الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د/عبدالله أبو الغيث
بشاعة الإجرام عندما يصل إلى بيوت الله!
الساعة 17:37
د/عبدالله أبو الغيث



   دماء الأبرياء محرمة حرمة قطعية بنص كتاب الله وسنة رسوله، وتفوق حرمتها حرمة هدم الكعبة كما أخبرنا رسول الرحمة، بل وتفوق زوال الدنيا بمن عليها في رواية أخرى.
 

 إزهاق روح إنسان بريء جريمة لا تبرر ولا تغتفر في أي مكان تم ذلك القتل، لكنه جريمة بشعة ووضيعة بكل مقاييس الإجرام والبشاعة والوضاعة عندما يصل إلى بيوت الله.

   أي قلب أسود يحمله من يدخل بيت من بيوت الله ليقتل أناس كل ما فعلوه أنهم حضروا إلى الله ليتعبدوه ويتقربوا إليه ويغسلوا قلوبهم بمحبته وطاعته؟!
   كيف لإنسان أن يفجر بيت من بيوت الله بكل من فيه من المصلين بمختلف أعمارهم ليقتل سين أو صاد من الناس؟!

   يوم فتح مكة أمن رسول الله من دخل المسجد ومن أغلق على نفسه باب بيته، وحتى من دخل دار أبي سفيان، ثم يأتي من يدعي أنه يسير على هديه ليقتل عباد الله في بيت من بيوته.

   بحق السماء انقلوا معارككم القذرة إلى ساحات القتال، لكن ابعدوا جرائمكم عن الأبرياء والمسالمين أينما كانوا، فما بالك إن كانوا في بيت من بيوت الله!
   الحقد لا يولد إلا حقدا، والقتل لا يولد إلا قتلا، والدماء لا تولد إلا دماءا، والتحريض والشحن لا يولد إلا تحريضا وشحنا مقابل.

   للننبذ ثقافة القتل بكل مبررتها، ومن أي طرف كان.
  لنتعامل مع كل قاتل ومجرم بما يستحقه من النبذ واللعن.
  لنجعل من يتجرأ على دماء الأبرياء مجرد قاتل وغد حقير.

  لنرفض كل دعوات الشحن المذهبي والطائفي من أي طرف بدرت، فثمارها وخيمة.
  أخيراً: ما حدث اليوم في مسجد مركز بدر ومسجد الحشوش في صنعاء ومسجد الهادي في صعدة جريمة مدانة بأشد العبارات التي يمكن استخدامها.

  دعواتنا للشهداء الأبرياء بالرحمة، ولذويهم بالصبر، وللجرحى بالشفاء العاجل.
  وعلى عقلاء اليمن من كل الأطراف – إن كان ما يزال هناك عقلاء في هذا البلد المنكوب – التحرك للبحث عن مخارج قبل أن يتسع القطع على الراقع، ونندم جميعاً حين لا يفيد الندم.
 

 اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعله بعض عبادك من جرائم وينسبونها زوراً إليك، ونحملها في عنق نخبنا السياسية بكل ألوان طيفهم، ولا نستثني أحداً منهم. فلولا جشعهم وتنازعهم ما وصلنا لما نحن فيه.
  اللهم اهدهم إن كان هناك أمل بذلك، أو خلصنا منهم جميعاً فإنهم لا يعجزونك.. آمين اللهم آمين.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص