الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فهد سلطان
تعز يا مدينة الله ..!!
الساعة 20:24
فهد سلطان



تعز مدينة الله, قبلة اليمن , يصلي إليها الشرفاء , ويتعبد في فنائها الاحرار. 

هي المدينة التي اشرقت بنورها على اليمن كلها قديماً وحديثا, فأفاضت من فيضها العلم والفكر والثقافة والحرية والنضال.

وفي اللحظة التي كانت تتهاوى الدولة وتضعف في المركز والأطراف كانت الدولة تبقى حاضرة متماسكة فيها لا تختفي لسنين وأعوام.

وإذا تراخى النظام والقانون من حولها من المدن تبقى حاضرة بقوة الوعي وبهيبة القانون والذي ترسخ في العقول والقلوب.

ما يجري لها في هذه الأثناء ليس استهداف شخصي لها, بقدر ما هو استهداف لذلك النور وبقايا الوهج المضيء, والذي يتخوف خفافيش الظلام من عودة إشراقه , لأنه سيصل مد نوره الى كل ارجاء اليمن وسيمنحها القوة لاستعادة كل شيء.

تعز قبلة الثورة والثوار , وحامية الجمهورية قديماً وحديثاً, تذوب في فنائها الاشكال والالوان والانتماءات وليس من انتماء سوى اليمن الكبير ارضاً وإنساناً.

إنها اليوم تدفع ضريبة قاسية, لعدد من المواقف التي تشرفت بأن تكون فيها في الصدارة , وهل تقوى على النكوص والهروب وهي تدرك فداح الفرار يوم الزحف.

هي تدفع فاتورة قاسية من دمها ولحمها, هي تجود بخيرة ابنائها في سبيل استعادة اليمن كل اليوم , هي تدفع فاتورة لتاريخ سابق وعريق من النضال افسد حياة الغزاة , وارهق واقع المستبدين. 

 الذي يجري فيها اللحظة ليس تركيع كما يتوهم البعض, وإنما انتقام وتشفي وتصفية حسابات قديمة وثارات مديدة , ومحاولة مستميته في ضرب ذلك النور كي يتأخر اصلاحه لعقود قادمة.

يدرك غزاة السلالات المقدسة.. القادمين من خارج التاريخ , ومعهم  حثالة البشر ممن باعوا انفسهم لشيطان الخراب في اليمن, بأن هذا المدينة تاريخ , وأي تاريخ سيتطاول بعنقه أمامها وليس إلا كسرها وإذلالها . 

يدرك هؤلاء القابعون في غياهب الجهل والخرافة , بأن التاريخ هنا لا يركع ولا يستسلم ولا يطوع ولا يقبل القسم على اثنين. 

إنها المدينة التي يتراقص فيها وهج التنوع ويتعزز في فنائها قيمة مطلقة للإنسان, وهل يقوى هؤلاء على طمس هذه الملامح الضاربة جذورها عمقها الحضاري والريادي لعشرات السنين.! 

لأبنائها الشرفاء والاوفياء نقول ليكن تاريخها حاضراً لديكم , ولتكونوا مستوعبين اللحظة وما يراد منها ومنكم ايضاً فكونوا بحجم تعز قبلة  اليمن الكبير. 

المواجهة الغير متكافئة مع الموت المتستر بالغباء والحمق, ومقابلة عدائها بوسائلهم الصدئة سيمدهم بالانتصار, فالبغاء لا يواجه إلا بعصى التطهير الغليظة. 

 تعز ستكون بخير وهي كذلك رغم جراجها , ومهما حاول حثالة قاع البؤس أن ينالوا منها ستكون بخير , إنها التاريخ الذي تترى مواقفه باستمرار أمام ناظرها , فتمد احرارها بالحيوية وبشيء من القوة  كفيل بكسر عدائها لعقود .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص