الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذكرى «الوحدة» اليمنية تمر والبلد «مقطع الأوصال»
خريطة اليمن
الساعة 19:55 (الرأي برس - الأناضول)

مرت الذكرى الـ25 للوحدة اليمنية، في 22 مايو/ أيار الجاري، بشكل باهت ومأساوي، فاليوبيل الفضي الذي كان يتوقع الاحتفال به بشكل مغاير، حل في عام لم يكن فيه اليمن مقطع الأوصال أكثر مما هو حاصل الأن.

وتوحد اليمن شماله وجنوبه، في 22 مايو/ أيار 1990، حيث رفع علم الوحدة اليمنية لأول مرة في محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب سابقا، وتحديدا في القصر الجمهوري بمدينة التواهي الذي سيطر عليه الحوثيين، مطلع مايو/ أيار الجاري.

ويحتفل اليمنيون في معظم أيام شهر مايو/ أيار من كل عام، بذكرى الوحدة التي يقول الجنوبيون أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح اغتالها سريعا، عندما شن الشمال حربا على الجنوب في صيف 1994، وخلف مظلوميات واحتقانات تراكمت على مدى 21 عاما.

وتترافق أعياد الوحدة اليمنية، طيلة السنوات الفائتة، باحتفالات خطابية وفنية في عموم المحافظات، وعروض عسكرية، وإنارة للشوارع والمؤسسات الحكومية وبرامج مخصصة في الاعلام الرسمي، لكن العام 2015، لم يقدم دليلا واحدة بقدوم عيد الوحدة سوى اعلان من الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيين، إن اليوم الاحد، اجازة رسمية بمناسبة العيد ، كبديل ليوم 22 الذي تزامن مع يوم الجمعة الماضي.

وحلت ذكرى اليوبيل الفضي (25 عاما) للوحدة اليمنية، والقيادة الشرعية للبلاد مشردة في دول الجوار، فيما يشن الحوثيون حربا ضد غالبية محافظات الدولة التي تمت الوحدة معها (عدن ، الضالع ، ابين ، لحج ، شبوة)، تحت مسمى محاربة ” الدواعش والقاعدة “.

واحتفل الحوثيون ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بذكرى الوحدة باعتبارهم سلطة الأمر الواقع، ففي حين نظمت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين حفلا فنيا بالعاصمة صنعاء،الليلة الماضية، وجه علي صالح، خطابا لجماهير حزبه بمناسبة اليوبيل الفضي.

وقال نائف القانص، وهو نائب رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، إن الوحدة اليمنية منجز تاريخي مرسوم في عقول اليمنيين، وأن الاحتفال بها هذا العام، جاء والوحدة يحاك لها المؤمرات، حسب قوله.

واستغل الرئيس السابق المناسبة، ووجه رسالة لاعضاء حزبه يقول فيها إنه كان يتمنى الاحتفال باليوبيل الفضي في ظروف أفضل، كما مرر رسائل سياسية هاجم فيها السعودية، قائدة التحالف العربي، ورحب بمؤتمر جنيف المرتقب.

ويرى مراقبون أن ذكرى اليوبيل الفضي للوحدة اليمنية، لم تمر وقد عادت تصنيفات الناس إلى “شمالي وجنوبي”، كما كان حاصل قبل عام 1990، بل يتم فرز المجتمع إلى “زيدي” (نسبة للطائفة الزيدية التابعة للامام زيد بن علي والتي تسكن محافظات شمال الشمال) ، و”شافعي”، نسبة للمذهب الشافعي الذي ينتمي إليه أبناء محافظات الوسط والجنوب.

وقال الكاتب الصحفي “سامي نعمان” لوكالة الأناضول إن “ذكرى الوحدة اليمنية في يوبيلها الفضي، شهدت عودة حزينة، حيث يظهر البلد بلا جغرافيا موحدة ليس عند حدود الدولتين بل أبعد من ذلك بكثير”.

وأضاف : “دولة مهترئة في المنفى، وعصابة طائفية تحارب وتثلم بقايا النسيج الوطني، لتتمكن من التحكم ، بالاخضاع بالقوة، لتصبغ علم الوحدة (مكون من الالوان الحمراء والبيضاء والسوداء)، بالسواد الكالح، الذي يغطي حمرة الدم، ناهيك ببياض المستقبل.

ويحمل اليمنيون نظام الرئيس السابق صالح، الوزر الأكبر في الانتكاسات الوطنية، قبل ان ينظم إليه الحوثيين الذي أجهزوا على ما تبقى من حلم وحدوي، والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي الذي جلب بسوء إدارته، الويلات لشعب لم يكن ينقصه الخراب والدمار والتقتيل”.

ومنذ العام 2007، بدأت أصوات جنوبية تطالب بفك ارتباط الشمال عن الجنوب، حيث يرفع المنتمون لمكون الحراك الجنوبي الثوري، علم دولة الجنوب العربي الذي كان متواجدا قبل الوحدة اليمنية.

ويرفض الجنوبيون تواجد الحوثيين في محافظة عدن والمدن الجنوبية، ويقولون انهم امتداد لنظام صالح، ويريدون استباحة الجنوب والسيطرة عليه كما حصل في عام 1994.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص