الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
التأديب الأمريكي.. ومهمة التحالف
الساعة 14:46
محمود الطاهر

الضربة الأمريكية التي قتل فيها قاسم سلماني والمهندس، تؤكد بأن واشنطن قد نجحت في اختراق القوات الإيرانية وقوات حلفائها في العراق ولذا كانت ترصد تحركات سليماني والمهندس ونفذت ضربتها بدقة بعد أيام من استهداف المتظاهرين العراقيين الموالين لإيران للسفارة الأمريكية في بغداد ردا على قصفها لقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران.

أصبح من المؤكد أن واشنطن قررت التصعيد العسكري ضد إيران وحلفائها في العراق، ولذا أقدمت على هذه الخطوة التي ستزيد من تعقيد المشهد العراقي المتوتر وستخلط الأوراق وتشعل المواجهة بين واشنطن وطهران في العراق والمنطقة، ومن المرجح أن يقوم حلفاء طهران في العراق بالرد بعمليات انتقامية كبيرة من الجنود الأمريكيين وقواعدهم في العراق والمنطقة إذا قررت طهران عدم الرد المباشر عبر قواتها واكتفت بالرد عبر حلفائها واذرعها المسلحة في العراق.

ومن المرجح أن لا تنزلق واشنطن وطهران إلى مواجهات عسكرية شاملة أو مباشرة، لكن إيران سترد على هذا التصعيد الأمريكي وستنتقم لا محالة وستوجه ضربات موجعة ومدروسة لمصالح واشنطن وحلفائها في العراق والمنطقة، وربما قد تستهدف أيضًا الممرات الملاحية الدولية، ومنابع النفط في الخليج العربي، عن طريق الحوثيين في اليمن أو مليشيا الحشد الشعبي.

بدأت الأمور تتكشف بعد مقتل قاسم سليماني يوم أمس، كيف سيكون طبيعة الرد، هناك من طالب بتوجيه ضربه متهورة، لكن الحوثيين أرسلوا خطاب إلى إيران، طالبوا فيها أن يكون هناك ردًا على المصالح الأمريكية وحلفائها وأعلنوا استعدادهم لمثل ذلك الهجوم، وربما قد تكون هناك عمليات انتحارية.

المستفيد من عملية اغتيال قاسم سليماني هي المنطقة برمتها، نتيجة لمسئوليته في نشر الإرهاب والمتسبب بمقتل مئات الآلف من البشر، سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو اليمن، لكن مثل هذه العملية قد تتسبب بقلق شديد لدى دول الخليج العربي، لأنها حليفة لواشنطن، وهو ما يعني أنها ستتعرض لهجوم من قبل أذرع إيران الذين يحيطون بالمملكة العربية السعودية من الشمال والجنوب.

قد تبقى هذه الدول في خوف وقلق شديد طيلة الفترة أو السنين القادمة، ما لم تنتهج طريقة أخرى في عملية الردع لتلك العصابات، وربما تصبح أكثر إذلالًا في حال تم إبرام اتفاق سياسي مثلاً في اليمن بين التحالف العربي وجماعة الحوثي الموالية لإيران.

بقدر ما تمثل عملية اغتيال أخطر رجل في منطقة الشرق الأوسط قاسم سليماني، ربح أمريكي، وارتياح عربي وإسلامي واسع؛ إلا أننا نخشى من أن تمثل تلك العملية ارتدادًا عكسيا من قبل التحالف العربي، والذهاب لمصافحة الحوثيين في اليمن، الذي تعدهم إيران ليكونوا العصا التي تضرب بها دول الخليج العربي.

من الأهمية الآن، مواصلة الضغط على إيران وأذرعها عسكريًا، كردع قوي ومؤثر على سياسية النظام الإيراني في نشر إرهابه وتثبيت أركان مليشياتها في المنطقة، مع أخذ الحيطة والحذر من أي عملية سياسية عبر حوار يرجح كفة إيران في المنطقة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص