- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
نظرت تركيا وإيران إلى العرب نظرة فوقية، في السياسة وفي الاجتماع وفي الثقافة. وهنت الإمبراطورية العربية، فدخل الأتراك كمستعمرين يحكمون بالقوة. وبعد سقوط الإمبراطورية التركية، أدارت ظهرها للجوار العربي كأن لا وجود له وأقامت علاقة خاصة مع الغرب وإسرائيل.
وأصرّت إيران الشاه على التعامل مع الجوار العربي على أنه مجرد جرم يدور في فلكها، ومثل تركيا تمامًا، اتجهت إلى العلاقة الخاصة مع الغرب وإسرائيل. واستساغ نظام الشاه لقب «شرطي الخليج» رغم ما يحمل ذلك من تعالٍ ومن إهانة لأهله.
وإذ تصاعد المد القومي العربي، بدا وكأن تركيا وإيران في طليعة الأخصام. ودائمًا بسبب ترسبات الماضي وليس بسبب وقائع الحاضر. دخل البلدان في أحلاف وتيارات دولية وإقليمية معادية للاستقلال العربي، ودائمًا من موقع إمبراطوري وفي سلوك إمبراطوري.
وفي كل المشاريع والتطلعات والسياسات، لم تضع الدولتان العالم العربي في الحساب. وبعد قيام الثورة الإسلامية في طهران، ووصول الإخوان المسلمين في أنقرة، تطلَّع البلدان مرة واحدة صوب العرب، ولكن أيضا بمنظور فوقي وإمبراطوري. لم تعرض أي منهما العلاقات الثنائية الجيدة، بل المشروع التبعي العام. في عام واحد جاء إلى لبنان محمود أحمدي نجاد، ورجب طيب إردوغان، فخرج الأول من العاصمة بيروت إلى موضع النفوذ في الجنوب، وخرج الثاني على فكرة البرنامج الرسمي ليذهب إلى عكار، حيث يكثر المتحدرون الأتراك. كل ضيف أراد أن يعطي الزيارة رمزها وبعدها التاريخي والمذهبي، متجاوزين بذلك الأصول في زيارات رؤساء الدول.
لم يكن العرب في أي وقت يحبذون البعد عن الجوارين، لكنهم لم يريدوا في أي مرحلة أن يكون القرب في مثل هذه العدوانية والفوقية: الدبابات التركية تدخل العراق في أرتال وتعود، والمال والخبراء الإيرانيون يديرون السياسات والمعارك في سوريا والعراق في عنجهية علنية موصوفة.
حتى مصر لم تسلم من السلوكين: الدولتان حاولتا أن تفرضا عليها، في الداخل والخارج، إطارًا سياسيًا معينًا. منذ عودتهما إلى المشرق العربي حدث اضطراب كبير. وأفظع ما حدث هو التفكك الذي لحق بالدولة العربية. وقد وقفت إيران مع جماعاتها في هذه الدول، وكذلك فعلت تركيا، متجاهلتين معًا كل أصول وقواعد التعامل في العلاقات الدولية. وقد رأت تركيا أن القضية الفلسطينية صارت من حصتها بمجرد أنها أرسلت مركبًا إعلانيًا إلى غزة، كما رأت إيران أن القدس صارت ملكًا لها بمجرد التفاهم مع ورثة الشيخ أحمد ياسين.
ماذا نريد القول؟ نريد أن نقول تصوَّر لو أن عودة الدولتين إلى العرب كانت من دون العقم الإمبراطوري ورواسب الفوقيات الخرقاء.. تصوَّر.
«الشرق الأوسط»
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر