الخميس 10 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 8 اكتوبر 2024
يعيش وأسرته نازحين في خيمة: مصاب بتليف الكبد وشلل نصفي
الساعة 18:45 (الرأي برس/ نبيل الشرعبي)


بعد أن كان يلقب بالدوش، نسبة إلى قوة ناقلات الدوش القديمة التي كانت تنتشر بكثرة في المحافظات الجنوبية، بعد أن كانوا ينادونه كذلك لفتوته وجسمه الضخم، وصار الأن لا يستطيع تحريك أسفل قدمه اليمنى، إلا بالكاد للتحكم بدواسات سيارة أتوماتيكية، تحولت من مصدر لكسب لقمة العيش الكريمة، إلى كابوس سرق لقمة العيش تلك، والتي هي في الأصل معدومة.

 مليون ومائتي ألف ريال يمني، إجمالي ما تبقى من قرض أخذه لشراء السيارة الأتوماتيك، للعمل عليها كمصدر لكسب لقمة عيش كريمة، ومنها يسدد ما عليه من أقساط القرض، لكن القدر لم يكن لطيف به، فصارت السيارة شبح أو لص يسرق لقمة العيش الكريمة، التي تعد في الأساس معدومة.

فكم هو بائس أن يكون حال أسرة يعيشون نازحين في خيمة، وأب ليس لديه وظيفة حكومية، ولا حالة تأمين اجتماعي، ويعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، وكاهله مثقل بديون للأخرين، وفوق هذا معاق نصفه السفلي، جراء مرض وراثي يصيب بعض من أفراد الأسرة ما بعد سن الثلاثين، وكان قدره أن يكون أحد ضحايا هذا المرض.

سلطان احمد اسماعيل الدوش.. ملخص لهكذا حالة، بل ويزيد بكثير عن هذا.. الملقب الدوش رجل خمسيني العمر، بدأ حياته بسيطاً يقطر وميض روحه، ليرسم تضاريس حياة سعيدة لأسرته ولمن حوله.. كان لا يتوقف عن تحسس أرواح البؤساء ومساندتهم، عندما كان قادر على العمل، أي إلى ما قبل ما يقارب عقد ونصف من الزمن.

منذ طفولته المبكرة، لم يدع للوقت أن يسجل في تقويم ايامه- نقصد هنا الدوش، أن هذا الملقب بالدوش، قد مر عليه بضعة أيام وهو لا يعمل ويكافح، ليعيل أسرته الأولى أم وأب واخوان، تلك الأسرة التي كانت تعيش على قليل من أمل الرزق، في قرية نائية في محافظة تعز..

وبعد أن رحل والديه عن دنياهم، وصار اخوان الدوش قادرين على العمل واعالة أنفسهم، بدأ الدوش بتأسيس لبنة حياته الشخصية الأولى بالزواج، والانتقال إلى صنعاء، ولم يعرف الخمول طوال أكثر من عقدين من الزمن، إلى أن رزقه الله أول بشارة الذرية، وفيما كانت الظروف تزداد بؤساً، كان الدوش يجهد نفسه أكثر، ودون أدنى شكوى أو تذمر من قدره البائس.

ووسط ظروف صعبة وجد الدوش نفسه أمام اختبار قاسٍ للغاية، فعمد إلى جمع كل ما كان قد جمعه طوال فترة عافيته، وحلي زوجته ولجأ إلى من يثق بهم لضمانه لدى أحدى الجهات للحصول على سيارة  يسدد قيمتها بالتقسيط، وجمع مبلغ مالي اشترى به سيارة، وبدأ يعمل عليها، وهو بالكاد يحرك مقدمة قدمه اليمنى للتحكم في دواسات السيارة الأتوماتيكية، لكسب لقمة عيش كريمة، ومنع النظرة إليه بعطف أو الاضطرار إلى مد اليد، وتسديد الأقساط.

وكان يعمل ليل نهار، رغم حالته الصحية الحرجة، جراء شلل نصفه السفلي، ويوزع ما يكسبه من دخل ثلاثة أجزاء، الأول لتسديد الأقساط الشهرية التي عليه، والثاني للسيارة والثالث لأسرته، وظل هكذا لفترة وجيزة ليتنزل عليه قدر بائس بل أكثر بؤساً.

في إحدى الأيام، سمع صوت غريب يصدر من الاطار الخلفي، وفتح باب السيارة ليرى ما الصوت، ونظراً لحالته الصحية لم يستطع تمالك نفسه وسقط من السيارة، ولأنها أتوماتيكية بمجرد أن ترتفع القدم الضاغطة على المكابح،  تستمر السيارة في التحرك، ولذلك وظلت تسير وهو مرمياً على الأرض، وحدث لها أضرار بل في الأصح انعدمت.

فكم هو بائس أن يكون حال أسرة بأكملها مثل حال الدوش.. وليس لديه وظيفة حكومية، ولا حالة تأمين اجتماعي، ويعيل 8 أفراد، وحالته المادية معسرة للغاية، وكاهله مرهق بمبلغ مليون ومائتي ألف ريال، هي ما تبقى من أقساط السيارة، والتي تحولت إلى كابوس يستنزف لقمة العيش التي كانت معدومة في الأصل.

ويا ليت الأمر توقف عند ذلك المستوى، وإنما أضيف إلى ذلك، قدر أخر بائس.. فقبل سبعة أشهر، وجد الدوش نفسه في العراء بعد تدمير المنزل الذي كان يسكنه بالإيجار في أمانة العاصمة – منطقة فج عطان، وبسبب القصف الذي تعرضت له المنطقة، كان عليه أن يترك مكان اقامته ومغادرته خالي الوفاض.

ولم يتمكن الدوش من حمل أدنى شيء من منزلهم، نظراً لإعاقة نصفه السفلي، وعدم وجود من يقوم بحمل ما يملك من أثاث وأدوات مطبخ، متواضعة للغاية، كانت اسرته تستعين بها في تدبير حاجتها من الطعام، وظل على الرصيف إلى أن علم به صديق له، فبادر إلى مساعدته على السفر والعودة إلى قريته، خالي الوفاض، وهو من ذلك الحين إلى اليوم، يعيش وضع إنساني صعب للغاية.

فقد عاد قريته – بلدته المعافر الواقعة ضمن جغرافيا محافظة تعز، وهو لا يملك منزل، لأن منزل والده القديم تهدم، ولم يكن هناك من حل غير نصب خيمة والسكن فيها وكذلك.

والشيء الاخر هو أن سلطان مصاب بتليف الكبد، ويعاني من عاهة في القلب، إضافة إلى عاهة الشلل النصفي، ويحتاج إلى عناية صحية، فيما صار أمر الحصول على لقمة العيش، أمر صعب للغاية، والاقسى من هذا هو مع  أن لقمة العيش، هي في الأصل معدومة، أضحى في ظل بقاء الأقساط قائمة توفرها أمر محال.

فليتخيل كل متعاف وقادر على العمل وميسور الحال، أنه يقف مكان هذا الأب والإنسان العزيز والكريم، ليتخيل كيف ستمر عليه اللحظات، وهو في مثل وضع هذا الاب الذي تقطعت به الأسباب.

منظمة اساس وهي تعمل على جمع معلومات على الحالات الإنسانية، التي تحتاج إلى عون ومساندة عاجلة، ضمن برنامجها الهادف إلى مساعدة الحالات الأكثر تضرراً، في ظل الوضع الإنساني العام للبلد، عايشت مرارة هذا الإنسان.

وهي إذ تنقل هذه الحالة، تؤكد أنها حرصت على عدم نقل تفاصيل كثير من معاناة الدوش، لأمور خاصة تتعلق بكرامة الإنسان.. كما تؤكد أنها ليست اكثر من وسيط لمن يرغب من فاعلي الخير في عونه، إذ ستقوم بإيصاله إلى صاحب الحالة للتأكد من حالته وأنها أكثر مما جرى وصفه وذكره... للتواصل لمساندة الحالة: 777166343.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص