الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عصام الأكحلي
كل الطرق لا تؤدي إلى صنعاء
الساعة 15:25
عصام الأكحلي


الأخ الرئيس عبدربه منصورهادي رئيس الجمهورية , بعد تهنئتك وتهنئة الشعب اليمني بتمكنك من مغادرة محبسك والوصول إلى عدن ثغر اليمن الباسم , وبدء جولةٍ جديدة من مشوار الدفاع عن المستقبل والدولة المنشودة وتأسيسها عبر تنفيذ الخطوة الأولى المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور , وقبل ذلك إستعادة الدولة ودحر الميليشيا ومشروعها الكارثي المتمثل في إعادة تاريخ الوطن إلى الوراء وإستمرار عهد تكتل الفيد التاريخي , وأحيي شجاعتك ووطنيتك وثباتك وإصرارك على مواصلة مشروع وأهداف ثورة التغيير واليمن الجديد ودولة الحكم الرشيد , وأسعد الجميع بالتأكيد ما ورد في بيانك الذي تضمن أبرز ما يتمناه الشعب منك ويطالبك بالعمل من أجله , وفي السطور التالي أبعث إليك بهده السطور التي أعتقد أنها تعبرعن لسان حال الشعب اليمني الذي يتمنى أن تتحمل المسئولية التاريخية بدون توقف أو إبطاء أو البحث عن رهانات خاسرة أو حلول تأكد للجميع إستحالة تنفيذها نظراً لمغامرة وعبث وهمجية المشروع القادم من خارج التاريخ وأعماق مغارات الكهوف ..

فخامة رئيس الجمهورية , أود أنا أيضاً أن أخبرك كما أخبرك الكثيرين قبلي , وأوكد لك أن بعض الطرق فقط تؤدي إلى صنعاء , و حذاري من تصديق مقولة أن كل الطرق تؤدي إلى صنعاء , جميعنا ننتظر عودتك إلى مدينة سام , والتي لن تأتي على أكتاف بن عمر أو على وقع إنتظار سيل العرم ليجرف الميليشيا أو حلول الحوار العبثي , ودعني أشرح لك بعض الطرق التي تؤدي للعودة من جديد إلى مدينة كل اليمنيين , و أتمنى أن تكون مدرجة بالفعل على جدول أعمالك , وإن لم تكن كذلك فمن باب إسقاط الحجة والواجب وتسليط الضوء عليها لحملك على السير بإتجاها وصولاُ إلى إستعادة الوطن .

الرئيس هادي , من الملح جدا تواصلك مع الشعب بشكل يومي عبر وسائل الإعلام المختلفة , وإنشاء شبكة إعلام وحملات إعلامية تنشر الحقيقة وتعلي راية الوطن وتدحض الباطل وتواجه إعلام الإنقلاب والميليشيا كما يجب.وهذا هو الطريق الاول للعودة إلى صنعاء , تواصلك مع الشعب امر ملح ومهم جدا جدا , خطاب أو تصريح او مقابلة , تحدث عن المستقبل ,وعن اهمية مخرجات الحوار والدستور , اشكر مسيرة مؤيدة . واستعرض سير العمل ,واقدح سلوك الميليشيا ,اشرح لابناء الجنوب ثمار المستقبل وعواقب التعرض لفتن الميلشيا ورغبتهم في شق الصف .

واسرد لابناء الشمال عواقب العودة الى حكم المركز المقدس ..الخ وان لم تجد موضوعا , تحدث عن أي شئ عن الطماطم و الباذنجان , المهم والملح أن تخاطب الشعب كل يوم وكل ساعة , فالبسطاء ونسبة كبيرة لا تريد أن تعرف شئيا الا منك ولاتصدق اي شئ الا من الرئيس , والثائر ايضا ترتفع عزيمته الا بوطن يقوده رئيس يخاطب فيه دوما همته ووطنيته . والجندي يحتاج دوما لكلمات تحثه وتحفزه للثبات والنصر من قائد الوطن , والمرأة البسيطة تطمئن على مستقبل ابنائها وتدعو بالنصر بدفعة معنوية في كلمات القائد .

تواصل وحدد بالاسم في كل خطاب المحافظات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ..تحرك لو امكن في زيارة للمكلا و تعز ومارب ..او وجه خطابا لابناء صعدة من عدن وخطاب اخر لابناء المهرة وهكذا ..احضر صلاة الجمعة وتنزه في كورنيش ابين .واجعل اخبارك تملأ حيز النشرات والصفحات كل يوم وكل ساعة . 

الشعب اليمني له خصوصية تختلف مثلا عن الشعب الامريكي الذي لايهمه متابعة كلمة اوباما ويجب النظر لها بعين الاعتبار وبدون تجاهل مهما كان بسيطا ..و ايضا في نفس السياق مسيرات الرفض للانقلاب وتاييد الشرعية يجب تغطيتها بشكل موسع , و كذلك اراء الناس , ونبرات الحماس وحب الوطن والتمسك بالمستقبل واحلامه . خطوات الحكومة , فعاليات شعبية و فئوية واجتماعية . 

لديك قناة عدن وصحيفة 14 اكتوبر , ويمكن فتح موقع صفحة فيسبوك تكون بديلة لوكالة انباء . 
كل تحرك بسيط , وعمل دؤوب او قصير يجب ان يصل للجميع عبر الاعلام وبشكل متواصل ..كل مسؤول يجب أن يصرح عن أي خطوة نحو الوصول الى الحلم ..واستعادة الدولة و تحقيق النصر , والأخذ بالأسباب , وعدم تكرار الأخطاء خطوة ملحة وسنة كونية لتحقيق المراد ورفع راية المستقبل .

الأخ رئيس الجمهورية اليمنية ,الطريق الثاني يبدأ بالقول أنه من الملح جداً جداُ , إنشاء وإضافة عدد مناسب من ألوية الجيش , عبر فتح التطوع من مختلف ارجاء واقاليم اليمن , وبتعدادٍ تفصيلي محدد بحسب النسبة السكانية لكل أقليم , والحاقهم بتدريبات مكثفة , وكذا استدعاء نسبة من جيش الجنوب الذي تم تسريحه في 94 , وخاصة المجيدين للتعامل مع السلاح المتوسط والثقيل , والاستفادة من قدماء الجيش في التدريب والتعبئة المعنوية ,وجلب السلاح , و الاستعداد لكل الخيارات بعد نفاذ الفرص الأخرى , وبالنسبة لتمويل ذلك فيمكن دعوة المغتربين للمساعدة في اسيا وافريقيا وامريكا واوروبا وستجد كيف سيلبي اليمانيون نداء الوطن عن طيب خاطر .

من المهم جدا قراءة الواقع بشكل مناسب , و الحوار مع الانقلاب بالاسلوب الحواري اضافة للاستعداد للحوار معه باللغة التي يفهمها , ومن المهم معرفة أن خط دفاع عدن لا يبدأ بالعند ولكن أبعد من ذلك بكثير , ومن المهم جدا عدم الرهان على الخارج او مجلس الأمن بل الرهان فقط على سواعد وهمة وعزيمة أبناء اليمن ,وتشبتهم بمشروع المستقبل ودولة العدالة والمساواة والحكم الرشيد , وكذا ضرورة وضع امكانية وجود مطلب استعادة العاصمة والوطن بأي ثمن وعبر الكفاح المسلح الذي ينبغي أن يكون منظما وتحت قيادة الدولة , و كذا الدفاع عن محافظات الجنوب وتعز ومأرب . عبر كتلة موحدة وتلاحم شعبي , وعدم ترك الانقلاب ينفرد بمحافظة تلو اخرى , بل دفاع الجميع عن الجزء ,ولو كانت قرية واحدة , ودفاع الجزء عن الكل ..نحو استعادة الوطن ودحر قوى تكتل الفيد التاريحي , في معركة مصير للحاضر والمستقبل , معركة غير قابلة للمساومة او التنازل .

الأخ الرئيس , النقطة الثالثة تتعلق بالجانب الإقتصادي , حيث من الضرورة القصوى الإرتكاز على قاعدةٍ صلبة لإدارة البلاد وأخذ زمام المبادرة والتحكم بمسار اللعبة ,ومن المعلوم للجميع أن الجانب الإقتصادي والمالي هو عصب الحياة وأهم شرايين السلطة والقرار والسيادة , وهذا الجانب هو لأسباب عديدة الأكثر صعوبة وتعقيداً بل هو أبرز أسباب الإنقلاب المدافع عن إستمرار المركز المقدس في إدارة الثروة والسلطة , لكن لا مجال اّخر سوى المضي قدماً في التنفيذ , عبر عدة طرق منها إعتماد البنك المركزي بعدن إدارة رئيسية للإقتصاد ,ومكاناً لوصول إيرادات النفط والغاز والعائدات السيادية والرئيسية والمعونات والمنح , مع إمكانية الحصول على دعمٍ خليجي ودولي لرفده بوديعة الإحتياط النقدي ,وتوزيع ميزانية كل إقليم ومحافظة عبر العاصمة المؤقتة للبلاد ,مع ضرورة إيجاد اّلية مناسبة لمنح مستحقات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين بشكل منتظم , والسعي لإيجاد حلول لدور وتحرير البنك المركزي بصنعاء من قبضة الإنقلاب , مع إمكانية بدء تطبيقة الإدارة الإقتصادية المستقلة لكل إقليم كمرحلة تجريبية قبل تنفيذها رسميا بعد تدشين الدولة الإتحادية بإذن الله , ويجب هنا التشديد والتأكيد على أن إستمرار المركز المقدس لتكتل الفيد التاريخي في إدارة الثروة وإحتكار التصرف بها يقوض فعلياً مسار الشرعية وإستعادة الوطن ,ولذا فأي مساومة أو تنازل على تفعيل وتنفيذ هذا الجانب وإمتلاك زمام الحكم والسلطة بكل مفاصلها ,يعني مزيداً من إستمرار السير في متاهة الدائرة المفرغة .

الرئيس هادي , أعتقد أن مدى الرغبة والإرادة في تنفيذ المسارات السابقة وغيرها وكل مايتعلق بمسارات العودة إلى صنعاء ,و مدى تنفيذها والسعي لإيجاد بدائل ومعالجات لكل عوائق أو صعوبات , وهي مسارات معلومة لك بطبيعة الحال كما يعرفها الكثيرين , أقول .. مدى ذلك هو مقياس واضح لمدى عزيمتك في العودة إلى صنعاء وإستعادة الوطن والدولة ودحر الإنقلاب , فيما سيكون إستنساخ الأخطاء السابقة أو الرهان فقط على مجلس الأمن والمواقف الإقليمية والدولية مقياس واضح اّخر ولكن لمدى إبتعادك لا عن درب العودة إلى باب اليمن فحسب ولكن أيضاً عن البقاء قرب صهاريج كريتر .

أخي الرئيس ..أسرع فالوقت لا يتنظر , منحك المولى عز وجل فرصة أخرى ومحاولة ثانية , لم تٌمنح لحاكم يمني سوى مرة واحدة عام 1955 في شمال اليمن , مع الفارق ان عودة الامام كانت رجوع للخلف , وعودتك خطوة للأمام والمستقبل ومن أجل الشعب اليمني الذي يستحق تحقيق احلامه وطموحاته ودحر قوى الهمجية والتخلف , لذا يجب أن يكون طموحك عاليا و بلا توقف و معك الشعب بأكمله وقبله رعاية الله وعونه . وتشبتك بمخرجات الحوار ومسودة الدستور ودولة العدالة والمساواة ولقانون اسعدنا كثيرا و أكد شجاعتك ووطنيتك كما كنا نتمنى .. واصل المشوار حتى النصر باذن الله .
والثورة مستمرة , وسيبقى الوطن .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص