الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"الحسوة" بعدن.. غياب الخدمات يُنغِّصُ الحياة
الساعة 18:38 (الرأي برس-فهمان الطيار)



ذهبنا منطقة الحسوة- إحدى مناطق مديرية البريقة بمحافظة عدن- لنرصد تفاصيل واقعها سيما أن هذه المنطقة تشهد كثافة سكانية عالية.

 

  حيث يعاني سكان هذه المنطقة من العديد من المشاكل، التي تنغص على حياتهم، وتجعل أيامهم صعبة للغاية في ظل ظروف الحياة القاسية التي تعانيه بعض الأسر إذ يواجه الأفراد والمجتمعات المحلية بالأحياء والمناطق الشعبية تحديات خطيرة في نضالهم للبقاء..
زرنا  "منطقة الحسوة" تفتح لنا صفحات للحديث عنها عند ولوجنا أول مداخلها ..

 

لكن حرارة الشمس لم تمهلنا كثيراً لتقتادنا خطانا إلى جوانب المنطقة ونستطلع الكثير عن كفاح هؤلاء الجماعة من الناس واصلنا التجول قليلاً..

 

ما لمسناه كان مؤسفاً فهذه المنطقة تعاني من انعدام النظافة في شوارعها وأزقتها وانتشار المجاري بين مساكنها التي لم يتم ربطها بقنوات الصرف الصحي, وهناك في الحسوة أطفال يفتقرون إلى منتزه يتنفسون فيه وشيوخ يحلمون بهواء نقي.. فإليكم بعض من تفاصيل ما استطلعناه في سطور هذا التقرير:
مشاكل أخرى

 

كالعادة لـ"أخبار اليوم" قامت برصد معاناة وهموم مواطنين ترتسم في وجوههم صور البؤس والمعاناة بما يحل عليهم دون التفاتات تذكر, فهم يعيشون حياة بسيطة, معتمدين بذلك على البحر في صيد الأسماك إضافة إلى الأعمال ذات الجهد البدني المتمثل بالمقاولات والبناء وكذا الاستفادة من المواشي ممن لديهم.

 

لكن هذه الأعمال لم تفِ بمتطلبات الأسر- حد قولهم، ومع كل هذا فقد قبلوا بهذا الحال إلا أن هناك مشاكل أخرى زادت من المعاناة تتمثل في انقطاع الماء وغياب النظافة عن الحارات وانتشار المجاري فاقمت المشاكل, إضافة الى غياب المراكز الصحية عن المنطقة.

 

إهمال المعنيين

 

غياب النظافة بسبب الإهمال التي تشهده هذه المنطقة زادت فيها أكوام النفايات المنتشرة في كل أرجاء وأزقة حارات المنطقة, يقول أحد المواطنين" هناك تسيب وإهمال كبير من قبل الجهات المعنية, أكياس القمامة مرمية أمام أبواب المنازل وسيارات النظافة لم تصل إلى الحارات وإنما تصل إلى أماكن محددة,

 

وفي أغلب الأوقات يقوم الأهالي بجمع القمامة مستعينين بذلك بعمال على حسابهم الشخصي, ويقوموا بإخراجها إلى الشارع العام إلى الأماكن المخصصة لها".

 

ويضيف" وفي بعض الأماكن في الشارع العام تم منع رمي القمامة فيها بسبب استحداث بناء جديد في هذه الأماكن, كما يوجد إهمال وقصور من قبل بعض المواطنين الذين يقومون برمي القمامة بجانب منازلهم وبطريقة عشوائية وذلك نتيجة غياب الصناديق الخاصة بصندوق النظافة في حواري منطقة الحسوة".  

 

لا استجابة

 

 يؤكد السكان أنهم تقدموا بمطالبات ومناشدات عديدة إلى الجهات الرسمية لكنها لم تلق أي استجابة لحل هذه المشكلة التي قد تسبب لهم الأمراض التي تنقل عبر البعوض, يواصل غانم" أما ما يتعلق بالصرف الصحي حدث ولا حرج, أنا أول الشاكين من هذه المشكلة لم يتم ربط المجاري بقنوات الصرف الصحي

 

حيث أن كل منزل لديه بيارة خاصة به وأغلبها مكشوفة ما جعل البعوض و الحشرات تتواجد بكثرة, وعند ما تمتلئ هذه البيارات نقوم باستئجار (البوز) لشفط مياه المجاري حيث تكلف المواطن 5 آلاف ريال".

 

ويضيف" كثير من المواطنين لم يستطيعوا دفع هذه المبالغ كون الحالة المادية لا تسمح, وما نعاني منه في أغلب الأيام لا نجد سيارات الصرف الصحي التي تقوم بشفط هذه المياه ما يجعلها تتسرب إلى الطرقات, مسببه بذلك عرقلة للمارة وكذا روائح كريهة".

 

شكوى الصحة

 

منطقة الحسوة المكتظة بالسكان يوجد فيها مجمع صحي واحد يقول المواطنون" إنه خالٍ من أي مستلزمات طبية يمكن أن يستفيد منها المريض, وهذا ما يجعلهم يلجئون إلى العيادات الخاصة, وبتكلفة عالية, التي لم يستطع العديد من المواطنين تسديدها بسبب الأوضاع المعيشية التي يعيشونها.

 

مشكلة الماء

 

أيام مضت وأخرى توالت والمواطنون في منطقة الحسوة يعانون انقطاع الماء عن منازلهم, في الشهر بضع ساعات يأتي فيها الماء وفي الساعات المتأخرة من الليل" وهنا يروي لنا مواطن آخر تفاصيل هذه المعاناة بالقول" ينقطع الماء عن منازل سكان المنطقة ما يقارب الشهر وفي آخر الشهر يأتي آخر الليل

 

ولمدة ساعات محدودة, وفي هذه الأثناء البعض من السكان لم يستطع الحصول عليه, بسبب ضعف الماء, ومن لديه القدرة وامتلاكه دينما يتم شفط الماء إلى الخزانات الخاصة به قبل أن يصل إلى الآخرين".

 

وأضاف إدريس" وهذه مشكلة يعني منها سكان المنطقة, نحن نطالب ونقدم شكاوي ولكن لا جدوى من ذلك, بحجة أن الشبكة ضعيفة".

 

بحاجة إلى مشاريع

 

يشكو سكان الحسوة من كون المنطقة رملية, حيث لم يتم حتى اللحظة رصف الحارات, ويقول السكان:

 

إن المنطقة مغيبة من المشاريع الخدمية فهي بحاجة إلى مشاريع عدة من ضمنها رصف أزقة الحارات التي يصعب المرور فيها وخاصة في موسم الأمطار, خاصة وهذه المنطقة البناء فيها عشوائي دون مخططات ترتب هذه المنازل, حيث يصعب المرور فيها بطريقة سهلة وهذا ما زاد من المشكلة, إضافة إلى ما تعكسه أعمال رصف الشوارع أو الحارات من مظهر جمالي وحضاري التي تتميز بها أغلب شوارع الحارات.

 

تعاني الأمرين

 

رغم امتلاك منطقة الحسوة مقومات طبيعية والتي من خلالها تمكنها أن تكون منطقة متحضرة باكتمال الخدمات, إلا أنها أصبحت منطقة فقيرة مهدورة تعاني الأمرين في ظل تقاعس السلطة المحلية, المنطقة تفتقر إلى متنزه للأطفال يمنون النفس من خلاله لعلهم ينسون بذلك هم وغم أسرهم.

 

لكن للأسف أطفال هذه المنطقة محرومون، والقليل منهم فقط يذهب أيام المناسبات مع أهاليهم إلى مثل هذه المتنزهات, أما الأغلبية فهم محرومون قد سرقت منهم طفولتهم البريئة, السبب الظروف المعيشية, هذه هي حالة سكان منطقة الحسوة, وهذه جزء من معاناتهم" ولاتزال للقصة بقية, في الأعداد القادمة.

 

المصدر/أخبار اليوم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً