكلام عن رمزية اللوحة التشكيلية التي تزين الغلاف وكذا مدلول اللون الأصفر الذي اختارته الشاعرة ليكون خلفية للعنوان واللوحة وهو يتحدث عن العتبات في ورقته كعنوان رئيسي للورقة كان يشير من حين لآ خر للصورة الشعرية في قصائد المجموعة .
 

بعد هذه الكلمة تقدم الى المنصة المبدع الزجال احميدة بلبالي لينوب عن الحاضر الغائب الناقد الفلسطيني أمين دراوشة ويتلو بعض الفقرات من ورقة نقدية طويلة في " بريد الفراشات " والتي سيتم نشرها مستقلة قريبا على صفحة الشاعرة نظرا لأهميتها وطولها .
 

وفي أخر ورقة نقدية في ديوان بريد الفراشات قدمها الأستاذ الناقد حسن أخرماز جعل من قصائد حسنة ساحة تتسابق داخلها كل الصور والمعاني بشكل جعل من بعض النصوص قواعد لإطلاق كل الأدوات الفنية نحو القياس. وهذا بالفعل يضيف الناقد جعل من ديوان "بريد الفراشات" بريد لكل إنسان لما يتضمنه من إسقاط قد ينفع في كل زمان ومكان.
 

ليأتي دور المحتفى بها الشاعرة حسنة أولهاشمي لتلقي كلمة موثرة جاء فيها :
السلام عليكم.. مساء الرقي مساء الشعر وأنا المحتضنة بين أرواح كريمة ،فوضى شعور تنتابني اللحظة، يصعب التخلص من سطوتها ، تغمرني نسائمُ بلدة تملكت عشقي وملكتُ عشقَها، ليس يسيرا أن تلج فضاء، ترى أثر خطوك المرتعش مايزال مرسوما على أرضيته، نعم ، هنا بدار الشباب 9 يوليوزكان الجسد النحيل يُفعل أولى أبجديات الحياة ، هنا كان شغفي بالكلمة ينمو ويكبر،بهذا الفضاء كنت تلك العابرة إلى دنى آسرة، وأزمنة معطرة بشعاع الحرية ، بكف أحمل ارتباك السؤال، وبآخر أقبض على شهوة الحلم..اليومَ يتوقف التاريخ للحظة وأنا على كرسيي الجامد الطريف، محاطة بأوفياء أبوا إلا أن يحركوا الزمان، ليخصب ميلادا فريدا، خُلص يصرون على تلوين وجودي بدهشة الإقدام والفرح والحياة.. إنه يوم المحبة أحبتي ولن أقول يومَ الشعر.. فالشعرمعنى سامي قبل كل شيء وهو قيمة نبيلة فوق كل شيء..وعنوان هذه القيم السامية أنتم ..هنا أقف وقفة إكبار وإجلال لجمعية ربيع تيفلت للإبداع والتنمية بكل أعضائها الأفاضل، ولجمعية الإشعاع الثقافي بكل أعضائها الأجلاء على سمو نبلهما، الفراشات وصاحبتها مدينة لكم بهذا الوفاء..لكم أقول برقيكم وبعمقكم الإنساني نكون وبدونهما حتما تفنى الروح التي تصمد وتقاوم لأجلكم ولأمثالكم..شكرا من عمق الروح لجهود هذه الجمعيات الثقافية التي تناضل لأجل الفكروالنماء، زادها القيم وحفنةَ نور، تُفعل تضحياتَها اللافتة بحب فيزهر الكون رقيا وارتقاء وعمقا إنسانيا نادرا..لكل القائمين على هذا الفرح أقول شكرا، شكرا تليق بقاماتكم الشاهقة .. أشكر بحرارة كل من حرك حبرَه واهتم بالفراشات ، سواء بقراءة نقدية أو كلمة أو شهادة تحية وتقدير: للأديب الفلسطيني الناقد أمين دراوشة الذي حضرت روحه المضمخة بخضرة شجر الزيتون وعطر دروب رام الله العتيقة ، الأديب المغربي الروائي مصطفى لغتيري الذي عهدنا وفاءه وسنده ودعمه ، الناقد الأدبي المبدع العميق الأصيل الأستاذ حسن خرماز، المبدع الزجال الفاضل الأستاذ ادريس الزاوي، الصديق الأب الروحي المبدع والقديس الأستاذ مولاي ادريس أمغار مسناوي والشاعر الزجال الراقي الأستاذ احميدة بلبالي، شكري لمن قدم كلمة عن الجمعيتين ومن سير وينشط اللقاء..الأستاذان الراقيان الشاعر العميق الأنيق سي محمد شيكي والشاعر الحليم الجميل عبدالحميد شوقي ..أشكر من تكبد عناء السفرللحضوربيننا، أدباء أوفياء أو ضيوفا كراما تقاسموا معنا متعة الحفل، شكري وتحيتي للمبدع الحكيم سي حسن بويريق الذي حضر لينثر رذاذ نبله في سماء تيفلت.. شكر القلب لعائلتي، رفيقة الأمل ومذوبة الألم، شكرا للمسؤولين على هذا الفضاء الغالي على قلوبنا..شكرا لبلدتي وكما أحب أن أناديها "الأطلسية الثائرة" تيفلت المجيدة الذي أهدتني طراوة الحلم يوما ووفت لسرينعانه..أكررشكري اللا متناهي لكل أعضاء هذه الجمعيات فردا فردا، وللحضور الكريم امتناني والورد.. ختاما أحبتي أقول: أنتم أجمل أجنحة من نور لفراشات قُدت من رهبة ولذة الاحتراق.. والسلام عليكم .

 

لتعم القاعو بعد ذلك تصفيقات حارة وقف معها الكل طويلا تحية وتقديرا للشاعرة .
وقبل الانتقال الى الفقرة الثانية من اللقاء الخاصة بالشهادات استمتع الحضور بفقرات موسيقية وغنائية للشاب سعد أكوليف تفاعل معها كل الحضور .

 

لتبدأ فقرة الشهادات بشهادة الزجال الكبير سيدي ادريس أمغار المسناوي والتي نوه فيها بخصال الشاعرة متحدثا عن العلاقة الروحية التي تجمعهما والمكانة المتميزو التي تحتلها لديه , ليأتي المبدع الزجال ادريس الزاوي ليتكلم في شهادة جد مؤثرة عن علاقته بعائلة أولهاشمي العريقة وكيف تعرف عن أعضائها ليتعرف من خلال ذلك بالمحتفى بها وهي طفلة لا يتجاوز سنها 13 سنة طفلة رقيقة لطيفة وليتعرف عليها بعد سنوات مبدعة لتتوطد بعدها علا قة الصداقة بينهما وتتقوى مع مرور الأيام مبينا المكانة التي يحتلها كل منهما لدى الآخر .
 

وقبل الانتقال الى الفقرة الأخيرة من الحفل الخاصو بتوقيع المجموعة قام العديد من أصدقاء الشاعرة بتقديم هدايا تذكارية تؤرخ للحدث وبعدها التحق الحضور الى المنصة لأخد صورة جماعية لينتهي الحفل بتوقيع ديوان " بريد الفراشات " .
 

ولقد ساهم في انجاح هذا الحفل اشخاص عملوا بجد وراء الكواليس وأخص بالذكر كل من الزجال الجميل ادريس فكري والأستاذ عبد الله أيت بولمان اللذان لم يبخلا بجهودهما من أجل أن يمر الحفل في ظروف جيدة الى جانب الأساتذة سي محمد شيكي وعبد الحميد شوقي وادريس الزاوي وكل اعضاء الجمعيتين .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص