الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد علي محسن
خوف ونفاق وانتهازية !!
الساعة 11:25
محمد علي محسن

جمال بن عمر وليس صالح أو عبد الملك أو الرئيس هادي أو المؤتمر أو المشترك ، كيف ولماذا بات السيد جمال بن عمر هو الشماعة التي تُعلَّق عليها أخطاء وإخفاق القوى السياسية والعسكرية والقبلية والمذهبية ؟ الإجابة : لأننا لا نجرؤ على قول كلمة حق وصدق, ولو في لحظات عصيبة وحرجة كهذه التي تستدعي منا ألاَّ نخاف وألاَّ نصمت. 

نعم ! فليس هنالك ما هو أسهل من أن نُلقي باللائمة على المبعوث الدولي أو الخارج عموماً، فثقافتنا للأسف متخمة بالخوف والنفاق والانتهازية. إنها الثقافة ذاتها التي كرَّستها وجسَّدتها عقودٌ وربما قرونٌ من الاستبداد السياسي. 

الرئيس هادي كان أداؤه أقل بكثير ممَّا تتطلبه المرحلة الانتقالية؛ لكنه ومع كل مساوئه قُدِّر له إنجاز ما لم نستطع إنجازه وفي ظروف طبيعية ومستقرة، فيكفي الإشارة هنا الى أن مقررات مؤتمر الحوار ومشروع مسودة الدستور الجديد لهما أفضل ما تحقق في عهد الرئيس هادي. 

ما أخشاه الآن هو أن مقررات مؤتمر الحوارالوطني سيكون مآلها مثل وثيقة العهد والاتفاق التي تم الانقلاب عليها وبحرب كارثية مازالت تبعاتها قائمة حتى هذه اللحظة الراهنة التي يُراد بها الانقضاض على وثيقة الحوار الوطني . إننا إزاء انقلاب جديد قديم يُراد تمريره وتكريسه اليوم وبالمبررات السابقة ذاتها الوائدة للدولة الاتحادية الديمقراطية ولمضامينها الحديثة التي تم الانقلاب عليها ومن خلال حرب عسكرية مكلفة. 

وإذا كان النظام القبلي العائلي الجهوي قد نجح زمناً في تضليل وخداع كثير من اليمنيين ؛ فإن الخوف في أن يظل مثل هذا الخطاب الديماغوجي العبثي هو السائد والمهيمن على عموم الحالة الوطنية ، فبرغم هول ما حدث من ثورات وانتفاضات شعبية لا يبدو من سياق النتائج أن هنالك تبدلاً في مفاهيمنا وتعاملاتنا وادواتنا السياسية ، فما يجري اليوم هو في جوهره نتاج معضلات وطنية مزمنة لا صلة البتة لمبعوث الامم المتحدة أو الزياني أو العربي. 

نعم أعجب حين أسمع "زعطان" أو "فلتان" يقول : دستور بن عمر ، "فَدْرَلة" بن عمر ، مؤامرة بن عمر ، اتفاق بن عمر ، طبخة بن عمر, وو... وهكذا دواليك من المفردات المعبرة عن أناس ضعفاء خائفين انتهازيين. 

 لماذا لا نتحلَّى بالشجاعة فنقول إن المبعوث الدولي ليس إلاَّ وسيطاً, نحن من أقحمناه في مشكلاتنا وأزماتنا المناطقية والطائفية والقبلية والجهوية والمذهبية ؟ لماذا لا تكون لدينا الجرأة كي نتحمل المسؤولية بدلاً من إلقائها على كاهل الآخرين مثلما هو حالنا الآن مع بن عمر وغداً مع السفير الامريكي أو الايراني أو التركي أو السعودي أو سواهم ؟. 

ختاماً .. ينبغي على الحوثيين وأشياعهم المتمنطقين الآن بلغة القوة والجبروت أن يعلموا أن الدولة الاتحادية تعد آخر الممكنات لتجنيب البلد وأهله ما هو أسوأ ، فالحديث عن حكم محلي كامل الصلاحيات أو مقررات غير مضامين مؤتمر الحوار الوطني أو حلول ومعالجات أقل ممَّا اتفق عليها شركاء الفعل السياسي لهو كارثة أكبر من كارثة حروب النظام العائلي القبلي المجترحة كذباً وتضليلاً لأجل الوحدة جنوباً والنظام الجمهوري شمالاً. 

نعم الدولة الاتحادية ليست مؤامرة يُراد بها فصل الجنوب عن الشمال مثلما نجحت القوى المهيمنة تاريخياً تسويقه للبسطاء ممَّن زجَّت بهم هذه القوى في أتون حرب مأساوية مازالت نتائجها ماثلة حتى اللحظة ؛ إنما هذه الدولة الفيدرالية باتت غاية لغالبية اليمنيين جنوبا وشمالا ، وعلى هذا الأساس فـ"الفدرلة" لم تعد بِدعة صاحبها بن عمر أو أمريكا أو إسرائيل، بل أصحابها ملايين اليمنيين التواقين لرؤية وطنهم ينعم بالخير والحرية والمواطنة المتساوية والعدالة والاستقرار والسلام والتنمية والتطور. 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص