الاربعاء 12 مارس 2025 آخر تحديث: الاربعاء 12 مارس 2025
د. أحمد الأحمدي
وزارة الأوقاف والإرشاد.. أربع سنوات من الإصلاح والبناء
الساعة 02:49
د. أحمد الأحمدي

منذ توليه منصب وزير الأوقاف والإرشاد في ديسمبر 2020، قاد الدكتور محمد بن عيضة شبيبة جهودًا كبيرة في تطوير الوزارة وتعزيز دورها في المجتمع، من خلال إصلاحات شاملة ركزت على بناء الهيكل المؤسسي، وتوسيع نطاق العمل، وتعزيز الهوية الوطنية، ومواجهة الفكر المتطرف.

من أبرز إنجازات معالي الوزير كان نقل مقر الوزارة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وهو ما أحدث تحولًا كبيرًا في طريقة إدارة الوزارة، التي كانت تُدار بشكل غير منتظم ودون وجود مقر فعلي داخل عدن. هذا الانتقال أسهم في تفعيل جميع قطاعات الوزارة بشكل منتظم ومستمر.

في هذا السياق، وجه معالي الوزير بترميم وتأهيل معهد الإمام البيحاني ليصبح مقرًا للوزارة ويضم مكاتب لكافة القطاعات، بالإضافة إلى إعادة افتتاح المعهد العالي للتوجيه والإرشاد بعد سنوات من التوقف. هذا التطور أسهم في استقطاب الطلاب لدراسة العلوم الشرعية وتعزيز دور الوزارة في نشر الفكر الوسطي المعتدل.
وانسجامًا مع تبني أساليب حديثة ومتطورة لتنظيم أعمال الحج والعمرة، تم إنشاء نظام رقمي متكامل عبر البوابة الموحدة "يلملم"، بهدف تقديم خدمات عالية الكفاءة للحجاج والمعتمرين. ترتكز هذه المنظومة على الدقة والسرعة والسهول، مع تعزيز القدرة التنافسية في تقديم الخدمات ضمن بيئة إلكترونية متطورة تلبي أعلى المعايير.
كما لم تغفل الوزارة أهمية تأهيل وتطوير كوادرها، فأطلقت برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع كفاءة الموظفين وتحسين أدائهم الوظيفي.

وفي إطار تعزيز دور التوعية والإرشاد، أطلقت الوزارة مشروع إنشاء أكاديمية متخصصة لتأهيل الخطباء وأئمة المساجد، بهدف رفع مستواهم العلمي والمهني، ليكونوا أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الفكرية التي تواجه المجتمع.

وانطلاقا من دورها التوجيهي والٳرشادي، عملت الوزارة على تعزيز دور المساجد في نشر قيم التسامح، فصدرت تعميمات للأئمة والخطباء بضرورة التصدي للفكر المتطرف، وتفنيد الشبهات، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل. كما نظمت الوزارة ورش عمل وندوات ودبلومات متخصصة لتأهيل خطباء وأئمة قادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة بالحجة والفكر. ولم تقتصر الجهود على المساجد فقط، بل امتدت إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، التي استخدمتها الوزارة كمنصات لنشر التوعية الفكرية وتعزيز ثقافة الوسطية.

وفي إطار تعزيز التعاون مع المؤسسات الإسلامية، عملت الوزارة على تعزيز الشراكة مع بعض المؤسسات. وكان أبرز هذه الشراكات توقيع بروتوكول تعاون مع الأزهر الشريف، الذي أسفر عن توفير مقاعد دراسية للطلاب اليمنيين في جامعة الأزهر، فضلاً عن تبادل البرامج العلمية والمناهج الدراسية، وتأهيل الخطباء في مشيخة الأزهر. ولا شك أن هذا التعاون سيسهم بشكل كبير في رفع المستوى الأكاديمي والديني لطلبة العلوم الشرعية.

كما بادرت الوزارة بقيادة معالي الوزير بالتواصل مع الجهات الداعمة للأوقاف بهدف توقيع اتفاقيات تعاون تسهم في استثمار الدعم المخصص لتنمية الأوقاف وتعزيز دورها الحيوي في خدمة المجتمع.

ونظرًا لمحاولات طمس الهوية الوطنية اليمنية واستبدالها بهوية طائفية دخيلة تسعى مليشيا الحوثي لفرضها بالقوة، تواصل وزارة الأوقاف بذل الجهود لتعزيز الوعي بالهوية اليمنية وتكريس قيم المواطنة والتسامح.. ويأتي هذا في إطار الالتزام بتوجيهات القيادة السياسية التي تشدد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم بين جميع فئات المجتمع.

كما أولت وزارة الأوقاف والإرشاد، بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، اهتمامًا كبيرًا بحفاظ كتاب الله، وقد تجسد هذا الاهتمام من خلال دعم مراكز التحفيظ، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية. وبفضل هذه الجهود، تمكن الحفاظ من تحقيق مراكز متقدمة في دول مثل السعودية، مصر، تركيا، ماليزيا، الكويت، قطر، ليبيا، وغيرها من دول العالم.

ولا شك أن دعم الحفاظ يأتي في مقدمة أولويات الوزارة، حرصًا على تشجيع الشباب على حفظ القرآن والتمسك به والعمل بتعاليمه.

أربع سنوات من العمل الدؤوب والمستمر أثبتت أن الوزارة، بقيادة الشيخ الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الوطنية والدينية، وتعكس رؤيته في تحويل وزارة الأوقاف والإرشاد إلى مؤسسة فاعلة تخدم المجتمع، وتنشر ثقافة الاعتدال، وتكرّس الهوية الوطنية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص