السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ضحايا النزوح في اليمن.. ممنوع أن تصلهم المساعدات.. "تقرير"
الساعة 01:09 (الرأي برس ـ تقرير عمار زغبل ـ اليمني الجديد)

يجلس بعيداً هو وآخرون معه, ينتظر دوره الذي أتى, لكنه أؤجل في اللحظات الأخيرة, يظل ينظر إلى مساعدات من الأغذية والحاجيات البسيطة, العظيمة عنده ورفقائه في النزوح والمعاناة, دون جدوى أو رحمة أو شفقة من القائمين على الأمر..
 
"ع – ش" رموز من اسمه, مزقت إحدى المنظمات العاملة في المجال الإنساني في العاصمة صنعاء, حيث محل نزوحه, مزقت استمارة الحصر, ومن ثم استبعد هو و10 آخرون من الإغاثة نهائياً..
 
لا لشيء يذكر, سوى أن أحد العاملين في المنظمة اكتشف أنه ينتمي لأسرة مناهضة للمشروع الحوثي, وهنا تكمن المأساة في العمل الإغاثي, الذي لا بد أن تبتعد عنه السياسة ومنغصاتها التي أوصلت البلد إلى هذه الدرجة من المأساة..
 
كثير من النازحين ينتمون إلى محافظة صعدة, ومحافظات أخرى, ومنذ الحروب الأولى, نزحوا إلى صنعاء, وسكنوا مناطق متعددة, تعمل منظمات ومؤسسات داخلية وخارجية على التوعية في أوساطهم, أو تقديم بعض المساعدات لهم, ومنذ الانقلاب واحتلال صنعاء من قبل الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي غادرت الكثير من المنظمات العالمية, وبقيت تلك المحلية التي تتبع جماعة الحوثي, فكان عملها عمل الجماعة, بين الإقصاء والتهميش والطرد لمساكين كانوا ضحايا حروب فأصبحوا لا حول لهم ولا قوة..
 
يتحدث ناشطون بأن لا مساعدات وصلت اليمن, وإلى مناطق النزوح الحقيقية.. وإن وصلت تجد منظمات وعاملين يقدمون السياسة على كل شيء ويتبعون في عملهم المحاباة وأشياء أخرى لا تقل شيئاً عن القذارة وجرائم الحرب نفسها..
 
غياب تام لفرق الأمم المتحدة, خصوصاً في مدن الحرب والاقتتال والقصف العشوائي التي تنتهجه جماعة الحوثي وحليفها صالح.
 
سفينة مساعدات رست في ميناء عدن, ليأتي أمر من المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن, بالانتقال إلى ميناء الحديدة, الذي يسيطر عليه الحوثيون..
 
أمر أثار الكثير من الاستغراب, والتعجب عن أعمال الأمم المتحدة في اليمن, غير المتوقعة, فصار الكثير من المتابعين, يضعون تحتها الكثير من الخطوط والانتظار, علّ الانتظار يفيد شيئاً في هكذا ظروف جعلت اليمنيين يعيشون بين مطرقة الانقلاب في الداخل وسندان التنكر في الخارج..
 
والغريب أكثر أن لا مساعدات ملموسة للمتضررين في صنعاء نفسها, كمدينة استقبلت الكثير من النازحين من مدن الشمال, في ظل حروب صعدة, وما تلاها من أحداث..
 
عاملون في الأمم المتحدة أكدوا بأن أغلب المساعدات الإنسانية تتجه شمالاً, إلى صعدة وما جاورها, في عملية ظهرت أن المتحكم في كل تفاصيلها جماعة الحوثي, التي سيطرت على كل شيء حتى المساعدات الإنسانية..
 
المساعدات التي وصلت إلى بعض المديريات في الجنوب, البعيدة قليلاً عن حصار الحوثي, عمل على عرقلة توزيعها للنازحين, أمر غير متوقع كما يقول ناشطون, ففي مديريات كالمقاطرة والشمايتين في محافظتي تعز ولحج, عمل بعض الساسة المنتمين لبعض الأحزاب على عرقلة التوزيع الصحيح, فكانت نهب بعض القاطرات وتقاسم بعضها هو النتيجة ونازحو الحرب ينتظرون مصيرهم المجهول, في بلد حضرت فيه سلبيات السياسية وغابت إيجابياتها..
 
عاصفة الحزم, ومدى التفاؤل بها جعلت الكثير من الناس جنوباً ووسطاً يظنون أنها ستحرك "مرشالاً" للمساعدات, وأن تعمل كل الجهود, من أجل الإغاثة الإنسانية, لكن كل ذلك لم يحصل, بل زاد الحصار وسياسة التجويع على محافظات عدن وتعز ولحج والضالع, المدن التي خرجت عن بكرة أبيها لمواجهة قوات الحوثي وصالح, وجندت الكثير من أبنائها للوقوف أمام مشروع الانقلاب..
 
للإغاثة في اليمن مآس متعددة لا تقل عن مأسي الحرب نفسها, فالنازحون ينتظرون.. بين تعنت الأمم المتحدة وجماعة مسلحة تعادي من يخالفها بالرأي  حرباً وحصاراً وتهميشاً وإقصاء..
 
 ففي أتون القذائف والرصاص, يعيش المواطن عامة والنازح خاصة في وضع يرثى له, تنهشه الأمراض والأوبئة وتتجهم في وجهه المنظمات العاملة إن وجدت, فهي تتبع الجلاد نفسه, خصوصاً في المناطق التي يحكم عليها قبضته, التي لا تجيد سوى القتل والحرمان وكان لها ذلك.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً