السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
النوبلية "توكل كرمان" تدعو الحوثيين إلى ترك السلاح والتحول إلى حزب سياسي
الساعة 23:50 (الرأي برس ـ متابعات)

دعت الناشطة الحقوقية اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الحوثيين ترك السلاح وتشكيل حزب سياسي من ثم الانخراط في العملية السياسية من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وإنهاء الحرب الدارة منذ شهور في البلاد وخلفت مئات القتلى والجرحى.

كرمان قالت في حوارها مع " هافينغون بوست عربي" إن الحديث عن أنها تبدل موافقها السياسية لا يعني مطلقا أنها متناقضة وإنما يعد أمرا طبيعيا وصحيا خاصة وأن موافقها مبنية على مدى قرب هؤلاء الأشخاص أو الحركات والدول من مبادئ حقوق الانسان والحريات التي تدافع عنها الناشطة اليمينة وهذا ما يجعلها تبدو ظاهريا متناقضة. لكنها في الجوهر ليست كذلك."

وأشارت الناشطة اليمنية إلى أن تغير موقفها من السعودية بعدما كانت ترى أنها خصما لها إلى حليف جاء بعد تغير سياسة الرياض من الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح الذي تعتبره كرمان السبب الأساسي في الدمار والخراب الذي وصلت إليه البلاد.

كما وضحت كرمان موقفها من الانتقادات التي وجهتها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وللرئيس محمد مرسي ودعمها لتظاهرات 30 يونيو /حزيران 2013 والتي كانت سببا في الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي الذي دافعت عنه بعد ذلك واعتبرته " مانديلا العرب".

عائلياً، تحدثت الناشطة اليمنية عن تعاملها مع أولادها الثلاثة ولاء و علياء وابراهيم وكيفية تربيتها لهم ومدى تدخلها في خياراتهم وحياتهم الشخصية، كما اعتبرت نفسها ناجحة في التوفيق بين انشغالاتها السياسية وحياتها الأسرية.

المرأة العربية الوحيدة الحائزة على جائزة نوبل، عبرت عن اهتماماتها الرياضية وقالت إنها تفضل لعبة كرة القدم وأيضا تشجع فريق برشلونة الإسباني.

إلى نص الحوار

تسافرين كثيراً لحضور فعاليات في عدة دول، هل يؤثر ذلك على أسرتك ويجعلك ناشطة أكثر من كونك أُماً أيضاً؟

اعتقد أنني نجحت في الموائمة بين كوني أم وناشطة، ولا أعتبر نفسي استثناءً، فهناك الكثير من المشتغلات في المجال العام نجحن على الصعيدين العائلي والعملي.

من يرعى أولادك حين تسافرين؟

عائلتي الكبيرة تهتم بهم، لاسيما أختي وأمي، كما أني أتواصل مع أولادي الثلاثة ولاء وعلياء وابراهيم أثناء سفري بشكل يومي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن سلوك أولادي على قدر كبير من الانضباط والاتزان، وهذا يجعلني أطمئن كثيرا إلى أنهم لن يشكلوا عبئا أو مشكلة لأحد.

هل أنت متمكنة من طبخ كافة الوجبات اليمنية، بما فيها السلتة والحنيذ والمندي؟

بصراحة المندي والحنيذ لا.

عادةً ما يعيش الأولاد حالة تمرد على الأم المشغولة؟ هل تمردوا عليك يوماً؟

لا أدرى ماذا تقصد بالتمرد، لكني أعطيهم فسحة كبيرة ليختاروا ما يريدون، وأهتم بتربيتهم على قيم الاستقلالية والحرية والاختيار الحر.

ما أبرز انتقاداتهم؟

أنا وأولادي أصدقاء جداً، لست منشغلة عنهم،أتابع تفاصيل احتياجاتهم النفسية والعاطفية والتربوية وغيرها.

كيف ترضين أولادك عندما يغضبون؟

أناقش اهتماماتهم أولا بأول، ولا أدعها تتراكم، وأشركهم في الحوار حول شؤونهم وحول شؤون البيت.

هل ترين دورك مقبولا في السياق الاجتماعي اليمني؟

إن كنت تقصد ما هو مدى القبول الاجتماعي لأنشطتي الحقوقية والثورية، فقد حظيت بمساندة شعبية واجتماعية كبيرة كان لها الفضل في كل ما أنا عليه. ربما من المناسب أن أشير إلى نقطة على قدر كبير من الأهمية، وهي أن البعض لديه معتقدات وتصورات سلبية تجاه وضع ومكانة المرأة في المجتمع اليمني، وهي المعتقدات والتصورات التي آن الأوان لمراجعتها بعد مشاركة النساء اليمنيات بكثافة في ثورة فبراير ضد نظام علي عبدالله صالح.

هل لك اهتمامات رياضية؟ هل تتابعين مثلاً مباريات كرة القدم العالمية؟ هل تشجعين فريقاً معيناً؟

نعم كرة القدم، وأنا من مشجعي نادي برشلونة الإسباني.

إذا أتيح لك يوماً أن تصبحي رئيسة لليمن .. هل تقبلين؟

ليس لديّ إجابة جاهزة لهذا السؤال، قبولي أو رفضي في حينه سيكون بناء على تقديري لإمكانية المشاركة في إحداث التغيير نحو الأفضل من داخل السلطة أو من خارجها.

من اعلامية إلى ناشطة الى نوبل.. ما الذي تغير في توكل؟

بقيت أهدافي ثابتة وتطورت مواقعي وأدواتي، أجد نفسي ناشطة مدنية، هكذا كنت وسأبقى في جل اهتماماتي وانشطتي.

وهل خلعك للنقاب تمرد؟

خلع النقاب خيار شخصي و لا يعد تمردا على شيء.

هل تعتبرين مواقفك متناقضة؟

لا، بل أراها متناغمة تماما مع ما أؤمن به من قيم ومبادئ تنتصر للحقوق والحريات وتناهض الفساد العام وتكافح إساءة استغلال السلطة، ومواقفي من الجهات والمكونات والأشخاص مرهونة بمدى قربهم أو بعدهم من القيم والمبادئ التي اعتنقها، هذا ما يجعلني أبدو ظاهريا متناقضة. لكنني في الجوهر لست كذلك. يريد البعض منك أن تنتقد ذلك الحاكم وذلك الحزب على طول الخط أو تمنحه الرضا دائما، وحين تشيد بموقف جيد يقوم به حينا وتدين موقفا سلبيا يرتكبه حينا آخر يعدونك متناقض، كأنك منحتهم صك دائم بالنزاهة حين اشدت بهم على موقف يستحق الإشادة. يحدث أن نراهن على جهات وكيانات لكن نصاب بخيبة أمل لاحقاً، وفي بعض الأحيان تأتي النتائج بما يخالف توقعاتنا، لا نتحمل المسؤولية عن ذلك، ولا ندعي أننا نعلم الغيب، لكن يجب أن لا نصر على مواقفنا إذا اكتشفنا خطئها.

يلاحظ عليك سرعان ما تنتقدين من كانوا محل اشادتك، كثيرون يعدون ذلك تناقض أليس لديهم حق في ذلك؟

أنا ناشطة حقوقية سأكون متناقضة حين أساند الحقوق والحريات حينا، وأدعو إلى مصادرتها حينا آخر، أما حين أبقى على موقفي الثابت المساند لحقوق المدنية والسياسية للناس، فأنا لست متناقضة، بل منسجمة ومتناغمة مع نفسي، الجهات أو الأشخاص الذين يبدون مواقف متناقضة هم من يجعلونني أتخذ مواقف متقلبة تجاههم، تارةً بالإشادة وتارةً بالنقد والادانة. سأمنحك سرا يتعلق بالطريقة التي أتخذ بها مواقفي، ليس لديّ خصوم إلا أولئك الذين يعادون القيم الإنسانية، والذين يهدرون كرامات الناس.

كانت السعودية خصما فأصبحت حليفا؟

حين تغير موقف السعودية من المخلوع علي صالح ومن الثورة المضادة في اليمن تغير موقفي منها.

ودعمت 30 يونيو في مصر ثم هاجميتها؟

لازلت أرى أن هناك فرق بين 30 يونيو وانقلاب 3يوليو، ليس كل من خرج في 30 يونيو ثورة مضادة، كثيرون خرجوا للمطالبة بالشراكة وانتخابات مبكرة في حين قوض انقلاب 3 يوليو كل فرص الشراكة ونسف مكتسبات ثورة يناير، وقضى على الشراكة والانتخابات معا، استغلال الانقلابين لجماهير 30 يونيو لا يعني أن جماهير30 يونيو جماهير انقلابية أو أنها كانت تدرك بأنها جزء من ثورة مضادة سيكون من أبرزها عودة حكم الفرد، والدولة البوليسية.

وهاجمت مرسي طوال حكمه ثم اعتبرته مانديلا العرب؟ كيف تفسرين ذلك؟

موقفي من الرئيس مرسي قبل وبعد 30 يونيو ومن معارضيه قبل وبعد الانقلاب يقدم دليل على أنني أتخذ مواقفي تبعا لما أعتنقه من مبادئ، أدور معها حيث دارت، وليس تبعا للجهات والاشخاص، طالما مرسي رئيس فليس من العيب أن يتم انتقاده، ننتقد الحكام ليس فقط على إساءاتهم، بل أيضا على تعثرهم وفشلهم في تحقيق الأهداف بسرعة أكبر وبكفاءة أعلى وإن كانت الامكانيات أقل. حين ينجز الحاكم شيء يجب أن يقال له كان بإمكانك أن تنجزه بصورة أفضل، لكن حين لا يفعل، وحين لا ينجز يقال له: أنت فشلت في تحقيق الانجازات، يجب أن يقال له ذلك، وليسقط حين يرتكب فسادا، أو حين يسيء استغلال السلطة.

هل لا زلت ترين أن انتقادك الحاد للرئيس مرسي كان مبرراً؟

انتقادي للرئيس مرسي ومعارضتي له كان محكوما بعدة اعتبارات كوني من ثوار الربيع وكوني اعتبر ضمن تيار الإسلام السياسي، طالبته بتقديم تنازلات أكثر لأنني كنت أتوقع فشله بسبب تلك الحملة التي وجهت ضده سواء كانت بالحق أوالباطل، وأرى انعدام مشاركة بقية الأطراف في الحكم سيساهم في فشل الحياة الانتقالية بشكل عام، وسيكون لذلك عواقب كبيرة على مصر العروبة ومصر أكبر دولة عربية، وعلى الربيع العربي على تجربة تيارات الإسلام السياسي في المنطقة.

كأحد رموز الثورة ما الذي كان يجب ان يتم عقب الثورات؟

كواحدة من ثوار الربيع العربي لديّ فلسفتي الخاصة في المشاركة في الحكم أثناء الفترات الانتقالية، كنت أؤمن ولا زلت بأن إدارة الفترة الانتقالية يجب أن تقوم على أساس الشراكة، وتبعا للشرعية الثورية وليس بناءً على الانتخابات. أثناء الفترة الانتقالية يجب أن يتم اولاً انجاز الدستور والتشريعات اللازمة للدولة المدنية بالتوافق، ثم يتم تداول السلطة لاحقا عبر الانتخابات التي يتم اجراؤها وفقا للدستور الجديد.

وما الذي تأخذينه على التجربة المصرية بناء على فلسفتك هذه؟

في مصر تم الذهاب للانتخابات وإلى الشرعية الانتخابية قبل انجاز الدستور والمؤسسات الديمقراطية الضرورية بطريقة توافقية، وهو الأمر الذي أحدث تصدعات في صفوف الثوار. ولذلك طالبت مرسي بكفالة الشراكة الوطنية في الحكم وحمّلته وحركة الاخوان مسؤولية الفشل والانقسام في الشارع المصري، وهو انقسام كان سيكون طبيعيا بعد الفترة الانتقالية،. وعندما تم تقويض الشرعية الانتخابية والثورية معا، وتم الانقلاب على الشراكة والمشاركة بكافة أنواعها كان من الطبيعي أن أرفض ما حدث، وأرفض الإطاحة بمكتسبات ثورة يناير وما حققته من هامش حقوق وحريات كانت مكفولة بشكل واسع أثناء حكم مرسي ولم يتبق منها شيء الآن.

ألا ترين أن معارضتك لمرسي ثم وصفه منديلا العرب تناقض؟

المتناقضون ومن لا يمتلكون مشروع مدني واضح، هم من عارضوا الإخوان ومحمد مرسي على طول الخط وهم في السلطة، واستمروا في معارضة الإخوان حتى حين أصبحوا في المعتقلات والمقابر وما ثمة شيء تحقق مما كانوا ينتقدون الاخوان عليها. وهم أيضاً من يساندون الإخوان على طول الخط حتى وهم يفشلون في بناء شراكة وطنية لحكم مصر، واتخاذ الإجراءات السياسية واقامة التحالفات الكفيلة بإزالة الانقسام الحاد في الشارع المصري. لقد انتقدت الإخوان عندما كانوا في السلطة، وأجدني الآن أدافع عنهم، لأنهم مظلومون ودون حريات وحقوق أساسية.

أنت أكثر من يتعرض للهجوم من حاملي نوبل، هل تستمعين بكونك مثيرة للجدل؟

الحائزون على نوبل دائما مثار جدل. ولا اعتقد انني اكثرهم، الانتقاد أراه أمرا طبيعيا، ولا يزعجني الهجوم ولا ينال مني، ودائما ما أضعه في سياقه الطبيعي، أدرك أن بعض الانتقادات التي توجه لي ممنهج، وبعضه يأتي في إطار النقد والتقييم المطلوبين في كل الأحوال.

رسالتك لزعيم جماعة الحوثي عبد الملك؟

سلم كافة الأسلحة التي لديك للسلطة الانتقالية التي توافقنا عليها وانسحب من كافة المناطق التي تستولي عليها لتغدو الدولة وحدها ممثلة بالسلطة الانتقالية صاحبة الحق الوحيد لامتلاك السلاح وفرض السيطرة والسيادة، تحول انت واتباعك إلى جماعة سياسية لا تزوال القوة والعنف لتحقيق أهدافها، افعل ذلك من أجلك ومن أجل الوطن، تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ومعا نحن يمنيين بامكاننا أن نذهب مع بعض للاستفتاء على الدستور وللانتخابات المختلفة ولنكن شركاء في الحياة السياسية والعامة، وعليك أن تعرف أن شعبنا لن يقبل أن يحكم بالقوة، شعبنا شعب عظيم لن يقبل أن يحكم بالقوة أو الغلبة لا هو ولا لا دول الإقليم ولا العالم، فاختار السلامة.

كيف ترين تصرفات علي عبد الله صالح الأخيرة، وما رسالتك له؟

أقول للمخلوع صالح اترك الانتقام بحق هذا الشعب، اليمن بلد كبير وشعب عظيم، وهو ليس من مقتنياتك الشخصية، أنت تسلك سلوكا شيطانيا بحق هذا الشعب الذي بالغت في امتصاص خيراته، وحولته إلى ملكية خاصة لك ولعائلتك خلال حكمك الذي دام 3 عقود من حكمك العبوس، ولا زلت تواصل تدميره، والانتقام منه ومن ثورته عليك التي خلعتك، وتحولت بفضل هذه النفسية المدمرة الانتقامية إلى بيدق صغير حقير في مشروع غزو يقوض بلدك يحتلها، ويحتل عاصمتها ويحتل محافظاتها الواحدة تلو الأخرى، بل مشروع استكباري يقوض المنطقة والعالم، للأسف الشديد هذه نهاية مأساوية لك لن يغفر لك الشعب اليمني كل جرائمك بحقه ومن يزرع الشر يجد بالتأكيد عواقبه الوخيمة.

رؤيتك لتحقيق السلام في اليمن

وقف اطلاق النار وبنفس الوقت يتم سحب الأسلحة من الميليشيا وانسحابها من جميع المدن التي استولت عليها وعودة الدولة لبسط نفوذها في كافة التراب الوطني، بحيث تكون الدولة وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح، ثم بعد ذلك الذهاب للاستفتاء على الدستور واقامة الانتخابات المختلفة الشاملة لكل مؤسسات الدولة الفيدرالية التي نريدها، انتخابات محلية واقاليم وبرلمان ورئاسية، يشترك فيها الجميع بما فيها الميليشيات التي نطالبها بأن تصبح حزبا سياسي، يتخلى عن العنف بلا سلاح ولا ينازع سيادة الدولة ولا يسعى لتحقيق اهدافه عبر العنف والقوة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص