- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
الحرب البرية "لاجتثاث" "الدولة الاسلامية" باتت وشيكة مثلما بشرنا الجنرال الامريكي الن.. ولكن ماذا سنحصل كعرب بعد نجاحها؟ ومن هم ضحاياها في الجانبين؟ اليسوا عربا؟ ومن سيحصي اعداهم.. ام انهم حشرات؟
بدأت الولايات المتحدة الامريكية تقرع طبول “الحرب البرية” للقضاء على “الدولة الاسلامية”، واعلن الجنرال جون آلن منسق التحالف الدولي ان الهجوم البري سيبدأ قريبا دون ان يحدد موعدا.
الاردن من اكثر الاطراف العربية “حماسة” للدخول في هذه الحرب، واعلن عن استعداده بخوضها بريا وجويا كرد فعل على طريقة الحرق الوحشية لطياره معاذ الكساسبة على ايدي عناصر من الدولة، مستغلا حالة الغضب الشعبي التي تتمثل في الدعوات للثأر والانتقام، حتى ان قائد السلاح الجوي الاردني تحدث بكلمات “غير مسبوقة” مثل “السحق” و”المحق” عندما ظهر في مؤتمر صحافي “غير مسبوق” ايضا للحديث عن استراتيجية الحكومة الاردنية الانتقامية هذه.
قبل يومين، وصباح يوم السبت الماضي على وجه الخصوص، التقيت بمسؤول عراقي “سني” كبير في بهو احد فنادق لندن بمحض الصدفة، حيث كنت ازور صديقا وصل لتوه، وسألته عن توقيت هجوم التحالف البري على الموصل معقل “الدولة الاسلامية” في العراق فقال “الصيف المقبل” بكل تأكيد.
بيننا وبين طلائع الصيف بضعة اشهر، ويمكن ملاحظة حالة من الاستعجال الامريكي لهذا الهجوم، فالجنرال الن الذي يتنافس مع رئيسه الجنرال ديفيد بترايوس على “حقوق ملكية” تأسيس الصحوات في العراق، قال ان قيادة بلاده العسكرية اقامت اربعة مراكز تدريب للقوات العراقية ورجال “العشائر السنية” في الانبار والتاجي واربيل وبسمايا، حيث يوجد مدربين من استراليا والدنمارك واسبانيا وايطاليا والمانيا وبلجيكا وهولندا، بينما اعلن هلكورد حكمت الناطق الرسمي باسم وزارة “البشمرغة” في حكومة اقليم كردستان العراق ان امريكا ستقيم قاعدة عسكرية جوية قرب اربيل، ترى هل اخذت القيادة العسكرية الامريكية اذن السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق قبل اقامة هذه القاعدة؟ وهل البرلمان العراقي ناقش هذه المسألة واقرها؟ وماذا عن السيد نوري المالكي والتحالف الذي تزعمه الذي عارض اعطاء امريكا اي قواعد في العراق بعد انسحاب قواتها؟ ولماذا هو وحزبه يلتزمون فضيلة الصمت؟
***
من المؤكد ان الهجوم البري سيكون من قوات عربية فقط، وبالتحديد من قبل 12 لواء عراقيا، وقوات اردنية خاصة ونظامية، بينما تكتفي الولايات المتحدة وباقي الدول العربية والاوروبية المنخرطة في التحالف بالقصف والاسناد الجوي من علو شاهق.
لا شك انها قوة جبارة تلك التي ستهاجم مواقع “الدولة الاسلامية” تقودها القوة الاعظم في عصرنا الحالي، ومن المؤكد ان ضحاياها، سواء في القوة المهاجمة او التي سيستهدفها الهجوم في الموصل وغيرها هم من العرب والمسلمين، سواء كانوا من المدنيين سكان هذه المناطق او من مقاتلي “الدولة الاسلامية”.
نسأل، وبكل براءة، عن الثمن الذي سيحصل عليه العرب والمسلمين في حال نجاح هذه القوات في القضاء فعلا على “الدولة الاسلامية” من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، هل ستكون المكافأة “تحرير فلسطين” مثلا واستعادة المسجد الاقصى للسيادة الاسلامية؟ هل سنرى مشروع مارشال لاعادة اعمار الدول التي دمرها التدخل الامريكي المباشر، او غير المباشر، مثل اليمن والعراق وليبيا وسورية؟ وهل ستعم الديمقراطية وحقوق الانسان وقيم التعايش في العالم العربي؟
“الدولة الاسلامية” دولة متوحشة، وتقطع الرؤوس، وترجم الزناة والشاذين، وتقطع ايدي اللصوص، وتطبق الحدود على المرتدين، حسب توصيفها قتلا وتعزيرا، ولكن هل نرى نظما ديمقراطية، وعدالة اجتماعية، وقضاء عادل مستقل، على انقاضها على يد الدول التي تشارك في هذا التحالف، عربية كانت ام غربية، بحيث نرى عالما عربيا مختلفا؟
قالوا لنا ان العالم الاسلامي سيكون دولة “افلاطون الفاضلة” بعد نجاح الحرب على الارهاب، وبشرونا بدولة فلسطينية مستقلة بعد اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، واقامة عراق مزدهر يكون نموذجا للديمقراطية وحقوق الانسان، والشيء نفسه في ليبيا واليمن وسورية، و”لعلعت” الفضائيات الداعمة للتدخلات العسكرية الامريكية هذه في تسويق هذه النبوءات والوعود للمواطن العربي المغلوب على امره، الذي صدقها وانتظر الفرج القريب، وها نحن ننتظر منذ 14 عاما ترجمة هذه الوعود على ارض الواقع رغم خسارتنا اكثر من مليون انسان عربي ومسلم في الحربين على الارهاب وعلى صدام حسين.
كل عشر سنوات نحن موعودون بحرب جديدة في المنطقة، اما بقيادة الولايات المتحدة او من قبل حليفتها اسرائيل او الاثنين معا، وفي كل حرب يقال لنا انها تأتي لاكمال ما فشلت في تحقيقه الحرب التي سبقتها، ونحن ندفع الثمن دائما من دمنا ومالنا وبترولنا وكرامتنا.
للمرة الالف نقول وبلا تردد ان “الدولة الاسلامية” دولة ارهابية، ولكن هل قتلت هذه الدولة واحد على الف ممن قتلتهم الدولة الحضارية الامريكية اثناء حروبها السابقة او اللاحقة في البلدان العربية؟ الم تحرق الصواريخ الامريكية التي اطلقت على العراقيين جنودا ومدنيين الآلاف من امثال الطيار معاذ الكساسبة؟
***
الحرب البرية ستبدأ قريبا مثلما وعدنا وطمأننا الجنرال جون الن، ولكنه لم يقل لنا وهو الخبير كيف ستكون هذه الحرب، وكم عدد ضحاياها، وكم ستستغرق من الوقت، وهل ستتكرم علينا ادارته بتقديم احصاءات دقيقة لعدد القتلى العرب، مثلما فعلت وتفعل لضحايا الحرب في سورية؟ ام انها ستكرر ما فعلته في العراق وليبيا، اي احصاء القتلى الامريكيين فقط باعتبارهم من نسل بشري مقدس، ومن الدرجة الاولى الممتازة، اما الضحايا العرب والمسلمين فهم من درجات متدنية لا يستحقون حتى الاحصاء.
الحرب الجوية الامريكية ستكون “سهلة” وآمنة لان الطيارين يخوضونها من ارتفاعات شاهقة، وهي بمثابة الالعاب الكمبيوترية بالنسبىة اليهم، حرب “تسلية”، فالخصم لا يملك صواريخ قادرة على الوصول اليها، ولكن الحرب البرية التي سيخوضها الجنود العرب لن تكون كذلك، فالموصل والرقة ودير الزور وغيرهما غابات من الاسمنت، ولذلك سيكون عدد الضحايا كبير جدا في الجانبين العربيين، المهاجم والمهجوم عليه، ناهيك عن المدنيين الابرياء الذين سيحاصرون وسط النيران.
ندرك جيدا ان كلامنا هذا لا يروق للكثيرين “المتحضرين”، ولكن نجد لزاما علينا ان نقوله، وبأعلى صوت ممكن، ونحيل من يعترض الى الحروب الامريكية في العراق وليبيا وافغانستان لعل في ارثها الدموي، والخداع الذي رافقها ما يمكن ان يجيب نيابة عنا.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر