- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
تحول الحج من فريضة دينية كانت يوماً من الأيام متاحاً للجميع, إلى سلعة تجارية باهظة الثمن لا يقدر
على اقتنائها إلا الأغنياء والأثرياء, أصبح هذا الشيء ظاهراً وواضحاً للعيان من خلال تفشي وازدياد
الشركات والوكالات التجارية العاملة والمتاجرة في مجال الحج.
اليوم وفي ـ ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الحج ـ لم يعد الفقراء ومحدودو الدخل من
الفئات الفقيرة والمهمشة وحتى أبناء الطبقة المتوسطة, لم يعدوا قادرين على أداء فريضة الحج ولقد
أضحى الحج ـ بالنسبة لهم ـ حلماً باهظ الثمن.
مواطنون وعلماء دين قالوا لـ "أخبار اليوم" في هذا التقرير إن المغالاة في الحج محرمة تحريماً دينياً
ولا يجوز استغلاله من أجل الربح الدنيوي الزائل.. إلى التفاصيل:
تحول من فريضة دينية إلى سلعة تجارية باهظة الثمن..
الحج.. حلم باهظ يراود الفقراء
تقرير/ محمد علي المقري
كان الحج زمان وقبل أن يتحول إلى تجارة وقبل أن تبالغ الجارة الشقيقة في إيجاد الصعوبات والعراقيل
والتعقيدات الخاصة به, وقبل أن يتكاثر وتتوالد وتتناسل الشركات والوكالات الهامة فيه, كان قبل ذلك
الحج سهلاً ميسراً للفقير قبل الغني وكان أداء فريضة الحج مفتوحاً للجميع.
يقول الحاج/ أحمد علي ـ 61 عاماً ـ أديت فريضة الحج زمان ولم نعاني مما يعاني منه الحاج اليوم من روتين ممل كالذي يحصل اليوم من مراجعة ومتابعة وحاجات سيحاسب عليها المسؤولون والقائمون على الحج, لأن هذه فريضة ربانية وليست سلعة تجارية تبالغ فيها وترفع من ثمنها..
يضيف الحاج أحمد قائلاً: كانت تكاليف الحج في ذلك الوقت لا تصل إلى الخمسة آلاف ريال يمني وكنا
نحج بالبطائق ولا نحتاج إلى ما يسمى اليوم تأشيرة حج, وقال كان اليمني في ذلك العهد له امتيازات
كبيرة بحكم الحوار وروابط الأخوة التي كانت تربط بيننا وبين إخواننا آل سعود, وأضاف ـ متنهداً ـ أما
اليوم فقد تغير الحال وأصبح البعيد كالبنغالي والهندي له أفضلية وامتيازات أفضل من الجار اليمني.
حج خمسة نجوم
حجاج اليوم ليسوا من أبناء الطبقات الفقيرة وليسوا من سكان العشش والديم, وليسوا من الجنود
والعساكر ولا من المدرسين ولا الموظفين, ولا من الفقراء والمساكين, أتدرون من هم حجاج اليوم؟!
رافقونا في هذه الرحلة لتعرفوا من هم من واقع وكالات وشركات الحج.
عند وصولنا إلى عدد من الشركات والوكالات العاملة في مجال الحج وبعد أن تعاون أصحابها معنا في
اطلاعنا على أسماء الحجاج في هذا العام والعام الذي قبله وجدناهم جميعاً حجاج خمسة نجوم فمنهم
الوزير والشيخ والمحافظ ورجل الأعمال والضابط الكبير وكلهم أثرياء ومنحدرون من طبقات المال
والأعمال ومنهم المقاولون والصرافون وأصحاب الأراضي والعقارات وأيضاً وجدنا بينهم أسماء متهمة
بالسطو على أراضي الغير ونهب المال العام, تعبنا وتعبت عيوننا ونحن نبحث في سجلات هذه
الشركات لعل وعسى نعثر على اسم حاج من ذوي الدخل المحدود أو من الفئات الفقيرة والمهمشة فلم
نجد نهائياً.
أسباب العزوف
حج بيت الله العتيق ـ مكة المكرمة ـ أضحى حلماً صعب المنال عند الفقراء ولأسباب عدة عزف الكثير
من اليمنيين عن أداء فريضة الحج نذكر منها:
تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد وتفشي الانفلات الأمني.
ـ إنهيار الريال اليمني أمام العملات الأخرى.
ـ ارتفاع نسبة الفقراء وإزدياد المجاعة
ـ الصراع اليومي لذوي الدخل المحدود والفقراء من أحل توفير رغيف العيش.
ـ الغلاء وغياب الدور الحكومي في تقديم رؤية اقتصادية تضمن للبلاد استقراراً اقتصادياً.
ـ تحول وزارة الأوقاف من وزارة قائمة على الحج وخدماته إلى وزارة متاجرة به.
ـ الصراعات السياسية والحروب والفساد المستشري في أجهزة الدولة.
ـ وأولاً وأخيراً عدم وجود دولة بكل ما تعني الكلمة.. دولة تشبع ولا تجوع, وتؤمن ولا تخوف, تحمي
ولا تنهب, تحرص ولا تهمل, تسهر ولا تنام.
لتلك الأسباب ولغيرها لم يعد الكثير من اليمنيين قادرين على أداء فريضة الحج.
حلمي.. أحج
التقينا بالوالدة قبول الحبيشي "45" عاماً.. سألتها هل حجيتي ردت قائلة": من أين يا ولدي الحالة صعبة
والوضع ما يسمحش وظروفنا المعيشية والحياتية لا تسر و يا الله نقدر على توفير الغذاء لبطوننا.
وقالت: حلمي أن أحج ولكن أرى أن الموت قريب لي من تحقيق هذا الحلم, وقالت لو أبيع كل ما أملك
فلن يوفر لي تكاليف الحج إلى قريتي فما بالك بالحج إلى مكة!
صحيح أن الحج لمن استطاع إليه سبيلا, لكن لا يجوز وليس جائزاً أن يظل حكراً على فئة دون أخرى,
فالله عزوجل أمر بالتسهيل ولم يأمر بالتعسير, لذلك ـ وحتى لا يكون الحج سياحة يمارسها الأغنياء
ويتفاخرون بها ـ وجب على الدولة إعادة النظر في هذا الموضوع الهام ومناقشته بكل جدية وبذل
الجهود المضنية من أجل أن يكون حج بيت الله في متناول الجميع بدون صعوبات أو عراقيل أو مبالغات
أو تعقيدات لأنه من المفترض على القائمين على الحج أن يعملوا على المقاربة بين العبد وربه, لا أن
يكونوا سبباً في تنفير الناس من الحج والتفريق بينهم وبين ربهم.
الطريق إلى مكه
المواطن/ علي محمد شايع "55" عاماً قال أنا لم أحج إلى الآن وعلى الملك عبدالله أن يساعدني على
تيسير الحج وأدائه, فمثلما عمل على طبع المصاحف وتوزيعها بالمجان فلماذا لا يعمل على مساعدة
الفقراء على أداء الحج؟!.. "أخبار اليوم" تطرح ما قاله المواطن شايع على طاولة السفارة في صنعاء
ولتنقله إلى جلالة الملك.
المواطن عبدالله الشغدري ـ "57" ـ عاماً قال نفسي أن أحج, لكن الحج في هذه الأيام عملة صعبة
وبالدولار والريال السعودي وإحنا ما بش معانا لا دولار ولا ريال سعودي, معنا ريال يمني ناهي يكفي
حق لقمة عصيد!
سعيد محمد النهمي قال: أصبح الطريق إلى مكة أبعد من الطريق إلى كوبا, مكة قريبة منا ونحن ندعو
الله عزوجل أن يحاسب ويعاقب من كان السبب في تبعيدها عنا وحرماننا من الحج, وأضاف: عندما
تنظر لمن حولك من حجاج اليوم فستجدهم كلهم من الأغنياء, وقال ـ متحسراً ـ حتى الحج صادروه
علينا وأصبح خاصاً بهم وحدهم وبكى وقال: يارب ماذا يحدث؟!
ولمعرفة رأي رجال الدين من العلماء حول ظاهرة اقتصار الحج على الأغنياء دون الفقراء, كان لا بد
أن نأخذ رأي البعض منهم, فالتقينا بالشيخ/ يحيى المهدي الذي قال:
المغالاة في فرض من فرائض الله محرمة تحريماً دينياً, فمن الكبائر أن يتم استغلال الحج استغلالاً سيئاً
من أجل تحقيق مكسب مادي ونيل ربح دنيوي زائل, ويجب على ولاة الأمر أن يسعوا إلى تبسيط مسألة
الحج وتسهيلها للناس, وقال: الغلاء العالمي الذي يتحدثون عنه يجب أن لا يصل إلى المغالاة في تكاليف
الحج.
أجور النقل
الباحث والداعية الديني محمد الحاتمي قال إن تكاليف أداء الحج في الوقت الحالي باهظة ومرتفعة جداً
وهو الأمر الذي لا يقدر عليه أصحاب الدخل المتوسط والفقراء, وقال لماذا لا تقوم الجهات المختصة
والمسئولة عن الحج بتخفيض أجور النقل وتكاليف الحج للفئات الفقيرة بالمجتمع, والعمل من أجل خدمة
خاصة للفقراء و إيجادها لكي تساعدهم على أداء فريضة الحج.
وقال الحاتمي: وجدت جمعيات تعمل على مساعدة الفقراء على أداء الصيام, ووجدت جمعيات تساعد
الفقراء في بناء مساجد لهم من أجل أداء الصلاة فيها, ولكن لا ندري لماذا لا توجد جمعيات تعمل على
مساعدة الفقراء على أداء فريضة الحج وهذا من الواجب لأن الدين الإسلامي دين تكافل وتعاون, محبة
وتسامح.
الحج غالي
أم وائل الصبري ـ أرملة ـ زوجها عسكري استشهد وهو يؤدي الواجب قبل عدة سنوات وقد قالت بأنه
أوصاها بأن تحج له, ونظراً لظروفها الصعبة ولمرتبها الذي قالت إنه لا يكفي لمصاريف البيت, فهي
ليست قادرة على الحج لزوجها العسكري الشهيد, لأن الحج كما قالت غالي.
///////////////////////
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر