الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إب.. مستشفيات مشلولة.. خدمات صحية متدهورة.. والأمراض تفتك بالمواطنين
الساعة 17:24 (الرأي برس-محمد المقري)

 


يعاني أبناء مدينة إب من غياب الخدمات الصحية والطبية وعدم حصولهم على العلاج السليم والتشخيص الصحيح والدقيق لحالتهم المرضية, ويضطر غالبية أبناء المدينة والمحافظة إلى تجشم عناء السفر إلى العاصمة صنعاء بحثاً عن الطبيب المختص لمداواة مرضاهم ونظراً لعدم وجود مستشفيات نموذجية وراقية ونظراً لافتقار المستشفيات الحكومية والأهلية الموجودة بالمحافظة لأبسط مقومات الرعاية الطبية..

 

 

"أخبار اليوم"سلطت الضوء على الصحة والطب في إب وتدهور خدماتها بشكل مروع.. فإلى التفاصيل:
 

 

يوجد في مدينة إب مستشفيان حكوميان وحيدان وهما مستشفى ناصر العام ومستشفى الثورة العام وهما ليسا بالشكل المطلوب واللازم والراقي, فالخدمات الصحية فيهما غائبة ومتدهورة للغاية ولا يجد المريض أدنى مستويات العناية الطبية بهاذين المستشفيين اللذين يفتقدان إلى الأطباء الأكفاء ويحتاجان إلى إدارة منضبطة ومخلصة تعمل على إنعاش الخدمات الطبية فيهما لكي يكونا قريبين من المرضى وفي متناول أيديهم وبكل سهولة ويسر.

 

ويشكو العديد من المرضى الزائرين لهاذينا المستشفيين من عدم حصولهم على خدمة صحية مكتملة وشاملة, وقالوا إن الصحة مشلولة في هذين المستشفيين بسبب تقاعس وتخاذل القائمين عليهما وعدم اهتمامهم بالحالات المرضية التي تصل إليهم.
قصور في الخدمات

 

في كافة أنحاء دول العالم عندما يصل المريض إلى المستشفى يتم استقباله بكل عناية ورعاية ويلتف الجميع من حوله من أطباء وممرضين وإداريين إلى أن يخرج سليماً معافى ومحملاً بالسرور والود لهؤلاء الملائكة الذين أولوه جلّ رعايتهم وعنايتهم واهتمامهم ومعاملتهم له كإنسان بالدرجة الأولى وقبل النظر إلى من يكون وإلى ما في جيبه, لكن الصورة عندنا في اليمن تختلف تماماً عن ذلك فعندما يصل المريض إلى أي مستشفى من مستشفيات الجمهورية الحكومية والأهلية يتم النظر إلى من يكون؛ فإن كان من أصحاب الجيوب الدافئة تقافزوا وهبوا جميعاً إلى معالجته وإن كان من الفقراء أصحاب الجيوب الخالية "طنشوه" وأهملوه وتركوه يصارع الموت وإن مات رفضوا إدخال جثته إلى ثلاجة الموت بذريعة عدم وجود سعة وإن حصل وأدخلوه الثلاجة فإنهم لن يخرجوه منها إلا بعد أن تبيع أسرته ما فوقها وما تحتها حتى تسدد رسوم الثلاجة!.

 

أما الحال في مستشفيي ناصر والثورة الحكوميين الموجودين في مدينة إب فهما ووفقاً لقول المرضى الزائرين لهما بحثاً عن الصحة والعلاج؛ فأوجه القصور في الخدمات بهما كبيرة وكثيرة, وقالوا لا توجد خدمات بهما وإنما توجد خدمات تجعلهم يخرجوا منهما مخدوعين ومصدومين لعدم حصولهم على العلاج اللازم فيهما.
غياب الرقابة

 

يقول محمد عبدالمجيد الحبيشي- باحث متخصص في الشؤون الصحية بالمحافظة- إن الخدمات الصحية منهارة وبشكل فظيع ومفجع في مستشفى ناصر والثورة وقال إن الأهالي لا يستفيدون من هذين المستشفيين بأي حال من الأحوال وأكد وجود خلل إداري وطني في مستشفى ناصر والثورة أدى إلى تدهور الخدمات الصحية فيهما.

 

وأشار إلى أن هذين المستشفيين يعجزان عن معالجة الحالات المريضة التي تصل إليهما ويقومان بتحويلها إلى مستشفيات خارج المحافظة وقال إن السبب العام والرئيسي في تدهور الخدمات الصحية فيهما يعود إلى غياب الرقابة الحكومية عليهما, وحمل الحكومة ووزارة الصحة المسؤولية الكاملة عن ذلك. 

 

وأضاف أن هناك تعمداً واضحاً من قبل القائمين على هذين المستشفيين على عرقلة العمل بهما من أجل مصالحهم الخاصة, مؤكداً أن غالبية الأطباء العاملين فيهما لديهم عيادات خارجية خاصة بهم.

 

وأرجع تدهور الخدمات الطبية والصحية في مستشفى ناصر والثورة الحكوميين إلى  انشغال الأطباء الموظفين فيهما بعملهم الخاص في عياداتهم الخارجية التي يقضوا معظم أوقاتهم فيه صباحاً.

 

وقال إن هؤلاء الأطباء لا يحضران إلى عملهم الحكومي العام إلا للتوقيع وأخذْ المرضى إلى عيادتهم الخاصة وكسبهم كزبائن لديهم!.

 

مستشفيات الموت

 

هناء الجعدي ـ ربة بيت ـ مصابة بمرض السكر قالت: بسبب عدم وجود مستشفى مؤهل ونموذجي وعدم وجود طبيب متخصص لأمراض السكر اضطر مجبرة إلى السفر إلى صنعاء كل ثلاثة أشهر لمعاينة ومتابعة حالتي المرضية لدى أحد الأطباء بصنعاء, وأضافت كنت أتمنى أن أجد طبيباً مختصاً وقادراً على معالجتي في إب من أجل أن يخفف علينا من مصاريف الإقامة في صنعاء من أجور الإقامة بالفندق والأكل والشرب ومواصلات والتي تصل إلى مبالغ كبيرة.

 

ووصفت الوضع الصحي في إب سيء وأن المستشفيات الموجودة فيها هي مستشفيات للموت.

 

وأضافت: أنا قبل ما أطلع إلى صنعاء ذهبت إلى جميع مستشفيات إب الأهلية والحكومية ولم أجد فيها إلا وجع القلب والقهر والألم وبدل ما يخفضوا لي السكر زادوا رفعوه. وقالت إن مستشفيات إب ينطبق عليها الآية القرآنية القائلة: "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم".

 

مستشفيات الهبر

 

أحمد الرجوي- مواطن من أبناء المدينة- قال: يوجد بمدينة إب أكثر من عشرين مستشفى خاص وهي تتسابق جميعها على جمع أكبر قدر من المال ولا يهمها تقديم خدمات إنسانية صحية للمرضى.

أرقام كارثية

 

وفق محمد عبدالمجيد الحبيشي- الباحث المتخصص في شؤون الصحة- فإن الوضع الصحي في محافظة إب يبدو مخيفاً كما تكشفه الأرقام التالية:

 

90% من أبناء المحافظة مصابون بأمراض الكلى
70% نسبة انتشار مرض السكر
85% مصابون بأمراض الأسنان واللثة
20% مصابون بالأنيميا "فقر الدم"
50% يعانون من الأمراض الجلدية
35% مصابون بمرض القلب
80% مصابون بالفيروسات الكبدية
60% مصابون بالروماتيزم
95% مصابون بأمراض المعدة
40% مصابون بأمراض العيون
30% مصابون بحالات نفسية
95% أمراض النساء والولادة
99% نسبة انتشار أمراض الأطفال
7% حالات بالمحافظة مصابة بالإيدز
20% مصابون بأمراض الأعصاب والدماغ
14% نسبة انتشار أمراض السرطان
2 مستشفيات حكومية خدماتها مشلولة.
25 مستشفى أهلي وخاص مسالخ تجارية.
475 عيادات تجارية تسمى طبية
6 وحدات حكومية لضرب الإبر
132 عيادات التداوي بالأعشاب
340 عيادات التداوي بالقرآن
1103 صيدليات بيع الأدوية
25 عيادات شعبية
0% دكاترة مختصون لأمراض القلب
0% دكاترة مختصون لأمراض السكر
0% دكاترة مختصون لأمراض الأعصاب
0% دكاترة مختصون للحالات المستعصية والخطرة
0% رقابة حكومية على الصحة بشكل عام بالمحافظة.
 

 

7 حالات إيدز والسرطان يتفشى

 

كشف لـ "أخبار اليوم" عبدالمجيد الحبيشي- الباحث المتخصص في الشؤون الصحية بالمحافظة- عن وجود حالات مصابة بمرض الإيدز بمحافظة إب وقال الحبيشي إن الحالات المصابة بالإيدز 3 منها ذكور و 4 إناث وقال الحبيشي إن هذه الحالات المصابة بالإيدز هي لأشخاص كانوا يعملون بدول غربية ثم رجعوا إلى محافظتهم وهم حاملين لهذا المرض الخبيث.

 

وطالب بالحجز على هذه الحالات الحاملة للإيدز وحذّر من أن عدم الحجز عليها سيؤدي إلى انتقال المرض إلى عدد كبير من القريبين والمحتكّين من هذه الحالات المصابة بالإيدز.

 

تفشي السرطان

 

أخطر الأمراض انتشاراً بمحافظة إب هو مرض السرطان وهذا المرض الخبيث الذي بدى يلتهم ضحاياه- صغاراً وكباراً ونساءً ورجالاً- بدون أي تمييز, أسباب تفشي السرطان يعود إلى انتشار المواد السامة واستخدامها في رش المواد الزراعية "كالقات والطماط والبقل والكراث والبطاط" وغيرها, وأيضاً استخدام المواد البلاستيكية في حمل الغذاء الحامي "كالأرز والفاصوليا والمرق والشاهي" أيضاً.
غياب المسؤول

 

"أخبار اليوم" حاولت التواصل مع مدير مكتب الصحة بالمحافظة من أجل أن تناقش معه الوضع الصحي المتدهور بالمحافظة وغياب الخدمات الصحية فيها وانتشار العيادات العشوائية وترك مزاولة مهنة الطب لمن هبّ ودبّ وغيرها من مواضيع الصحة الهامة, إلا أنه رفض الرد, فذهبنا إلى مكتبه ولم نجده, نتمنى من مسؤولي الصحة في إب صحوة ضمير إنساني.
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص