الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سناء حسن مكي
الحديدة التي لا يعرفها الجميع
الساعة 15:51
سناء حسن مكي

أنا تهامية من الحديدة، حديدة اليوم لا حديدة الأمس، الحديدة أو كما ننطقها (امحديدة)، مسقط رأسي، الصديقيه ( امصديقيه)، بيت جدي، البيت الأبيض، ورءانا سوق الهنود (امهنود)، وقدامنا برحة العيد (امعيد) وحديقة صغيرة، مدرسة خوله على اليمين.

تفاصيل أحبها وقد يعرفها بعض وكثير لا يعرفونها، وهناك تفاصيل أخرى ولكن قبل ذلك يدور في رأسي سؤال من فترة وسألته لأولادي ولكثير من أهلي وأصحابي التهاميين أريد أن أعرف كم شخصا تسأل مثلي عن أسباب الأهمية المفاجئة حتى في وسائل الإعلام الخارجي لمدينة الحديدة أو نستطيع القول بعد دخول الحوثي طرفا فاعلا في الصراع الموجود على الساحة اليمنية والإقليمية، ولماذا أصبحت تهامة من أهم ملاعب ذلك الصراع ؟!

رغم أنها كانت قبل ذلك تقريباً شبه ملغيه من الخارطة اليمنية إلا فيما ندر وحسب الحاجة. فهل فعلا كان للحديدة من قبل نفس الأهمية على أرض الواقع  مع التعتيم المتعمد على تلك الأهمية ، أو أن  فانوس علاء الدين ظهر فجأة وظهرت معه أهميتها ؟ وهل الحديدة وتهامة أرض وملعب للصراع فقط مع لاعبين أساسين من غير أبنائها أو مثلما كانت من قبل مصدرا للواردات فقط وكذلك لغير أبنائها ؛ يا سبحان الله، دائماً ما نلعب دور المضيف؟

سؤال لنا نحن التهاميين: من منا يعرف أن الحديدة هي ثاني أكبر مدن اليمن مساحة وكثافة سكانية وتسمى المدينة الجامعة؟

هل تعرف أن تهامة أكبر منتج لأنواع كثيرة من المحاصيل الزراعية ( ازرعوا تهامة تشبعوا ليوم القيامة)  وبأن ثروتها الكبيرة سواءً الحيوانية أو السمكية. كما إنها تتميز بطول شريطها الساحلي على البحر الأحمر الذي فيه عدد من الجزر مثل كمران المأهولة بالسكان والتي تعد من أجمل بقاع الأرض ، وغيرها الكثير.

فيها ثلاث من أهم موانئ اليمن: ميناء الحديدة (ثاني أكبر ميناء في اليمن والثالث في البحر الاحمر)، وميناء الصليف، وراس عيسى. بالإضافة إلى منجم الصليف الذي كان ينتج الملح. كما أن إيراداتها من رسوم ضرائب وجمارك وايرادات الميناء ( من يعرف انها تغطي جزء من نفقات الدولة؟)

بالإضافة إلى الإرث الثقافي والحضاري الذي تتميز به مديريات تهامة وخاصه مدينة زبيد التي كانت قبله للكثير من طلاب العلم ومحبي المعرفة، ناهيك عن معالمها السياحية الكثيرة والأهم أنها أكبر مصدر للقلوب النقية صادقة المحبة.

أنا لا أحتاج إلى إجابة على تساؤلاتي ولكن ما نحتاج إليه نحن التهاميين أن نضع أنفسنا في المكان الذي نستحق؟

علمني أبي قبل أن تعلمني الحياة : أن أكون محبة دون استثناء، معطاءه دون تمييز فسعادة الآخرين لن تنقص من سعادتي، وغناهم لن ينقص من رزقي، وعافيتهم لن تنقص من صحتي، كلنا نستحق يمن جديد.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص