الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تعز تغرق بـ«الحفر» وأعمال الترميمات في إجازة مفتوحة
حفر تعز
الساعة 02:33 (الرأي برس/ تعز - سلطان مغلس)

علاوة على كونها عاصمة للثقافة اليمنية، ينبغي أن تمثل مدينة تعز النموذج الأكثر حضارة والمدينة الأكثر جمالاً بين المدن الأخرى، إذ أن الثقافة كسلوك مجتمعي يجب أن يترجم على أرض الواقع، لكن الحال غير ذلك، شوارع المدينة الرئيسية والفرعية تعج بالحفريات المتفاوتة الحجم، أبزرها في شوارع وادي الدحي والمغتربين والتحرير الأسفل ووادي القاضي وغيرها.

 

المواطن يشكو من انتشارها وتوسعها، لكونها تفاقم من حدة الازدحام الخانق التي تعاني منها المدينة بسبب ضيق الشوارع أصلاً، والسائق يتألم من تلك الحفريات التي تعمل على التقليل من عمر مركبته الافتراضي وانهيارها السريع وتحمله لتكاليف باهظة.

 

ورغم حرص قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وتوجيهاتها الدائمة لمعالجة مشكلة الحفريات والاهتمام بمظهر المدينة وإبراز الوجه الحضاري للعاصمة الثقافية، غير أن حركة التنفيذ تتم ببطيء شديد واللائمة ترمي كالعادة ـ بحسب المختصين في الأشغال والطرق ـ إلى أزمة صرف التمويل وندرة الإمكانيات وعرقلة المالية لصرف المستخلصات أضف إلى ذلك عشوائية مؤسسة المياه في معالجة مشكلة المجاري والقطعيات العبثية التي تقوم بها بدون تنسيق مع الجهات ذات الاختصاص"الثورة" نزلت إلى وسط الشارع وعايشت عن قرب مشكلة "الحفريات المتزايدة" في تعز ونقلتها إلى الجهات ذات الاختصاص لمعرفة دوافع توسعها وخطوات معالجاتها:

 

مشكلة متراكمة

المواطن بلال محمد المنبري يقول: إن مشكلة الحفريات في شوارع مدينة تعز ليست وليدة اللحظة, هي متراكمة منذ وقت طويل ولكنها تتزايد يوماً بعد يوم وعملية الترميمات متوقفة منذ فترة طويلة لا ندري لماذا يتم التأخير والمماطلة في تنفيذها رغم أنها تعكس صورة المدينة لدى السائح أو لدى المواطن العادي.

 

وأضاف: مثلا أنا ساكن في منطقة عصيفرة جوار جامع السعيد, كانت هناك بعض الحفر الصغيرة مسبقاً لكنها تزايدت في الآونة الأخيرة بصورة مخزية والازدحام يتضاعف هنا بسبب الحفريات وتوسعها وننتظر من السلطة المحلية ومكتب الأشغال والطرق معالجة هذه الإشكاليات.. كما أن هناك أحد الشوارع تم افتتاحه قبل سنوات قليلة ولم يستمر أشهر بضعة حتى تم إغلاقه بسبب تفجر المجاري وإحداث حفريات واسعة وتدحرج الأحجار والمخلفات المختلفة.

 

تكاليف باهظة

ذي يزن نعمان شمسان الذي ويملك حافلة نقل أجرة قال أن مركبته أصيبت بأعطال عديدة نتيجة هذه الحفر المنتشرة في شوارع المدينة ما يتسبب ذلك بتكاليف باهظة لم أتمكن من مواجهتها.. مشيراً إلى أن الجميع: يعاني من هذه المشكلة المزمنة, وعلى السلطة المحلية ومكتب الأشغال والطرق حلها بصورة عاجلة، ولا ينبغي أن تكون تعز العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية تعيش هذه الصورة المأساوية والغير لائقة.

 

وأضاف شمسان إن أسباب توسع تلك الحفريات يعود إلى التلاعب وعدم الأشراف المباشر والصادق لأعمال الترميم والسفلتة التي تتم بصورة عشوائية ويتم التلاعب بها إضافة إلى عدم الصيانة وترك الحفر تتوسع بدون معالجات عاجلة.

 

معاناة دائمة

المواطن خالد محمد علي العزي قال: أنا ساكن في حي وادي الدحي, هذه الشارع منذ أن سكنت فيه قبل حوالي 10 سنوات والحفر موجودة فيه والمجاري منتشرة بكثرة حتى أصبح الكثير من المواطنين ينفرون من السكن في هذا الحي.. وكما هو واضح أن هناك إهمالاً متعمداً من قبل الجهات المختصة في إدارة مديرية المظفر ومكتب الأشغال وعدم عمل معالجات لهذه المشكلة.

 

غياب التنسيق

بينما يرى الطالب الجامعي عزالدين الصبري أن عدم التنسيق والتوأمة بين الجهات الحكومية الخدمية ( المياه والصرف الصحي ـ الكهرباء ـ الاتصالات) تتسبب بحدوث اختناقات بالشوارع والتسبب بالحفريات المختلفة، حيث تقوم مؤسسة الكهرباء بحل مشكلة تابعه لها فيما يأتي بعدها المختصون بمؤسسة المياه ويقومون بفتح حفر أخرى لذلك ومثلها الاتصالات وهو ما يسهم في إرباك العمل والتسبب بحفريات وإهمال الشوارع.

 

مشكلة عويصة

مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق المهندس فيصل مشعل قال: مشكلة الحفريات مشكلة عويصة وتؤثر فنيا على مستوى العمل في الطرقات والشوارع والأحياء، وأيضا تؤثر سلباً على نفسية المواطن وعلى مظهر وجمالية شوارع العاصمة الثقافية بشكل عام والتي يجب أن تكون شوارعها نظيفة ومرممة.. مشيراً إلى أن توسع تلك الحفريات بصورة كبيرة في شوارع المدينة وأحياءها المختلفة، يشير مشعل إلى أن ذلك يعود إلى تأخر وزارة المالية عن صرف مستخلصات أعمال الترميم منذ أكثر من 8 أشهر والتي تم إطلاقها قبل أيام قليلة بعد متابعات مضنية.

 

وأضاف أن نجلب تلك الحفريات: تنشأ إما بسبب قطعيات عشوائية من قبل المؤسسات الخدمية وخاصة من مؤسسة المياه وعدم إعادتها بشكل كامل وبالتالي يتم تسرب السيول إلى الطبقات السفلي من الشوارع الإسفلتية إضافة التسربات أو الطفح المستمر لعوادم الصرف الصحي جوار المناهل والي تمثل الأسباب الرئيسية لنشوء الحفريات، إلى جانب ضعف أعمال الصيانة حيث أن الطرق تحتاج إلى صيانة مستمرة خلال فترة معينة تحدد بشكل علمي.. وقد تجاوزت الكثير من الطرق تلك الفترة المحددة ولم يتم عمل الترميمات اللازمة لها ما ساهم في توسعها.

 

وذكر مشعل بأنه تم تنفيذ طبقه إسفلتية في شارع جمال قبل أشهر ولم يمضي عليها 3 أيام حتى نتفاجأ من المختصين في مؤسسة المياه بقطع الشارع بصورة عبثية غير منطقية.. ومع ذلك نحن: لسنا مقصرين في هذا الجانب ونطرق كل الأبواب لترميم الحفريات التي تمثل هماً كبيراً لقيادة مكتب الأشغال.

 

تأخر صرف المستخلص

وأكد مدير مكتب الأشغال والطرق السلطة المحلية بمحافظة تعز ممثلة بالأخ شوقي أحمد هائل تولي مسألة الترميمات اهتمام ورعاية دائمة، وسبق أن قد تم التعاقد العام الماضي مع شركة "سبأ" لترميم عدد من الحفريات في الشوارع الإسفلتية بالمدينة إضافة إلى ابرام عقد مع المؤسسة العامة للطرق والجسور بتمويل من صندوق صيانة الطرق ومن معتمد موازنة المحافظة لترميم الشوارع الأخرى وقد تم الرفع بمستحقاتهم إلى صندوق الصيانة وبالتالي إلى وزارة المالية وتأخر صرف المستخلص لعدة أشهر ولم يصرف الا قبل أيام بعدها بدأنا بالترتيبات اللازمة الفنية للبدء بتنفيذ الترميمات في الشوارع التي سيتم ترميمها مثل التحرير الأسفل وشارع الجامعة في نطاق المؤسسة العامة للطرق والجسور.

 

مشيراً إلى أن العمل سيبدأ في الشوارع التي تقع في إطار مسئولية صندوق صيانة الطرق مثل مناطق بيرباشا ـ الضباب ـ المطار القديم، جزء من شارع الجامعة ـ التحرير الأسفل ـ وادي القاضي اما الشوارع التي تفترض ان تقوم بترميمها شركة "سبأ" وفقاً للعقد الذي ابرم معها.. فهي ما زالت متوقفة دون ترميم حيث أن الشركة طالبت 10 ـ 20 مليون ريال قيمة إسفلت حتى يتم تنفيذ الترميمات والتزمت في حال توفير المبلغ المطلوب بتنفيذ أعمال الترميم في الشوارع التي تقع في إطارها خلال 10 أيام ونحن حاليا في صدد المتابعة وسيتم التنفيذ عند توافر المخصصات واعتماد لجنة المناقصات.. موضحاً بأن ترميمات الطرق الخارجية فقد تم الاتفاق حولها مع محافظ المحافظة وبحضور مهندس صندوق صيانة الطرق والمقاول المختص حيث سيقوم الصندوق بصيانة 12 طريق خارجي بطول 410 كيلو بتمويل البنك الدولي بكلفة مليار و800 ريال وسيبدأ التنفيذ خلال الفترة القليلة القادمة.

 

وفي مبنى السلطة المحلية بالمحافظة التقينا بوكيل المحافظة المساعد لقطاع الشئون الفنية والبيئية المهندس مهيب الحكيمي.. والذي بدوره أكد أن مسألة الحفريات تمثل هم كبير لدى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وتوسعت في الآونة الأخيرة بسبب شحة الموارد المالية وتأخر وزارة المالية بصرف مستخلصات الشركات التي تم إيكال مسألة الترميمات إليها, مشيراً إلى أنه: تم حصر كل الحفريات الموجودة بالمدينة وعلى نطاق كل مديرية ويجري حالياً البحث عن مصادر تمويل وتوفيرها وسيتم التنفيذ قريبا.

 

قصور في الصيانة

وأضاف: إن الطرقات لديها عمر افتراضي والصيانة مهمة ويجب أن تكون دورية, وهناك تقصير في مسألة الترميمات والصيانة ونعترف بذلك لكن المسألة أيضا مشتركة مع المواطن والمؤسسات الخدمية الأخرى.

منوها بأبرز الأسباب التي تعمل على إيجاد "الحفر" هي المجاري وقيام مؤسسة المياه بقطع الشارع لإصلاح طفح الصرف الصحي ولا تقوم بإعادة الترميم او تخل بالإعادة وبذلك تبدأ الحفر بالتوسع.. إضافة إلى استحداث المطبات العشوائية في الشوارع والتي تعمل على إحداث انعطافات وأيضا سيول الأمطار وعدم الصيانة الدورية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص