الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
دار سعد بعدن.. حياة محاصرة بين أكوام القمامة وغياب السلطات
الساعة 21:09 (الرأي برس-محمد المسيحي)


عندما  تذهب  وتجول  في نواحي  وحارات  وأزقة  مديرية دار سعد  لا يوجد منظر  أينما يممت وجهك  ونظرت  عيناك  غير امتلاء  هذه الحارات  والأزقة  بأكياس  القمامة  والأشنع من ذلك أن زيادة وتراكم  هذه القمامة  يعطل  الطريق أو المرور  للناس,  فيضطر  السكان  إلى إحراق  هذه  القمامة  وعندها تنبعث الروائح  الكريهة  التي تزكم  الأنوف  وتصيب الناس  بالأمراض  من استنشاقها..

 

ورغم  أن سكان  مديرية  دار سعد  بالذات  المدينة نفسها  من الناس  البسطاء  والذين  يعملون  معظمهم  في البلدية  والنظافة,  إلا أن ذلك لم يشفع  لهم  أو يتيح لهم  أن يعملوا  على نظافة مدينتهم,  فالأوامر الإدارية  تلزمهم  بتنظيف  المديريات الأخرى, حيث  أن يتم ترتيب  وضعهم  الإداري  في هذا  المدينة  أو تلك  ومن ثم  أصبحوا  يفيدون النظافة لغيرهم  ومدينتهم  ممتلئة بالقمامة..
 

 

واقع بائس

 

مع شروق كل شمس جديد وفي كل صباح يغادر هؤلاء العمال مدينتهم دار سعد متوزعين على مديريات عدن  المختلفة, تاركين أسرهم يعيشون في تلك المدينة التي غلب عليها الفقر والتهميش، ربما هناك أسئلة كثيرة تبدو محيرة لكل من يشاهد أكوام وتكدسات عديدة من القمامة وسط الأحياء السكنية

 

وبما أن عمال النظافة من تلك المدينة رحلوا عنها وذهبوا لخدمة مديريات أخرى وكان هذا الأمر لا يهم القائمين على سلطة المديرية، الذين فضلوا الاعتكاف في مكاتبهم وغيبوا عن القيام بعملهم الذي كلفوا به.
وهنا يتضح بأن هؤلاء العمال الذين تم ترتيبهم على مديريات محافظة عدن ومديرية دار سعد تعيش  في  مراحل صعبة لا أمن قوي ولا نظافة وأكثر الخدمات فيها منعدمة لانشغال الجهة المعنية بالمديرية بأمور شخصية- حد إفادات مواطنين، يؤكدون في أحاديثهم بان السلطة المحلية غائبة عنهم ولم تكلف نفسها رفع القمامة من تلك الأحياء التي ضايقتهم وبوجودها قد تعرض الكثير منهم إلى أمراض عدة،

 

فيما آخرون منهم لجأ إلى طريقته الخاصة وهي إحراقها ولو بالشيء البسيط للتخلص منها  رغم المناشدات- حد أقاويلهم- إلا أن لا تجاوب  في هذا المجال.

 

حياتهم في خطر

 

الزائر والمار بدار سعد يجد أشياءً كثيرة تلفت النظر وخصوصا تكدس القمامة وهذا ما جعل عدد من السكان يرفعون شكواهم إلى المعنيين, مطالبين البلدية بتكثيف الجهود للحفاظ على النظافة حتى تصبح المديرية ذات منظر جميل وآمن صحياً.
 

 

وأرجع قاطنو الأحياء السكنية هذا التكدس وكثرة مخلفات القمامة إلى الإهمال والتهميش المتعمد، الذي يواجهوه في أحياء أصبح الإنسان فيها لا قيمة له حتى في وطنه.

 

ويؤكد القاطنون أن تكدسات القمامة قد تسببت في سد الطرق أمام المارة وجعلت حياتهم في خطر بانتشارها اليومي والإحراق المستمر كطريقة وحيدة لجأ لها كل المواطنين في تلك الأحياء السكنية نظراً لعدم تلبية  الجهات المعنية مناشداتهم والقيام بواجبها ورفع تلك المخلفات  المتكدسة.
أين البرميل؟

 

من يصدق أن بعض الأحياء السكنية بالمديرية تعيش بلا براميل للقمامة, فيما الإيرادات تذهب هدراً بلا حسيب ولا رقيب..

 

القائمون على زمام المديرية على علم ودراية بما يحدث ويتجرعه أبناء المدينة كل يوم بل كل ساعة، إذ لا يجد بعض الأهالي إلا رمي القمامة على الطرقات  لعدم وجود تلك البراميل التي خصصت لكل النفايات.

 

يقول مواطنون: هنا في دار سعد الأمور تمشي "بالهوشلية" وكله بالمزاج لا سلطة محلية ولا بلدية ولا حتى عمال للنظافة وهم محسوبون على المديرية بأنهم الجهة المسئولة الأول ولكن لا اثر لها  ويرفعون باحتياجاتها وتصرف لهم الملايين للإصلاح وكلها في مهب الريح.

 

ويبدي قاطنون كثر مخاوفهم من الآثار الضارة التي تخلفها تراكم النفايات وكثرتها وتهدد صحة المواطنين خصوصا الأطفال ومرضى الربو, وكذا انتشار الحشرات والذباب والبعوض الناقل للأمراض جراء تركها بجوار المنازل، وانتشارها بشكل واسع، فضلاً عن الروائح الكريهة الناتجة عن حرقها وانبعاثها والتي لحقت ضرراً بالمواطنين.
حياة قاسية

 

تعاقبت القيادات وكل واحد أخذ نصيبه وحسّن حاله وعاش بفلل فارهة وسيارات متنوعة وحراسة مشددة, تاركين حياة المواطنين والأطفال الأبرياء يستنشقون تلك الروائح التي اختلطت بحياتهم كل يوم، رغم وجود القوة العاملة من أبناء دار سعد في مجال التنظيف إلا أن هذه الأمور لم  تشفع لهم بالرحمة أمام القائمين..

 

فكل شيء معدوم في المديرية حتى أن الكهرباء والماء مشكلة أخرى يعانيها هؤلاء المساكين  الرافعون دعواتهم إلى خالقهم بعد أن  تخّل عنهم كل المسئولين، عندما يحل الصيف بحرارته يكون أول المستقبلين له أبناء دار سعد  لكثرة الانطفاءات المتكررة  ولم يلبثوا أن يرفعوا مناشدات تلو الأخرى دون أن تشفع لهم ليبقوا صابرين  حتى تنفرج من عند الباري وأملهم لم ينقطع فإذا حرموا من الكهرباء والماء في الشهور الحارة ربما يعوضهم الباري في فصل الشتاء.

 

هل يوجد صندوق؟

 

أغلب مدن ومديريات عدن يوجد في كل  مديرية صندوق  للنظافة  وعمال  للبلدية  وإيرادات  هذه الصناديق تعمل  على  تبليط الشوارع  بالسيراميك  وليس فقط  تنظفيها  من القمامة، والسؤال الذي يضع  نفسه: هل مديرية دار سعد  فيها صندوق  للنظافة  وعمال نظافة,  أم انه  حتى وان وجد  هذا الصندوق يتم  التهام إيراداته  كون المدينة  مهمشة  طالما ومن يقطنها  أغلبهم  مهمشون؟..
والسؤال  الفضول الذي يوجه إلى المجلس  المحلي  بالمحافظة  والمديرية: ما الذي  يلجمكم  من الكلام  وقول  الحقيقة  عن تردي  وضع النظافة  في دار سعد، ألستم  ممن يمثل  الشعب  ومن عمل  الناس  على انتخابهم ليمثلوه؟، فهناك  سر  من سكوتكم  على هذا  الباطل  وان في الأمر  شيئاً  يجعلكم  تسكتون  على ذلك..  فاتقوا الله في الناس,  "فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
سلطة غائية

 

ويتساءل كثيرون من أبناء المديرية بمخاطبة مدير عام المديرية  والأمين العام  للمجلس المحلي  بالمديرية: هل يشرفكم  أن تكونوا  في  قيادة  هذه المديرية  ومدينة دار سعد  امتلأت   بالقمامة والأوساخ ،هل تتخاطبون  مع مكتب  الأشغال  وصندوق  النظافة  والبلدية  عن هذا  الوضع  المزري  للنظافة  في دار سعد؟..

 

ويضيفون" انتم  من بيدهم  الأمر لحل  هذه  المشكلة  كونكم  من يستطيع  اتخاذ إجراءات  بحق  مسئول الصندوق  والأشغال  والبلدية وعمال النظافة  أن قصروا  في أعمالهم، وما دون ذلك, فإن الأمر  أصبح  واضحاً وجلياً  كون سكوتكم  على ذلك  يعني  أن إيرادات  صندوق  النظافة  ونفقات  تشغيل  البلدية  أصبحت  "هكبة" يتم مقاسمتها ودار سعد وسكانها لهم الله".


 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص