الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فتيات يكسرن ازمة المشتقات بتحدي مجتمعي كبير
الساعة 18:52 (الرأي برس ـ تقرير ـ فهد سلطان ـ صلاح حسن )



تداول نشطاء يمنيون وخليجيون بل وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لفتيات يمنيات على متن دراجات هوائية في احد شوارع صنعاء.

هي المرة الأولى التي تظهر فتيات بهذه الطريقة , في مجتمع يوصف بأنه محافظ , وانفتاحه يمر بمراحل طويلة, وغالباً ما تكون القيود الاجتماعية كوابح امام كثير من القضايا وبالذات فيما يخص المرأة.

تظهر الصور مجموعة من الفتيات اليمنيات يعبرن الشارع على متن دراجات هوائية, بديلة لوسائل المواصلات "كالباصات وسيارات الاجرة", التي خفت تدريجيا لتنعدم بعد ذلك جراء ازمة الوقود التي تعيشها البلاد منذ بداية مارس الماضي.

واثارت الصور جدلا واسعا بين النشطاء في يومها الأول بين مؤيد لاستخدام الفتيات وسائل تنقل كانت حكرا على الرجال وبين معارض لذلك ويرى بأن كما هو من حق الرجل فهو من حق المرأة ايضاً ومن نظر الى القضية من باب السخرية والداعبة بأن اليمنيات يخترقن الحواجز.

كان للصورة رواج وتأثير في دول الخليج وباذات في السعودية , حيث علق ناشطون بأن المرأة اليمنية تتخطى قيود المجتمع في قضية بالغة الحساسية ركوب دراجة هوائية في حين لا زالت النساء في السعودية مثلاً يمنعن من قيادة السيارة.

محمد عبدالفتاح السامعي ناشطي يمني علق على صفحته "بانها الحالة الايجابية الوحيدة للحرب حتى الان" ويضيف بان الحرب تصنع في بعض الاحيان التحضر والمدنية.

ويوافق الصحفي ياسر عقيل ما قاله محمد السامعي ويؤكد بان الصورة تظهر عمق الإنسان اليمني المنفتح على الحياة والرافض للحرب والمناضل والمتحدي لكل أسوار المجتمع العتيقة.

اسوان شاهر وهي المذيعة في قناة بلقيس الفضائية والتي تبث من تركيا تعلق على الصورة بقولها " يا ريت نزيد نتخلص من اللون الاسود الذي ارتبط بحياتنا بصورة كئيبة .. اليمن بحاجة الى ثورة اجتماعية قبل أي شيء أخر ، لو قدرنا نضبط مسار تفكيرنا بطريقة سوية كل شيء بيسبر .. تحية لهؤلاء الفراشات".

التحدي الاكبر من الخروج بهذه الطريقة من قبل هذه الفتيات, هو في المناطق التي سيطر عليها جماعة الحوثي تحديداً, والذين فرضوا على النساء واقعاً مختلفاً منذ سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي.
فالجماعة لها موقف صارم من المرأة وملازم حسين الحوثي خطاباته المذاعة حول المرأة تظل تقليدية بل ومتخلفة بشكل كبير , وهو ما طرح سابقاً نقاشاً حول رؤية الجماعة للمرأة ودورها في الحياة.

منذ سقوط العاصمة وحتى اللحظة, خفتت مشاركة المرأة الى مستوى الصفر, فعلى طول الفترة الماضية , ومع كل التغيرات في اجهزة الدولة والتي وصلت القرارات فيها للمئات لم تحضا المرأة اليمنية ولا حتى تلك المساندة للحوثيين ولا بدرجة واحدة, وهو ما يعكس بوضوح روية الجماعة حول المرأة ودورها في المشاركة العامة.

تبدوا الصورة في العاصمة صنعاء حسب البعض , وربما في شارع السبعين ايضاً, وبهذه الطريقة تؤكد هذه الفتيات بأن هناك محاولة لكسر القيود , وليست بالعودة الى وضع المرأة ما قبل الانقلاب واسقاط العاصمة ولكن الى مستوى متقدم اكثر الى الأمام.

لا ينبغي أن ينحصر الجدل بين الحلال والحرام وينفع ولا ينفع, بقدر ما ينبغي أن ينصرف النقاش الى وضع المرأة اليوم , والتي يراد لها أن تغييب من المشهد العام بشكل كبير , وهذه الحركة الارتدادية والتي تحاول أن تكسر القيود وتتجاوز المحظورات هي خطوة لا تعكس قلة وعي ودين حسب تعليقات البعض بقدر ما تعكس تحدي ينبغي أن ينظر إليه بوعي ايضاً واستيعاب جيد.

وادت المعارك العنيفة منذ اندلاعها في مارس الماضي بين الحوثيين المسنودين بقوات من الجيش موالية لصالح والمقاومة الشعبية , بالتوازي مع الغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية إلى تفاقم الاوضاع في البلاد.

وادى انعدام المشتقات النفطية إلى توقف حركة المواصلات بين المدن وداخلها, بالإضافة الى توقف العديد من المنشآت الحيوية الهامة في البلاد للتوقف.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص