الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
«تفاصيل هامة»
نخبة من المثقفين يكشفون السر وراء عدم تمدد ميليشا الحوثي إلى مديريتي بعدان والشعر
الساعة 21:37 (الرأي برس ـ خاص)

أجتاحت الميليشيات الحوثية محافظة إب فور سقوط العاصمة صنعاء وتمددت في جميع مديرياتها مستثنية مديريتي الشعر وبعدان.

نحن في "الرأي برس" أستطلعنا نخبة من المثقفين الذين ينتمي أغلبهم إلى المديريتين لمعرفة الأسباب التي منعت ميليشيا الحوثي من مد مخالبها إلى المديريتين المشهورتين بالثراء:

بداية تحدث الأستاذ/ حمير علاية عن السبب الذي جعل الحوثيين يحجمون عن دخول مديريتي الشعر وبعدان بقوله:( هذا السؤال ذكي، يقفز عن كونه استطلاعاً إلى الكشف عن ماهية الصراع الدائر في البلاد. لا أعتقد أن ثمة دليلاً ماديا ملموساً كهذا، على صدق من يقول بأنّ الصراع سلطوي بحت، ولا تأثير للطائفية أو المناطقية فيه.
يعتور القضية عاملان برأيي، هما: الوظيفة والحزبية.
تضيق دائرة الصراع في إب، التي لم تمارس فيد الدولة بأية طريقة، وتضيق أكثر في الشعر وبعدان، وهنا أعزو ذلك لعدم وجود قيادات مؤثرة استقطابية في مراكز النفوذ المؤسسي للدولة وللحزب، تستجلب الصراع لمنطقتها. بل تشحّ مؤسسات الدولة بأبناء هاتين المديريتين، بسبب هجرتهم خارج البلاد.
حيث لا حزبية طاغية ولا وظيفة عامة طاغية، تلاشى الصراع "السلطوي"، وضعفت حدّته، وهو ما يتجلى في المديريتين، ويعري الخطاب الطائفي الغبي.).

أما القاصة فكرية شحرة عزت السبب إلى طغيان العلاقات والعرف القبلي التي تتجاوز في أغلب الأحيان الأيدلوجيات والحزبيات، وربما ندرة وجود العائلات الهاشمية عدداً ونفوذاً، فلم يجد الحوثيون حاضنة في تلك المناطق- حد قولها.

وتضيف شحرة:) كما أن الشعر وبعدان مناطق زراعية بسيطة لا تغري بالوجود الذي يفضل استغلال الموارد، وكان للاتفاقات السريعة بين مشائخ المناطق نفسها بمنع أي دخول منذ البداية، و في رأيي أنه ربما لوجود تكافؤ تنظيمي نوعاً ما بين حزبي الإصلاح والمؤتمر).

من جهته أرجع الشاعر أحمد طارش خرصان السبب إلى الطبيعة الجغرافية ومساحة المديريتين الشاسعة، ما قد يؤدي إلى صعوبة السيطرة عليهما بسهولة وبعدهما عن مركز المحافظة، إضافة إلى مشاركة أبناء المديريتين فيما كان يسمى بالجبهة الوطنية وحروب المنطقة الوسطى، وانعكاس ذلك على ... أبنائهما في الأمور العسكرية ( أكان الطرف الجبهاوي ) أو الطرف المقاوم للجبهة ( الإخوان المسلمون).. وبالتالي يكاد يكون الحاضن الشعبي في هاتين المديريتين معدوماً- حسب تعبيره.

أما الأستاذ/غيلان العماري فعزى السبب إلى أن مديريتي الشعر وبعدان ليستا ذات ثقل قبلي أو سياسي وعسكري، فضلاً عن أن الثقل المؤتمري في المديريتين كان له الدور الكبير في أن يغض الحوثي وجماعته الطرف عنهما.. أضف إلى ذلك  أن الحوثيين أنفسهم لم يكن لهم مخطط سليم وواضح لإدارة أمر المرحلة، بل إن حضورهم في الغالب ظل يراوح قاعدة "ما بدا بدينا عليه"، ولم يظهر من هاتين المديريتين سوى الصمت وإن على مضض، فما الداعي لحضوره هناك- حد قوله.

ويبدو أن الأستاذ/ مبارك رويد يشاطرهم الرأي بقوله لم نمُدّ أيدينا يوماً لتأسرها سلاسل الشيوخ، فقد أخذنا الدروس منهم بالثمانينات وفهمناها جيّداً، ومن نصّب نفسه شيخاً اقتصر أمره على عائلته، ولا ينفذ أمره إلا في الأمور الخيريّة والإصلاح بين الناس.. أضف إلى ذلك أن شباب هاتين المديريتين سعواً ضرباً في الأرض ابتغاء العلم، وقصد الكسب واختلاطهم بالآخرين، ممّا أهّلهم لأمورهم الحياتية وجمع شمل هاتين المديريتين ولملمة أعراقهم لـ تشييد مصالحهم العامة والخاصّة، وأمور كثيرة ارتقوا بها فاستفادوا وأفادوا بها غيرهم).

من جانبه يقول الأستاذ/ عماد زيد باعتقادي أن مديريتي الشعر وبعدان عانتا كثيراً من أحداث الجبهة الوطنية وخسرتا خيرة أبناءها.. وبالتالي أصبح أبناؤها يمتلكون درساً بأن مواجهات كهذه ستعود بالوبال الكبير على المديريتين، فما حصل في السابق جعل المشائخ والوجاهات والأعيان يجتمعون بغية إيصال رسالة رفض لأي شكل خارج نطاق الدولة، كون المرحلة اكتستها ضبابية كبيرة خارج مسمى مؤسسات الدولة، خصوصاً وأن هناك أطرافاً سعت جاهدة إلى إقصاء الآخر الذي عجز أيضاً عن تلبية الوعود التي أطلقها في فترات سابقة.. لكن رغم رسالة الرفض كان هناك تباين لوجهات النظر والمواقف على الصعيد السياسي مع الاحتفاظ بمواقف شخصية محدودة ومحصورة جداً أيدت مسيرة الحوثي، هذه المواقف كان يحكمها انتماءات معينة أو مواقف محدده تجاه بعض الأحزاب، لكنها في المجمل لا تعبر عن الرأي الجمعي لأبناء المديريتين).

وأضاف زيد:( من جهة أخرى سقطت إب باتفاقات معينة وبشكل هادئ وهذا ما جعلها سالكة في الوصول إلى أماكن أخرى وبسقوط عاصمة المحافظة جعل من جغرافية الشعر وبعدان ثانوية وليست ذات أهمية إستراتيجية.

«الصورة تجمع المديريتين»

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص